شكل التحذير الذي أعلنه وزير الداخليّة اللبناني نهاد المشنوق من لندن، من أن الثغرات الأمنية في مطار بيروت تكاد تكون مشابهة للثغرات التي كانت موجودة في مطار شرم الشيخ وأدّت إلى سقوط الطائرة الروسية، مفاجأة لكثير من العاملين في الشأن السياسي اللبناني. في المقابل، لا يرى عدد من الأمنيين مبالغة في كلام المشنوق، لكن أحد المصادر القريبة من وزارة الداخليّة يقول إن لا معطيات جديدة تقف خلف كلام الوزير، بل إن هذا الوضع الأمني مستمر على حاله منذ أشهر وسنوات طويلة. وهناك من يرى أن المشنوق يُريد استخدام أمن المطار مع أمور أخرى لتأجيل الانتخابات البلدية المفترض أن تجرى في مايو/أيار المقبل.
لا يحتاج زائر مطار بيروت إلى الكثير من الوقت لاكتشاف الحالة المأسوية، للمعبر الجوي الوحيد للبنان، وهنا تجدر الإشارة إلى أن معابر لبنان انحصرت بالبحر والجو، بسبب الوضع الأمني في سورية، التي تجاور لبنان شمالاً وشرقاً والعداء مع إسرائيل، التي تحتل شمال فلسطين، أي الحدود الجنوبية للبنان.
يُعاني المطار من تراجع حاد في الخدمات داخله، إن لجهة النظافة أو استلام الحقائب أو المقاهي، وهو ما سبق وأكده وزير الأشغال العامة غازي زعيتر في مؤتمر صحافي في أغسطس/آب 2015. أشار زعيتر حينها إلى أنه تلقى أكثر من شكوى حول عقود الاستثمار، فيما يخص موضوع النظافة وتحديث أساليب العمل، وسجل "تقصيراً من الشركات الملتزمة ممارسة أعمالها، وخاصة شركة تنظيف المطار"، ولفت إلى أننا "معنيون بتطبيق كل الاتفاقيات الدولية والقرارات الوطنية والقوانين حول سلامة المطار، وقد اكتشفت بعض التساهل في هذا الموضوع".
لكن الأخطر في هذا المجال، ما سبق أن تلقاه لبنان من معلومات مصدرها أوروبي، عن التخوّف من استعمال مطار بيروت كوسيلة لنقل تنظيم "القاعدة" متفجرات إلى أوروبا عبر لبنان، وهو الأمر الذي سبق لـ"العربي الجديد" أن نشره في سبتمبر/أيلول من العام 2014. ولاحقاً، نشر الوزير السابق وئام وهاب، الذي تربطه علاقة جيدة بالمشنوق، إلى جانب صلته المتينة بحزب الله وإيران والنظام السوري، تغريدة على حسابه في موقع تويتر أعلن فيها عن "عملية أمنية كان يتمّ الإعداد لها في مطار بيروت الدولي، وهي شبيهة بتفجير الطائرة الروسية التي تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تفجيرها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي". وقال وهاب لـ"العربي الجديد" حينها إنّ الأجهزة الأميركية والفرنسية أبلغت المسؤولين اللبنانيين بكشف هذه المحاولة "وهو أمر لا يجب السكوت عنه والاستمرار في طمسه في الإعلام". وقد نفت وزارة الداخليّة هذه المعلومات في بيان رسمي لها في ذلك الوقت.
هذا الوضع الأمني، دفع الأوروبيين، وخصوصاً البريطانيين، إلى تحذير لبنان، من إمكانيّة وقف الشحن الجوي عبر لبنان. لكن وزير الأشغال غازي زعيتر، أكّد لـ"العربي الجديد" أن هذه القضية انتهت، لافتاً إلى أن مركز الشحن في المطار يُعد من أحدث مراكز الشحن في المنطقة.
اقرأ أيضاً: لندن تخشى تحوُّل لبنان ممراً لمتفجرات "القاعدة"
رغم ذلك، لا ينفي زعيتر وجود حاجة لاستقدام مزيد من التجهيزات الأمنيّة للمطار، لكنه يرفض الدخول في تفاصيلها. ويُشير إلى وجود جزء تُعنى به وزارته، وهو سور المطار والكشف على الحقائب، ويؤكّد أن التمويل اللازم لهذه التلزيمات المطلوبة منذ عام 2010، تم توفيره من موازنة وزارته، في انتظار موافقة الأجهزة الرقابية على عملية التلزيم. أمّا الجزء الثاني، والذي تُعنى به وزارة الداخليّة، وهو كان يُفترض أن تُغطيه المنحة السعوديّة الملغاة للأجهزة الأمنية، فيجب أن يُقرّ تمويله في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.
