وكشف السفير صبيح أن وكالة الغوث "الأونروا" تعاني من عجز فادح في موازنتها، إذ إنه من المتوقع أن يحضر مفوضها العام بيير كراينبول، اجتماع وزراء الخارجية العرب في سبتمبر/أيلول المقبل، ليطرح أمام وزراء الخارجية الصعوبات التي تعانيها الوكالة، مضيفاً أن العجز التي تعانيه الوكالة يقدر بـ 106 ملايين دولار، مما سيحول دون القدرة على دفع رواتب شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني المقبلين للمدرسين.
وأكد صبيح في تصريحات له، أهمية أعمال الدورة الـ 72 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين، المنعقد حالياً بمقر الجامعة العربية، موضحاً أن قضية التعليم داخل فلسطين تتعرض لهجمة صهيونية كبيرة جداً، وهذه الهجمة تطال المناهج والمدرسين والمدارس، بالإضافة إلى التلاميذ.
ونبه إلى محاولات إسرائيل تغيير المناهج في مدينة القدس، وإقامة تعليم موازٍ وتنفق عليه بالملايين وتصرف رواتب للمدرسين الإسرائيليين عشرة أضعاف ما يتلقاه المدرس الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: التعليم بالقدس.. أسرلة للمناهج ومرجعيات متعددة
ولفت إلى خطورة ما يجري في قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة التي طالت تدمير المدارس، مضيفاً أن التلميذ في قطاع غزة يعاني من نقص في عدم إعادة بناء المدارس التي دمرتها الآليات الإسرائيلية، بالإضافة إلى الكهرباء التي ما زالت تقطع يومياً لأكثر من ثماني ساعات.
ودعا إلى دعم الأونروا وتقديم التسهيلات لمواصلة صمود الشعب الفلسطيني الذي يعتبر التعليم رأس مال وطني لبناء دولته وتعزيز صموده وتوفير حياة كريمة له.
وأضاف صبيح، أن هناك توافقاً تم بين "الأونروا" والجامعة العربية، على تطوير التعليم بشكل مرضٍ داخل الأراضي الفلسطينية، أي في مناطق عمل الوكالة من خلال برنامج تعليمي، مؤكداً أن هذا البرنامج الذي بدأ منذ ثلاث سنوات مهدد بالتوقف حال استمرار هذه الضائقة المالية، وبالتالي سنعود للخلف وهو أمر خطير.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يواصل أسرلة التعليم في القدس
وشدد على أن "الأونروا" هي قضية أمن وطني للدول التي تستضيف اللاجئين، وأن وقف خدماتها سيتسبب باضطراب أمني شديد.
معوقات التعليم
من جانبه قال مدير دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية فضل المهلوس، إن الدورة الجديدة لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين، ستناقش بشكل رئيسي العقبات والعوائق التي تواجه المرحلة التعليمية الفلسطينية، وكيفية الخروج بتوصيات ترفع لمؤتمر المشرفين والمجلس الوزاري القادم.
وأضاف المهلوس في تصريح له، أن مدينة القدس تعاني من أوضاع مأساوية في ما يخص التعليم، بفعل ممارسات سلطات الاحتلال من تهويد وتدمير المرحلة التعليمية من خلال وزارة المعارف الإسرائيلية، والتي تضخ أموالاً ضخمة في محاولة لتغيير المناهج والأسس الفلسطينية، بالإضافة إلى معاقبة، بشكل مباشر، الطلبة والمعلمين، من خلال اعتقال الطلبة الصغار من داخل المنازل، وهذا أسلوب جديد تنتهجه السلطات الإسرائيلية.
وأكد أن ما تعانيه وكالة الأونروا من أزمة اقتصادية ومالية، لها تأثير كبير في دعم التعليم في الدول التي تحتضن اللاجئين الفلسطينيين، فلا بد من معالجتها لأنها باتت تهدد استمرارية العملية التعليمية التي تقوم بها، والتي لها ثلثا ميزانية الوكالة.
اقرأ أيضاً: تهويد المنهاج التعليمي في القدس لاستدامة النكبة
يناقش الاجتماع على مدى خمسة أيام، العملية التربوية والتعليمية في الأرض الفلسطينية المحتلة والممارسات الإسرائيلية ضدها، إلى جانب العملية التعليمية والتربوية في مدينة القدس الشرقية المحتلة والسياسات التهويدية لها والممارسات الإسرائيلية ضدها، وجدار الفصل العنصري وتأثيراته الخطيرة على العملية التربوية والتعليمية في الأرض الفلسطينية، إلى جانب توصيات لجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي المحتلة.
وتشارك في الاجتماع وفود من: الأردن، وفلسطين، ومصر، ولبنان، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، واتحاد الجامعات العربية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
اقرأ أيضا: صبيح يطالب الدول العربية بالوفاء بالتزاماتها لدعم التعليم بفلسطين