تشتعل جبهات المواجهات في الضالع، جنوب اليمن، في أكثر من محور، وسط هجوم عكسي شنه الحوثيون للحد من التقدم الذي حققته القوات المشتركة التابعة للشرعية و"التحالف العربي" بقيادة السعودية والإمارات.
وقالت مصادر عسكرية تحدثت مع "العربي الجديد"، إن القوات التي تدعمها وتشرف عليها الإمارات عجزت عن تأمين الطريق الرئيسية المؤدية إلى نقيل الشيم، والتي تربط مدن الضالع وقعطبة بمنطقة مريس الاستراتيجية، بعدما استعاد الحوثيون مواقع خسروها يوم الجمعة الماضي. وجاء هذا التعثر على الرغم من تأمين "المقاومة" في مريس لنقيل الشيم بعد معارك قوية مع الحوثيين.
وبحسب المصادر العسكرية نفسها، فإن الحوثيين استعادوا السيطرة على جبل وعل الاستراتيجي والمقابل للطريق الرئيسية، ويقع بين قعطبة وقردح. ويتخذ الحوثيون من الجبل منطلقاً لاستهداف الطريق الرئيسية وكل ما يتحرك عليها سواء عربات أو مواطنين، وذلك في محاولة لمنع وصول المواد الغذائية والمتطلبات الأساسية، فضلاً عن حرمان المدنيين من حرية الحركة والتنقل.
في موازاة ذلك، لا تزال المعارك شمال الضالع مستمرة، وفي تصاعد مستمر. وتمكنت "المقاومة" في مريس والقوات المشتركة من صدّ أربع هجمات للحوثيين في مواقع بشمال وشرق وغرب مريس. وفشل الحوثيون في إحراز تقدم في المنطقة، وتعثرت محاولاتهم للعودة إلى المواقع القريبة من مدينة قعطبة التي خسروها خلال اليومين الماضيين.
وشنّ طيران "التحالف" غارات استهدفت تعزيزات عسكرية للحوثيين ومواقع لتخزين السلاح في غرب قعطبة. كما يدفع الطرفان تعزيزات كبيرة إلى مناطق الصراع. ففي الوقت الذي تسعى القوات المشتركة التابعة للشرعية والتحالف لتأمين باقي قرى قعطبة، وصولاً إلى تأمين الطريق إلى داخل محافظة إب، فإن الحوثيين يحاولون استعادة قعطبة وإيقاف تقدم القوات المشتركة باتجاه إب.