معارك وقصف أميركي قرب سدّ الموصل ومخاوف من انهياره

بغداد
عثمان المختار (العربي الجديد)
عثمان المختار
صحافي عراقي متخصص بصحافة البيانات وتدقيق المعلومات. مدير مكتب "العربي الجديد" في العراق.
17 اغسطس 2014
52B4D0D9-48E0-4358-B20C-E26859B38F37
+ الخط -

شنّت المقاتلات الأميركية تسع غارات جوية ضد مقاتلي "الدولة الإسلامية"، (داعش)، مساء أمس السبت، في العراق قرب مدينة أربيل، عاصمة كردستان، وسد الموصل، بحسب بيان للقيادة الأميركية الوسطى.

وتنفّذ قوات من الجيش العراقي و"البشمركة" الكردية، مدعومة بغطاء جوي أميركي، هجوماً واسعاً على مناطق شمال غرب الموصل، منذ فجر أمس السبت، تستهدف السيطرة على سد الموصل الاستراتيجي على نهر دجلة الذي يبعد 50 كيلومتراً شمال غرب الموصل. وتخشى الحكومة العراقية من استخدام "داعش" لسد الموصل كورقة ضغط كبيرة على بغداد، حيث بإمكان السد، حال فتح بوابته، إغراق العاصمة ونحو 45 بالمئة من مدن البلاد، وفقاً لمسؤولين عراقيين.

وقال مسؤول عسكري كردي بارز، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الكردية، ترافقها وحدات قتالية من الفرقة السادسة والحادية عشر في الجيش مع غطاء جوي أميركي، باشرت عملية التقدم نحو السد من خلال الطريق الجبلي القديم الرابط بين أربيل والموصل".

وأوضح العقيد حميد البرزنجي، وهو على رأس إحدى الوحدات القتالية الكردية المكلفة بالعملية، أن "العملية، التي أعدّت من قبل فريق مستشارين أميركيين وقادة كرد، تضمن، في حال نجاحها، عزل عناصر (داعش) في منطقة سنجار ومحاصرتهم من كل الاتجاهات".

وأوضح أن "استغلال مقاتلي التنظيم الجبال كحصون لهم، جعلنا نعمد إلى حصارهم وقطع طرق الانسحاب أو التقدم عليهم".

وبيّن أن "الساعات العشر الأولى من العملية نتج عنها تحرير نحو 53 كيلومتراً من الأراضي الزراعية والقرى القريبة من السد، بما فيها محطة الكهرباء الهايدروليكية الملاصقة للجهة الشرقية من السد، وتوقفت عند هذا الحد بسبب حلول الظلام وتحصن المسلحين في مواقع ضيقة يصعب التعامل معها ليلاً".

وأشار إلى أن "الطائرات الأميركية توقفت عن قصف المنطقة المحيطة بالسد بسبب مخاوف من انهيار، وقد تقتصر بعد ذلك على المعالجة بواسطة الصواريخ الخفيفة الموجهة أو القنابل الفراغية التي لا تشكل خطورة على أسس السد".

ويعتبر سد الموصل خامس أكبر سد بالعالم، ويبلغ طوله 3.2 كيلومترات وارتفاعه 132 متراً، ويبلغ مستوى المياه من نهر دجلة، التي يحبسها السد، 330 متراً فوق مستوى سطح البحر. وتعتبر سيطرة "داعش" على السد بمثابة قنبلة موقوتة تهدد بإغراق مدينة الموصل والمدن المجاورة لها فضلاً عن إمكانية إغراق بغداد بالكامل في غضون 12 ساعة بعد فتح أو انهيار السد. 

وأشار البرزنجي، الى أن "مهمة تحرير السد ستكون معقدة وصعبة للغاية، في ظل عجز الطيران عن التدخل خوفاً من انهيار السد الذي يتحصن فوقه المسلحون. لذا نأمل أن تنجح الخطة البرية التي تم إعدادها لاستعادة السيطرة عليها قبل أن نتقدم إلى مدن زمار، بعشيقة، تلعفر والموصل". وأضاف أن "العملية قد تأخذ وقتاً أطول من المتوقع".

إلى ذلك، أعلن المستشفى الجمهوري في مدينة الموصل، مساء أمس السبت، عن مقتل 11 مدنياً بينهم ثلاث نساء وطفلان بقصف جوي شنته مروحيات تابعة للجيش الحكومي في بلدة تل الرمان، التي تبعد 20 كيلومتراً غرب الموصل.

وقال رئيس الأطباء في المستشفى الجمهوري في الموصل، ثامر السبعاوي، إن "غالبية الضحايا الذين سقطوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، كانوا من المدنيين، ولا يعرف حتى الآن عدد المسلحين الذين يقتلون خلال القصف أو المعارك على وجه الدقة بسبب نقلهم إلى المقابر من قبل رفاقهم من دون المرور بالمستشفى".


 

ذات صلة

الصورة
يهود إصلاحيّون يطالبون من أمام الكونغرس بوقف دعم إسرائيل عسكرياً (العربي الجديد)

سياسة

اجتمع الثلاثاء أكثر من 50 يهودياً إصلاحياً مع أعضاء الكونغرس في الكابيتول هيل، للضغط من أجل فرض حظر على تصدير الأسلحة للجيش الإسرائيلي، ووقف تمويل إسرائيل
الصورة
دبابة إسرائيلية تسير على طول الحدود مع قطاع غزة 7 أغسطس 2024 (أمير ليفي/Getty)

سياسة

قال مسؤلون أميركيون رفيعو المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع إنهم لا يتوقعون أن تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس بايدن.
الصورة
خالد شيخ محمد عقب القبض عليه في مارس 2003 (Getty)

سياسة

في صباح الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، كان خالد شيخ محمد يجلس في مقهى في كراتشي بدولة باكستان، عندما شاهد الطائرة الأولى تصطدم ببرج التجارة العالمي
الصورة
ناشطون ينظمون تظاهرة ضد نتنياهو في واشنطن 24 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

تحت شعار "لن نجعله يستريح" نظم ناشطون أميركيون تظاهرة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام فندق ووترغيت في العاصمة واشنطن، الأربعاء.
المساهمون