توفي المعتقل المصري شعبان الأسود (55 عاماً)، الأربعاء، إثر معاناة مع مرض سرطان الكبد داخل سجن 430 بمنطقة سجون وادي النطرون، نتيجة عدم تلقيه الرعاية الصحية اللازمة، ومنع العلاج عنه، ليلحق بالمئات من السجناء السياسيين الذين لقوا مصرعهم داخل السجون المصرية، منذ وقوع انقلاب الجيش في الثالث من يوليو/ تموز 2013، من جراء الإهمال الطبي المتعمد.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة "كوميتي فور جستس"، أحمد مفرح، على صفحته الشخصية عبر موقع "تويتر"، مساء أمس، إن "عدد المحتجزين الذين توفوا بسبب الإهمال الطبي أو سوء المعيشة أو التعذيب في السجون المصرية، منذ يونيو/ حزيران 2013، ارتفع إلى 823 حالة وفاة"، وذلك بعد إعلان وفاة المعتقل الخمسيني الذي تعود جذوره إلى قرية القطاوية، التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية.
وحسب حقوقيين مصريين، فإن الأسود كان يعمل محاسباً قبل اعتقاله، وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات في قضية ملفقة، على خلفية مواقفه السياسية الرافضة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، محملين إدارة سجن وادي النطرون مسؤولية وفاة المعتقل نتيجة الإهمال الطبي، إذ كانت زوجته وأبناؤه الخمسة ينتظرون خروجه بعد استكمال مدة عقوبته خلال الأشهر الثلاثة القادمة.
ويواجه الآلاف من المحتجزين السياسيين في السجون المصرية خطر الموت، على وقع تعرضهم للتعذيب، وعدم تقديم العون الطبي أو الرعاية الصحية لهم. وشهد عام 2017 النسبة الأكبر لحالات الوفاة، حيث تصدر سجن محافظة المنيا بصعيد البلاد، العدد الأكبر من هذه الحالات، يليه مجمع سجون طرة، جنوبي القاهرة، وكانت أبرز الأمراض التي عانى منها المتوفون السرطان والفشل الكلوي.
وسبق أن اتهمت منظمة "هيومن رايتس مونيتور" الأجهزة الأمنية في مصر بـ"الإمعان في قتل المعارضين والمعتقلين، من خلال احتجازهم في ظروف غير إنسانية، ومنع الدواء عن المرضى منهم"، مبينة أن السلطات المصرية "لا تريد اتخاذ موقف جاد لمحاولة تحسين أوضاع السجون، وأماكن الاحتجاز، غير اللائقة آدمياً، رغم اكتظاظ أعداد المعتقلين داخلها، وانتقال العدوى بسرعة فيما بينهم".
وأعلنت المفوضية المصرية للحقوق والحريات، الأحد الماضي، أن المرشح الرئاسي السابق، ورئيس حزب "مصر القوية"، عبد المنعم أبو الفتوح، يتعرض للإهمال الطبي المتعمد، والقتل البطيء، داخل محبسه، منذ اعتقاله من منزله بضاحية التجمع الخامس، شرقي القاهرة، في 14 فبراير/ شباط 2018، واتهامه من قبل نيابة أمن الدولة بـ"تولي قيادة جماعة إرهابية، ونشر وإذاعة أخبار كاذبة".
وأوضحت المفوضية أن "أبو الفتوح أتم عاماً كاملاً من الحبس الاحتياطي في قضية ملفقة، وفي ظروف حبس غير آدمية، لا تناسب سنّه، أو حالته الصحّية"، منوهة إلى تعرضه للعديد من الانتهاكات منذ القبض عليه، فهو محبوس انفرادياً، وممنوع من التريض سوى في مكان ضيق ومعزول عن الناس لنصف ساعة في اليوم، فضلاً عن منعه من الذهاب للمستشفى لتلقي العلاج اللازم، بالرغم من إصابته بأمراض الضغط والقلب، ومشكلات في الظهر.