أصدر مرصد حقوقي مصري تقريراً، اليوم الجمعة، فضح الانتهاكات التي يتعرض لها معارضو الانقلاب داخل السجون المصرية خلال شهر مارس/آذار. وسجل تقرير "المرصد المصري للحقوق والحريات"، 270 واقعة تعذيب، و27 حالة تحرش جنسي بالمعتقلات، إضافة إلى 3 حالات اغتصاب لرجال داخل مقار الاحتجاز.
وأعرب المرصد عن قلقه الشديد من "الأسلوب الذي تتبعه السلطة المصرية القائمة مع المعارضين لها، خصوصاً الطلبة منهم، إذ تمارس بحقهم الاعتقال التعسفي والتنكيل، أضف إلى تعذيبهم في بعض الأحيان حتى الموت".
وأشار المرصد، في تقريره، إلى واقعتي اغتصاب تعرض لهما الطالبان عمر جمال متولي الشويخ، وأحمد حسن عمران.
وفي واقعة اغتصاب الطالب عمر جمال متولي الشويخ (19 عاماً)، في جامعة الأزهر، وَثق التقرير تفاصيل الانتهاكات التي تعرض لها، بحسب ما نقلته والدته عن لسان الشويخ، وذكرت إن ابنها، الذي اعتقل في 24 مارس/آذار الماضي، بعد خروجه من الجامعة، اقتيد إلى قسم شرطة ثان مدينة نصر، ووضعت الأصفاد في يديه، كذلك قُيِّد من الخلف وعصبت عيناه، كذلك تعرض للضرب المبرح بالعصا، وصعقه بالكهرباء.
وأضافت أنه "تم صعقه بالكهرباء لمدة نصف ساعة تحت ذراعيه الاثنين وفي بطنه، كذلك صعق في مناطق حساسة بجسده، وأطراف أصابعه الأمامية، فضلاً عن هتك عرضه والتحرش به".
وأوضح المرصد، في تقريره، أن "الشويخ خضع للتحقيق من قبل النيابة العامة، وأدلى بكل ما تعرض له من تعذيب، إلا أن وكيل النيابة القائم على التحقيق، لم يعِر انتباهاً لذلك، بل ورفض إثبات ما تعرض له من تعذيب في محضر التحقيق".
أما الطالب أحمد حسين عمران، فقد اعتقل يوم 27 مارس/آذار الماضي، بعدما خطفته قوات الأمن من الشارع، وتمّ اقتياده إلى قسم شرطة طنطا، ليتعرض بعدها للتعذيب والضرب على يد أفراد قسم الشرطة بالعصي والصعق بالكهرباء في الأماكن الحساسة بالجسد، مما أدى إلى فقدانه الإحساس بيده اليمنى وعدم مقدرته على تحريكها.
وأشار المرصد إلى أن والدة عمران تقدمت بشكوى إلى رئيس نيابة طنطا والمنتدب للتحقيق مع ابنها، وقد اتهمت والدته كلاً من مأمور قسم شرطة ثان طنطا ورئيس مباحث القسم، بتعذيب ابنها، فيما رفض رئيس النيابة إثبات واقعة التعذيب والتحقيق في الشكوى، بحسب المرصد.
وفي تقريره، أكد المرصد أن ما تعرض له الطالبان وغيرهما من تعذيب واغتصاب داخل السجون ومقار الحجز، هي "جرائم ضد الإنسانية".
كما لاحظ المرصد تطور وسائل التعذيب التي تستخدم بحق المعتقلين، من الضرب المبرح والصعق بالكهرباء في الأماكن الحساسة بالجسد، حتى وصل الأمر إلى حد الاعتداء الجنسي والاغتصاب، بهدف "إذلال المعتقلين وتقويض معنوياتهم، وهذا التعذيب مشحون بمشاعر الكراهية والاحتقار والانتقام من الآخر مستهدفاً في ذلك جسد المعتقل"، بحسب تقرير المرصد.