وفي ما يخصّ التخوّف من اصطدام الطيور بالطائرات المتجهة من المطار وإليه، وهو ما أثاره زعيتر سابقاً، عندما حُوّل عقار ملاصق لمطار بيروت إلى مكب للنفايات، يطمئن زعيتر إلى وجود آلة لإبعاد الطيور. ويُضيف أن إقامة مطمر إلى جانب المطار يختلف عن وجود مكب عشوائي للنفايات.
لكن زعيتر يرفض التعليق على كلام المشنوق عن الثغرات الأمنية في المطار، وهو يرى أن هذا الأمر من اختصاص وزير الداخليّة، رغم أنه يُشير إلى عدم امتلاكه معطيات عن أن الوضع الأمني بهذا السوء، ويُضيف أن هناك ضرورة لأخذ جميع الاحتياطات، إذ يعتبر أن أكثر مطارات العالم أمناً وتجهيزاً في أوروبا والولايات المتحدة شددت إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الأخير في بروكسل.
الحديث عن أمن مطار بيروت لا يرتبط فقط بـ"إرهابيين" خارجيين، بل يطاوله الانفلات الأمني في البلاد. ففي مايو/أيار 2008، شكّل إعلان النائب وليد جنبلاط عن وجود كاميرات لصالح حزب الله في مطار بيروت، وقيام الحكومة بإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير بسبب هذا الخلل، أحد سببي قيام حزب الله باجتياح بيروت وجزء من جبل لبنان في ما بات يعرف بأحداث السابع من أيار.
كما أن طريق المطار، تُعتبر ورقة ضغط يملكها حزب الله في وجه خصومه اللبنانيين، فيجري قطع هذه الطريق كلما أراد إيصال رسالة سياسيّة. إذ يلاصق المطار الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي تُعد المعقل الأساسي لحزب الله في العاصمة بيروت.
وسبق أن خُطف الموظف في مطار بيروت جوزف صادر عام 2009، على طريق المطار، ولمّح المدير العام لقوى الأمن الداخلي حينها، ووزير العدل المُستقيل أشرف ريفي إلى مسؤولية حزب الله عن خطف صادر، الذي بقي مصيره مجهولاً لليوم. كما خطف في أغسطس/آب 2013 مسلحون مجهولون طيارين اثنين من طاقم الخطوط الجوية التركية، وأطلق سراح الطيارين التركيين في أكتوبر/تشرين الأول 2013 خلال صفقة التبادل بين الأمن العام اللبناني وخاطفي الزوار اللبنانيين التسعة في سورية (أعزاز)، ولم تُكشف هوية الجهة الخاطفة حتى اليوم.
وفي يوليو/تموز من العام 2010، نشرت جريدة كويتية معلومات عن تعرّض طائرة خاصة كويتية لإطلاق نار بعد إقلاعها من مطار بيروت. وفي العام 2010، توفي الشاب اللبناني فراس حيدر الذي اخترق سور المطار وتعلّق بطائرة سعودية (من دون أي نوايا جرمية).
اقرأ أيضاً: مخاوف أوروبية من ضعف مراقبة المواد الخطرة بمطار بيروت
لا يحتاج زائر مطار بيروت إلى الكثير من الوقت لاكتشاف الحالة المأسوية، للمعبر الجوي الوحيد للبنان، وهنا تجدر الإشارة إلى أن معابر لبنان انحصرت بالبحر والجو، بسبب الوضع الأمني في سورية، التي تجاور لبنان شمالاً وشرقاً والعداء مع إسرائيل، التي تحتل شمال فلسطين، أي الحدود الجنوبية للبنان.
يُعاني المطار من تراجع حاد في الخدمات داخله، إن لجهة النظافة أو استلام الحقائب أو المقاهي، وهو ما سبق وأكده وزير الأشغال العامة غازي زعيتر في مؤتمر صحافي في أغسطس/آب 2015. أشار زعيتر حينها إلى أنه تلقى أكثر من شكوى حول عقود الاستثمار، فيما يخص موضوع النظافة وتحديث أساليب العمل، وسجل "تقصيراً من الشركات الملتزمة ممارسة أعمالها، وخاصة شركة تنظيف المطار"، ولفت إلى أننا "معنيون بتطبيق كل الاتفاقيات الدولية والقرارات الوطنية والقوانين حول سلامة المطار، وقد اكتشفت بعض التساهل في هذا الموضوع".
لكن الأخطر في هذا المجال، ما سبق أن تلقاه لبنان من معلومات مصدرها أوروبي، عن التخوّف من استعمال مطار بيروت كوسيلة لنقل تنظيم "القاعدة" متفجرات إلى أوروبا عبر لبنان، وهو الأمر الذي سبق لـ"العربي الجديد" أن نشره في سبتمبر/أيلول من العام 2014. ولاحقاً، نشر الوزير السابق وئام وهاب، الذي تربطه علاقة جيدة بالمشنوق، إلى جانب صلته المتينة بحزب الله وإيران والنظام السوري، تغريدة على حسابه في موقع تويتر أعلن فيها عن "عملية أمنية كان يتمّ الإعداد لها في مطار بيروت الدولي، وهي شبيهة بتفجير الطائرة الروسية التي تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تفجيرها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي". وقال وهاب لـ"العربي الجديد" حينها إنّ الأجهزة الأميركية والفرنسية أبلغت المسؤولين اللبنانيين بكشف هذه المحاولة "وهو أمر لا يجب السكوت عنه والاستمرار في طمسه في الإعلام". وقد نفت وزارة الداخليّة هذه المعلومات في بيان رسمي لها في ذلك الوقت.
