في الآونة الأخيرة، تعالت الأصوات في روسيا المطالبة بحظر منظمة "الدولة المسيحية - روسيا المقدسة"، بموجب قانون "مكافحة النشاط المتطرف"، في ظل تهديداتها بإحراق دور العرض التي ستعرض فيلم "ماتيلدا"، ظناً منها أنه يسيء لذكرى آخر قياصرة روسيا نيقولاي الثاني (1868 ــ 1918).
وتقدمت النائبة في مجلس الدوما (النواب) عن حزب "روسيا الموحدة" الحاكم، ناتاليا بوكلونسكايا، بطلب مراجعة أعمال المنظمة إلى النائب العام الروسي. في هذا الإطار، يرى المحامي في المركز السلافي الحقوقي، والخبير في شؤون الحريات الدينية، ستانيسلاف كولوف، أنّ الدولة المسيحية ليست منظمة بالمعنى الحرفي للكلمة، بل هي مجموعة من الأشخاص ولها نشاط "شبه متطرف". يقول لـ "العربي الجديد": "من وجهة النظر القانونية البحتة، فإن الدولة المسيحية ليست منظمة لعدم تسجيلها كشخصية اعتبارية، بل هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص، وقد ذاع صيتها بعد إرسالها تهديدات بحرق دور العرض ما لم تعدل عن عرض فيلم ماتيلدا، وحدث أن أشعلت النار إلى جوار مكتب محامي مخرج الفيلم، إضافة إلى دار عرض".
وفي 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، أشعل ملثّمون النار في سيارتين بجوار مكتب المحامي قسطنطين دوبرينين في موسكو الذي يمثل مخرج "ماتيلدا"، أليكسي أوتشيتيل، وعثر على أوراق قرب السيارتين كُتب عليها أن ذلك انتقام من الفيلم. وفي حادثة أخرى وقعت في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية في 4 سبتمبر/ أيلول، أشعلت النار في إحدى دور العرض، بعد اصطدام سيارة مشتعلة بها، كما هدد ناشطو "الدولة المسيحية" بأعمال مماثلة في مدن أخرى.
وفي 22 سبتمبر/ أيلول، اعتقل زعيم "الدولة المسيحية"، ألكسندر كالينين، الذي اعترف بأنه سبقت إدانته بموجب مجموعة من مواد القانون الجنائي، بما فيها "القتل"، وقضى سبع سنوات في السجن قبل الإفراج المشروط عنه. وبعد توقيفه هذه المرة، اتهم كالينين بموجب المادة 179 من القانون الجنائي الروسي، بـ "الإجبار على إتمام صفقة أو العدول عن إتمامها"، وليس "التطرف".
وعقب تلقيها تهديدات من "الدولة المسيحية"، تراجعت شبكة دور العرض "فورمولا كينو" عن عرض "ماتيلدا" أولاً، لكنها عدلت عن قرارها هذا على ضوء "العمل النشيط لأجهزة الأمن والإجراءات التي تتخذها"، وفق ما جاء في بيان صدر عن الشركة.
اقــرأ أيضاً
ويتناول "ماتيلدا" الذي بلغت ميزانية تصويره 25 مليون دولار، العلاقة العاطفية بين الإمبراطور الروسي الأخير وراقصة الباليه الشهيرة، ماتيلدا كشيسينسكايا، في نهاية القرن وهي فترة عصيبة في تاريخ العالم سبقت الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) وثورة البلاشفة (1917) التي أسفرت عن إعدام نيقولاي الثاني وأسرته. وأثار الفيلم ردود أفعال متباينة في روسيا لتضمنه مشاهد حب وصفت بـ "المثيرة"، ورأى البعض أن هذا مهين للشعب الروسي ويسيء لذكرى نيقولاي الثاني الذي تعتبره الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قديساً.
ويصف كولوف أنصار "الدولة المسيحية" بأنهم مجموعة من "مؤلهي القيصر"، ويعتبرون أن نيقولاي الثاني "كان جزءاً من الله وضحى بحياته فداء لغفران ذنوب الشعب الروسي". يضيف: "بالطبع هذا كلام بدعة، لأن المسيحية لا تعترف إلا بالسيد المسيح منقذاً وحيداً".
وسارعت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى تبرئة نفسها من أعمال "الدولة المسيحية" وإدانتها. وقال الناطق الإعلامي باسم الكنيسة الروسية، فلاديمير ليغويدا، فور وقوع الاعتداءات، إنّ "أي مسيحي أرثوذكسي، بل أي مؤمن، لن يفكر في التعبير عن رفضه بطريقة تشكل خطراً على حياة وصحة أشخاص أبرياء".
ويشير كولوف إلى أن فيلم "ماتيلدا" هو الذي "رفع أنصار الدولة المسيحية إلى السطح، وأظهر ردود أفعالهم غير الطبيعية ومطالبهم بحظر فيلم لم يشاهدوه أصلاً". وحول الإجراءات القانونيّة التي يتوقع اتخاذها بحق "الدولة المسيحية"، يقول: "لا مجال لحل المنظمة لعدم وجودها ككيان مسجل، ولكن يمكن ملاحقة أنصارها بتهمة التطرف أو المادة 179، كما هو الحال حالياً".
وفي غياب إحصائيات دقيقة حول عدد أنصار "الدولة المسيحية" في روسيا، يتبين من البحث على شبكة "فكونتاكتي" الروسية للتواصل الاجتماعي مجموعة مغلقة تضم 275 شخصاً فقط، وتعرّف عن نفسها بـ "منظمة عموم روسيا الاجتماعية الأرثوذكسية". يشار إلى أنه حين تقدمت بوكلونسكايا بطلب مراجعة نشاط "الدولة المسيحية"، عرفت نفسها كواحدة من أشد معارضي عرض "ماتيلدا" لاعتقادها أنه يشكل مادة "استفزازية ومتطرفة".
