لليوم الثاني على التوالي تتواصل حركة الاحتجاجات المتصاعدة في مدينتي السليمانية وأربيل بإقليم كردستان العراق. ويشارك الآلاف من الموظفين بالمظاهرات، مطالبين بتحسين المعيشة وإلغاء نظام الادخار الإجباري الذي فرضته حكومة الإقليم على الموظفين بسبب توقف دفع بغداد المرتبات، إثر الأزمة السياسية التي اندلعت بفعل تنظيم أربيل استفتاء الانفصال عن العراق.
ويقول الموظفون إنه لم يعد هناك حجة لبقاء نظام الادخار، ويطالبون بدفع مرتباتهم كاملة مع مرتبات الأشهر المتأخرة والبالغة 7 أشهر. وتأتي هذه المظاهرات بعد نحو أسبوع من إعلان بغداد إطلاق رواتب جميع موظفي الإقليم، من ضمنهم عناصر قوات الأمن الكردية (البشمركة).
وتطورت المظاهرات خلال الساعات الأخيرة لدرجة استخدام الأجهزة الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في أربيل، الأمر الذي أدى الى إعلان معلمي وأطباء وموظفي مدن السليمانية وحلبجة وبنجوين ورانية وكَرميان ومناطق أخرى مقاطعة الدوام الرسمي.
ونقلت محطة تلفزيون كردية صوراً تُظهر اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، في حين أظهرت أيضاً عدداً من المصابين في مدينة أربيل.
وأعلن أمس السبت، للمرة الأولى في أربيل، عن تشكيل مجلس إلغاء نظام الادخار في الرواتب من قبل مجموعة من المعلمين والمدرسين والأطباء والموظفين والمتقاعدين، ونظم المجلس المذكور اليوم الأحد، تجمعاً واسعاً أمام متنزه "شاندر" في أربيل.
— Renwar Najm (@RenwarNajm) ٢٥ مارس، ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
واتهمت النائبة في البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني، أشواق الجاف، الحكومة الاتحادية بالتقصير مع موظفي كردستان. وقالت الجاف لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة وعلى خلفية إجراء الاستفتاء قطعت عن موظفي كردستان الرواتب، دون أي سند قانوني، وهذا أمر تُحاسب عليه"، مبينة أن "التظاهر هو حق مشروع لكل مواطن عراقي، ونحن مع المتظاهرين في مطالبهم المشروعة".
— Hana Çomanî (@Hanachomani1) ٢٥ مارس، ٢٠١٨
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Hana Çomanî (@Hanachomani1) ٢٥ مارس، ٢٠١٨
|
وأضافت أن "إعلان موظفي كردستان مقاطعة الدوام الرسمي، هو أمر طبيعي ووارد، بسبب الغضب الشعبي على تأخر الرواتب منذ أشهر عديدة".
وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن أعلن الأسبوع الماضي، عن إطلاق وزارة المالية الاتحادية رواتب جميع موظفي إقليم كردستان من ضمنهم البشمركة. وقال العبادي على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "وزارة المالية الاتحادية تطلق رواتب جميع موظفي إقليم كردستان بضمنهم البشمركة، مع التأكيد على استمرار التدقيق لضمان وصول الرواتب إلى مستحقيها".
واعتبر النائب في البرلمان العراقي عن التحالف الوطني، اسكندر وتوت، إن "رعونة" سياسة الإقليم في عدم التعاطي مع الحكومة الاتحادية قادت إلى خروج المتظاهرين.
وأوضح وتوت لـ"العربي الجديد"، أن "الأكراد وقعوا ضحية الفشل الإداري والسياسي لمسعود بارزاني، الذي ما انفك يبحث عن المشاكل مع الحكومة العراقية المركزية". ورأى أن "خروج المتظاهرين اليوم ومطالبتهم برواتبهم هو أمر مشروع، وعلى الإقليم أن يعمل على توزيع الرواتب بعد أن أطلقتها وزارة المالية العراقية".
وقرر مدرسو اللغة الكردية في محافظة كركوك، مقاطعة الدوام الرسمي ليوم واحد بسبب عدم نقل ملاكاتهم (سجلات التوظيف) من حكومة إقليم كردستان إلى الحكومة بغداد الاتحادية. واعتبرت وسائل إعلام محلية أن هذه المقاطعة لن تكون النهاية، وهي ردة فعل أمام حكومتي إقليم كردستان والحكومة الاتحادية.
يشار إلى أن معلمي كردستان أصبحوا بين أمرين، فهم لا يتسلمون رواتبهم كاملة من قبل الإقليم، في حين أن الحكومة الاتحادية تصرف رواتب المعلمين والمدرسين بالكامل.