هذا الوضع الأمني، دفع الأوروبيين، وخصوصاً البريطانيين، إلى تحذير لبنان، من إمكانيّة وقف الشحن الجوي عبر لبنان. لكن وزير الأشغال غازي زعيتر، أكّد لـ"العربي الجديد" أن هذه القضية انتهت، لافتاً إلى أن مركز الشحن في المطار يُعد من أحدث مراكز الشحن في المنطقة.
اقرأ أيضاً: لندن تخشى تحوُّل لبنان ممراً لمتفجرات "القاعدة"
رغم ذلك، لا ينفي زعيتر وجود حاجة لاستقدام مزيد من التجهيزات الأمنيّة للمطار، لكنه يرفض الدخول في تفاصيلها. ويُشير إلى وجود جزء تُعنى به وزارته، وهو سور المطار والكشف على الحقائب، ويؤكّد أن التمويل اللازم لهذه التلزيمات المطلوبة منذ عام 2010، تم توفيره من موازنة وزارته، في انتظار موافقة الأجهزة الرقابية على عملية التلزيم. أمّا الجزء الثاني، والذي تُعنى به وزارة الداخليّة، وهو كان يُفترض أن تُغطيه المنحة السعوديّة الملغاة للأجهزة الأمنية، فيجب أن يُقرّ تمويله في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.
وفي ما يخصّ التخوّف من اصطدام الطيور بالطائرات المتجهة من المطار وإليه، وهو ما أثاره زعيتر سابقاً، عندما حُوّل عقار ملاصق لمطار بيروت إلى مكب للنفايات، يطمئن زعيتر إلى وجود آلة لإبعاد الطيور. ويُضيف أن إقامة مطمر إلى جانب المطار يختلف عن وجود مكب عشوائي للنفايات.
لكن زعيتر يرفض التعليق على كلام المشنوق عن الثغرات الأمنية في المطار، وهو يرى أن هذا الأمر من اختصاص وزير الداخليّة، رغم أنه يُشير إلى عدم امتلاكه معطيات عن أن الوضع الأمني بهذا السوء، ويُضيف أن هناك ضرورة لأخذ جميع الاحتياطات، إذ يعتبر أن أكثر مطارات العالم أمناً وتجهيزاً في أوروبا والولايات المتحدة شددت إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الأخير في بروكسل.
الحديث عن أمن مطار بيروت لا يرتبط فقط بـ"إرهابيين" خارجيين، بل يطاوله الانفلات الأمني في البلاد. ففي مايو/أيار 2008، شكّل إعلان النائب وليد جنبلاط عن وجود كاميرات لصالح حزب الله في مطار بيروت، وقيام الحكومة بإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير بسبب هذا الخلل، أحد سببي قيام حزب الله باجتياح بيروت وجزء من جبل لبنان في ما بات يعرف بأحداث السابع من أيار.
كما أن طريق المطار، تُعتبر ورقة ضغط يملكها حزب الله في وجه خصومه اللبنانيين، فيجري قطع هذه الطريق كلما أراد إيصال رسالة سياسيّة. إذ يلاصق المطار الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي تُعد المعقل الأساسي لحزب الله في العاصمة بيروت.
وسبق أن خُطف الموظف في مطار بيروت جوزف صادر عام 2009، على طريق المطار، ولمّح المدير العام لقوى الأمن الداخلي حينها، ووزير العدل المُستقيل أشرف ريفي إلى مسؤولية حزب الله عن خطف صادر، الذي بقي مصيره مجهولاً لليوم. كما خطف في أغسطس/آب 2013 مسلحون مجهولون طيارين اثنين من طاقم الخطوط الجوية التركية، وأطلق سراح الطيارين التركيين في أكتوبر/تشرين الأول 2013 خلال صفقة التبادل بين الأمن العام اللبناني وخاطفي الزوار اللبنانيين التسعة في سورية (أعزاز)، ولم تُكشف هوية الجهة الخاطفة حتى اليوم.
وفي يوليو/تموز من العام 2010، نشرت جريدة كويتية معلومات عن تعرّض طائرة خاصة كويتية لإطلاق نار بعد إقلاعها من مطار بيروت. وفي العام 2010، توفي الشاب اللبناني فراس حيدر الذي اخترق سور المطار وتعلّق بطائرة سعودية (من دون أي نوايا جرمية).
اقرأ أيضاً: مخاوف أوروبية من ضعف مراقبة المواد الخطرة بمطار بيروت