وندّدت هذه المظاهرات بأعمال الشغب ومن وصفتهم بمثيري الفتنة، بينما استمر خروج احتجاجات ليلية أمس الخميس في بعض المناطق، وهي التي حملت شعارات سياسية واقتصادية منتقدة الحكومة، فيما أكّدت مصادر أنها قد تراجعت قليلاً مقارنة بالأيام السابقة.
وأعلنت السلطات اليوم أيضاً عن اعتقال أفراد مجموعة على ارتباط بجماعة مجاهدي خلق المعارضة في منطقة بروجرد في محافظة لرستان جنوب غربي إيران، وأفادت في بيانها بأن عدد هؤلاء أربعة أفراد، مؤكدة إصابة واحد منهم، في إشارة إلى وقوع اشتباكات في تلك المنطقة خلال ملاحقتهم.
وكانت مصادر غير رسمية قد قدّرت عدد المعتقلين منذ بدء الاحتجاجات قبل أكثر من أسبوع بألف شخص، 450 منهم في طهران وحدها، بحسب تأكيدات السلطات، التي قالت سابقاً إنه جرى إطلاق سراح بعضهم.
وخلال صلاة الجمعة في مصلى العاصمة طهران، ركّز إمامها المحافظ أحمد خاتمي على ما حصل في الأيام الماضية، منتقداً بشدة الاحتجاجات ذات الشعارات السياسية، ومعتبراً أنها "مؤامرة مدعومة من الخارج".
وقال خاتمي إن "الشعار الذي ردّد؛ لا لغزة ولا للبنان روحي فداء لإيران، لا يمثل الإيرانيين، وإنما هذا صوت نتنياهو غير المسموع في الداخل"، بحسب رأيه، معتبراً أن قادة المحتجين مدربون في الخارج وهدفهم إثارة الاضطرابات.
واتهم خاتمي المملكة العربية السعودية بتمويل مشروع مناهض لإيران تخطط له الإدارة الأميركية، قائلاً إن غرف العمليات الأميركية في أربيل وهرات تخطط لإدخال السلاح إلى بلاده، واصفاً المعترضين على النظام الإيراني بالأقلية التي ارتكبت أعمالاً كثيرة وهاجمت مقرات دينية وبيوت أئمة صلاة الجمعة في البلاد.
وفي شق آخر، حاول خاتمي الفصل بين هذه المظاهرات والاحتجاجات التي خرجت وانتقدت عمل حكومة الرئيس حسن روحاني وفشلها الاقتصادي، قائلاً إن هناك مطالب يجب الإصغاء إليها، وركز كثيراً على ضرورة الإبقاء على حظر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً أنها سبب في إشعال الفتن، بحسب وصفه.
في سياق متصل، دعا المتحدث باسم لجنة صيانة الدستور عباس علي كدخدايي الحكومة الإيرانية إلى محاسبة الولايات المتحدة الأميركية والتقدّم بشكوى رسمية ضدها، كونها تتدخّل في الشأن الداخلي وتساهم في التحريض.
بينما قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان حسين نقوي إن "كل شخص في إيران يفصل نفسه عن ولاية الفقيه، إما يخضع للإقامة الجبرية أو يقرر الاعتصام والاختباء داخل المراقد الدينية"، في إشارة منه إلى رموز الحركة الخضراء، وكذلك للدائرة المقربة من الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قائلاً إن "لدى المواطنين مشكلات حقيقية والاتفاق النووي لم يحل شيئاً"، داعياً السلطات إلى إيجاد حل حقيقي كي لا يبقى الاتفاق ذريعة لخلق مؤامرات ضدّ البلاد، كما ذكر.
كاميرا "العربي الجديد" ترصد التظاهرات الموالية: