يبحث والد الطفل المقدسي معاوية علقم عن عبارات تمكنه من التعبير عن حجم شوقه لطفله الصغير الذي يُغيّب قسراً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة تنفيذ عملية طعن إبان الهبة الجماهيرية الفلسطينية عام 2015.
"والله هو حياتي، وروحي" عبارات يملأها الشوق يقولها الوالد أثناء حديثه مع "العربي الجديد" لحظة مغادرته سجن "مجدو"، تاركاً خلفه معاوية الطفل الذي أصبح اليوم في السادسة عشرة من عمره، بعد أن بثّت سلطات الاحتلال القلق والتلاعب بمشاعر أسرته وحرمت والدته من رؤيته في الزيارة السابقة قبل أسبوعين.
يقول الوالد لـ"العربي الجديد" ذهبت والدته قبل أسبوعين لزيارته مع عائلات أسرى مدينة القدس المحتلة، لكنها فوجئت بالسجانين يخبرونها بأنه خرج للمحاكمة رغم أن سلطات الاحتلال حكمته قبل عام من الآن، وعادت حينها مكسورة القلب والخاطر وقلقة على طفلها الذي حرمت منه وهو في سن 13 عاما.
ويضيف: "عشنا حالة من القلق الكبير، وثمة حالة نفسية صعبة أصابت كافة أفراد العائلة، صرنا نتساءل ما الذي جرى لمعاوية، وما سرّ تلك المحاكمة بعد أن حكم قبل عام بالسجن ست سنوات ونصف السنة، وبقينا على هذا الحال حتى اتصلت بالمحامي وأبلغته بما جرى وبضرورة تنسيق زيارة جديدة له".
زار الوالد طفله في حالة قلق شديد، ليجد معاوية في السجن ولم يغادره قط، وبأنه قلق بدوره لعدم زيارة والدته له، رغم أن أحد رفاقه في السجن أبلغه بوجود والدته في الخارج يومها.
تعمد السجانون حرمان الطفل الذي يشتاق كثيرا لطقوس عيد الفطر السعيد وسط عائلته، وشراء الملابس الجديدة، ومرافقة والده في الزيارات وتبادل التهاني، والحصول على العيدية من أقاربه. هي حالة القلق ذاتها، يريد السجانون لوالديه عيشها مع غصة حرمان ابنهما من عيد الفطر السعيد، ومعاوية كما يقول والده الطفل المدلل كونه آخر العنقود. حتى في زيارة والده الأخيرة كان متحسرا معتقدا أن الوالدين لن يزوراه في العيد، لكن الأب طمأنه أن الزيارة ستكون في رابع يوم العيد.
يستذكر الأب عيد الفطر السعيد، وما كان يشتريه لمعاوية، يتحدث عن كل شيء بشوق كبير، ويقول: "معاوية الذي كان مدللا بشكل لا يوصف يحصل على كل شيء يطلبه في لمح البصر"، مشيراً إلى علاقة الصداقة المتينة بينه وبين ولده التي لا يمكن للقضبان أن تفرقهما.
— نبال قندس (@qundosnibal) ١٨ يوليو ٢٠١٦ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
كان معاوية في صفه التاسع لحظة اعتقاله، افتقده مدرسوه وزملاؤه الطلبة، ويقول الأب: "كل الصفات الحلوة فيه، وكل الناس تحب أدبه وأخلاقه".
— طفل فلسطيني محرر (@abedhabash2) ١ ديسمبر ٢٠١٥ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
يفتقد الوالد طفله كثيراً في عيد الفطر، ويقول لـ"العربي الجديد" مستعيداً جلسات المحاكمة الكثيرة التي خضع لها، لا سيما جلسة النطق بالحكم حين قال للقاضي الذي نطق بالحكم والغرامة المالية 26 ألف شيكل: "يا زلمه والله بدفع حياتي، كل شيء أملكه ممكن أدفعه وأخفف الحكم". ويضيف: "طلبت من المحامي بغضب وزعل شديدين، قول للقاضي أنا سأسجن مكانه 13 عاما، السنة بالسنتين، لكن أعده إلى البيت".
— نبال قندس (@qundosnibal) ١٩ نوفمبر ٢٠١٥ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
اتهمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الطفل علقم، بمحاولة تنفيذ عملية طعن في القطار الخفيف في مستوطنة "بيسغات زئيف" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمالي مدينة القدس المحتلة، في العاشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015.