في مخيم عين الحلوة الذي يقطنه نحو تسعين ألف فلسطيني، عدا اللاجئين السوريين، ينقل مجموعة من الرسامين والمصورين الواقع الفلسطيني في المخيم كما هو، بفرحه وحزنه ووجعه، بعيداً عن التجاذبات السياسية، التي قد تؤثّر على حبهم للحياة.
وضمّ معرض الصور الفوتوغرافية والرسم، الذي أُقيم في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا (جنوب لبنان)، كثيرا من اللوحات التي تحاكي الواقع. يقول عبدالله الشولي، وهو مصور ومصمم إعلانات شارك في المعرض، إن "الفن يعكس صورة الإنسان وينقل معاناته وواقعه. ويعبّر عن صمود الفلسطيني في المخيم". وفيما يتعلق بلوحاته، يقول إن "لكل صورة حكاية.
عادة ما ألتقط صوري بعفوية. بعضها ينقل علاقة الشباب الفلسطيني بالبحر، بما يمثله من ترحال، وبعضها يظهر الشمس التي تغطي ملامح الفلسطيني المنهك بسبب السفر". يتابع: "حاولت نقل صورة المرأة العربية الحقيقية التي ينظر إليها المجتمع على أنها ضعيفة وتعيش في الظل، في محاولة لدحض هذه الفكرة".
من جهته، يقول سعيد المقدح إنه بعد مشاركته في هذا المعرض، شعر بأنه بدأ بتحقيق أحلام طفولته. "اليوم، اجتزت الخطوة الأولى في طريق الاحتراف". أما أحمد الدنان (28 عاماً)، فيقول "بدأت الرسم منذ كنت صغيراً. احتضنني أهلي وأقاربي وأصدقائي. أفضل رسم تعابير الوجه كالحزن والغضب والفرح. أحاول نقل مشاعر الإنسان الفلسطيني، فالأحاسيس تصل دائماً إلى الناس". أما أحمد الزير (17 عاماً)، فيقول: "أمارس هواية التصوير منذ سنتين، وخضت هذه التجربة لأنقل للعالم واقع الشباب الفلسطيني".
أما محمد عوض (18 عاماً)، وهو طالب جامعي يعيش في المخيم، فيقول: "بدأت منذ عامين أمارس التصوير كهواية، لإيصال صوت شعبي الذي يعيش مأساة اللجوء. الصورة تنقل الواقع كما هو. أردت المشاركة لأنقل معاناة الناس داخل المخيم إلى الخارج. حاولت من خلال صوري تسليط الضوء على الإهمال المتعمد بحق شعبنا، وخصوصاً في فصل الشتاء، إذ تغرق شوارعنا المياه".
ويرى الناشط أحمد حمايدي أن المعرض "ينقل صورة حضارية للشباب الفلسطيني. فشعبنا يستحق الحياة. وهناك كثير من المبدعين والفنانين والمفكرين". أما منسق معرض الصور والرسم خليل العلي، فيقول "في البداية، كانت هناك عقبات كثيرة، منها تأمين المال لطباعة أكثر من سبعين صورة وأربعين لوحة. مع الوقت تمكنا من تجاوز الأمر. كل ذلك يهون إن استطعنا نقل الصورة الحقيقية للشاب الفلسطيني إلى الخارج. فالصور واللوحات تدل على حجم الإبداع لدى الشباب".