اقــرأ أيضاً
وتقدمت النائبة في مجلس الدوما (النواب) عن حزب "روسيا الموحدة" الحاكم، ناتاليا بوكلونسكايا، بطلب مراجعة أعمال المنظمة إلى النائب العام الروسي. في هذا الإطار، يرى المحامي في المركز السلافي الحقوقي، والخبير في شؤون الحريات الدينية، ستانيسلاف كولوف، أنّ الدولة المسيحية ليست منظمة بالمعنى الحرفي للكلمة، بل هي مجموعة من الأشخاص ولها نشاط "شبه متطرف". يقول لـ "العربي الجديد": "من وجهة النظر القانونية البحتة، فإن الدولة المسيحية ليست منظمة لعدم تسجيلها كشخصية اعتبارية، بل هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص، وقد ذاع صيتها بعد إرسالها تهديدات بحرق دور العرض ما لم تعدل عن عرض فيلم ماتيلدا، وحدث أن أشعلت النار إلى جوار مكتب محامي مخرج الفيلم، إضافة إلى دار عرض".
وفي 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، أشعل ملثّمون النار في سيارتين بجوار مكتب المحامي قسطنطين دوبرينين في موسكو الذي يمثل مخرج "ماتيلدا"، أليكسي أوتشيتيل، وعثر على أوراق قرب السيارتين كُتب عليها أن ذلك انتقام من الفيلم. وفي حادثة أخرى وقعت في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية في 4 سبتمبر/ أيلول، أشعلت النار في إحدى دور العرض، بعد اصطدام سيارة مشتعلة بها، كما هدد ناشطو "الدولة المسيحية" بأعمال مماثلة في مدن أخرى.
وفي 22 سبتمبر/ أيلول، اعتقل زعيم "الدولة المسيحية"، ألكسندر كالينين، الذي اعترف بأنه سبقت إدانته بموجب مجموعة من مواد القانون الجنائي، بما فيها "القتل"، وقضى سبع سنوات في السجن قبل الإفراج المشروط عنه. وبعد توقيفه هذه المرة، اتهم كالينين بموجب المادة 179 من القانون الجنائي الروسي، بـ "الإجبار على إتمام صفقة أو العدول عن إتمامها"، وليس "التطرف".
وعقب تلقيها تهديدات من "الدولة المسيحية"، تراجعت شبكة دور العرض "فورمولا كينو" عن عرض "ماتيلدا" أولاً، لكنها عدلت عن قرارها هذا على ضوء "العمل النشيط لأجهزة الأمن والإجراءات التي تتخذها"، وفق ما جاء في بيان صدر عن الشركة.
ويتناول "ماتيلدا" الذي بلغت ميزانية تصويره 25 مليون دولار، العلاقة العاطفية بين الإمبراطور الروسي الأخير وراقصة الباليه الشهيرة، ماتيلدا كشيسينسكايا، في نهاية القرن وهي فترة عصيبة في تاريخ العالم سبقت الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) وثورة البلاشفة (1917) التي أسفرت عن إعدام نيقولاي الثاني وأسرته. وأثار الفيلم ردود أفعال متباينة في روسيا لتضمنه مشاهد حب وصفت بـ "المثيرة"، ورأى البعض أن هذا مهين للشعب الروسي ويسيء لذكرى نيقولاي الثاني الذي تعتبره الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قديساً.
ويصف كولوف أنصار "الدولة المسيحية" بأنهم مجموعة من "مؤلهي القيصر"، ويعتبرون أن نيقولاي الثاني "كان جزءاً من الله وضحى بحياته فداء لغفران ذنوب الشعب الروسي". يضيف: "بالطبع هذا كلام بدعة، لأن المسيحية لا تعترف إلا بالسيد المسيح منقذاً وحيداً".
وسارعت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى تبرئة نفسها من أعمال "الدولة المسيحية" وإدانتها. وقال الناطق الإعلامي باسم الكنيسة الروسية، فلاديمير ليغويدا، فور وقوع الاعتداءات، إنّ "أي مسيحي أرثوذكسي، بل أي مؤمن، لن يفكر في التعبير عن رفضه بطريقة تشكل خطراً على حياة وصحة أشخاص أبرياء".
ويشير كولوف إلى أن فيلم "ماتيلدا" هو الذي "رفع أنصار الدولة المسيحية إلى السطح، وأظهر ردود أفعالهم غير الطبيعية ومطالبهم بحظر فيلم لم يشاهدوه أصلاً". وحول الإجراءات القانونيّة التي يتوقع اتخاذها بحق "الدولة المسيحية"، يقول: "لا مجال لحل المنظمة لعدم وجودها ككيان مسجل، ولكن يمكن ملاحقة أنصارها بتهمة التطرف أو المادة 179، كما هو الحال حالياً".
وفي غياب إحصائيات دقيقة حول عدد أنصار "الدولة المسيحية" في روسيا، يتبين من البحث على شبكة "فكونتاكتي" الروسية للتواصل الاجتماعي مجموعة مغلقة تضم 275 شخصاً فقط، وتعرّف عن نفسها بـ "منظمة عموم روسيا الاجتماعية الأرثوذكسية". يشار إلى أنه حين تقدمت بوكلونسكايا بطلب مراجعة نشاط "الدولة المسيحية"، عرفت نفسها كواحدة من أشد معارضي عرض "ماتيلدا" لاعتقادها أنه يشكل مادة "استفزازية ومتطرفة".