23 فبراير 2022
معتقلات في سجون السيسي
كشف المرصد الأورومتوسطي أن خمسة سجون مصرية مخصصة للنساء لا تتمتع بالحد الأدنى من معايير الحياة الإنسانية، وأن مقرات الاحتجاز لا تخضع للمحاسبة. نشرت حركة نساء ضد الانقلاب أسماء وتقارير عن 145 معتقلة في مصر بسبب توجهاتهن السياسية المعارضة لنظام عبد الفتاح السيسي؛ وعن الانتهاكات النفسية والصحية والجسدية التي يتعرضن لها، والتي تنافي المواثيق الدولية، ومواد الدستور.
اخترت لكم بعض قصص هؤلاء المعتقلات، ولا أدري حقيقة أيها أحكي وأيها أترك:
منى محمود، 58 عاما، صاحبة الحوار الشهير في "BBC" البريطانية، تحدثت فيه عن إخفاء الأمن ابنتها زبيدة يونس، 26 عاما، قسريا واغتصابها، وتعذيبها؛ فاعتقلها النظام في 2018 بتهمة نشر أخبار كاذبة، والانضمام لجماعة إرهابية. قضت منى حوالي عام ونصف بسجن القناطر، برغم صدور ثلاثة قرارات إخلاء سبيل بحقها كان آخرها في يوليو/تموز 2019، لذا أعلنت الإضراب عن الطعام وقص شعرها بالكامل.
"ابحثي عني يا أمي" جملة لا تُنسى قالتها مية حزيمة، 27 عاما، كيميائية، ابنة برلماني سابق، اعتقلت ووالدتها من منزلها قبل حفل زفافها بأيام، أطلق سراح الأم من نيابة أمن الدولة. أخفيت سمية قسريا، ومنع المحامون من معرفة مقر احتجازها، أو التهم المنسوبة إليها، ثم ظهرت بعد 11 شهرا بسجن القناطر حيث حبست انفراديا بتهمة التخابر مع تركيا. لأكثر من عامين ونصف، لم تر سمية أهلها ولم يرونها.
أمية شنشن، أقدم معتقلة في سجون الانقلاب، 65 عاما، اعتقلت في 2013 على ذمة قضية أحداث كرداسة، حُكِم عليها بالإعدام وخفف إلى المؤبد؛ تقول: "أعلموهم أني ما ارتكبت جرما، عرفوهم أني لم أكن يوما كما يقولون".
نجلاء القليوبي، 72 عاما، طبيبة، وهي الأمين العام المساعد لحزب الاستقلال، وزوجة رئيس الحزب المعتقل بدوره، اقتيدت معصوبة العينين 2019 إلى حيث أخفيت قسريا لمدة أسبوعين، ممنوعة من العلاج والزيارة وتتعرض للإهمال الطبي.
عائشة خيرت الشاطر، اعتقلت في 2018 كتصفية حسابات مع والدها المعتقل خيرت الشاطر، أحد قياديي جماعة الإخوان. أخفيت عائشة قسريا، وبعد ظهورها، رحلت لسجن القناطر حيث حبست انفراديا لمدة عام ونصف، ومنعت من التريض والزيارة؛ وبسبب ظروف اعتقالها وتعذيبها القاسية أصيبت بفشل في النخاع الشوكي.
علا القرضاوي، 59 عاما، اعتقلت في 2017، تهمتها أنها ابنة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا، تعاني من تدهور في حالتها الصحية بسبب حبسها الانفرادي.
هدى عبدالمنعم، 61 عاما، محامية وناشطة حقوقية، اعتقلت في 2018 بسجن القناطر بتهمة الانضمام وتمويل جماعة ارهابية، ممنوعة من العلاج والزيارة؛ أصيبت بجلطة في قدمها، وخشونة شديدة بالركبة تعيق حركتها؛ تقول: "كنت عضوا بالمجلس الأعلى لحقوق الإنسان والآن منعت من حقوقي كلها وأنا في هذا السن!".
سولاف مجدي، صحافية، اعتقلت في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أودعت سجن القناطر، تعرضت للضرب والتعذيب، واتهمت بمشاركة جماعة الإخوان في أنشطتها.
علياء عواد، صحافية، 33 عاما، اعتقلت مرتين، في 2017 لمدة عام ونصف، ثم أعيد اعتقالها في 2018 من مقر محاكمتها، تدهورت حالتها الصحية ما بين نزيف مستمر وإغماءات متكررة، أصيبت بورم حميد على الرحم، فقررت إدارة السجن إزالة الرحم بالكامل، فبكت أمام القاضي وقالت إنها تريد أن تزيل الورم فقط، فهددتها إدارة السجن، أجرت ثلاث عمليات جراحية؛ وتحتاج لإجراء عملية الناسور. من رسائل علياء السابقة: "أصبت بأورام، ولم أعد أدري ماذا يحدث لي، أريد الخروج من تلك المقبرة، حاولت كثيرا أن أتعايش مع الوضع الحالي ولكني فشلت، تعبت ولم أعد أتحمل ولو ثانية في السجن".
إيناس حموده، 41 عاما، أم لأربعة أبناء، اعتقلت في 2019 بتهمة الانضمام وتمويل جماعة إرهابية؛ يتدهور وضعها الصحي، وتتعنت إدارة السجن في توفير العلاج.
آلاء السيد، 21 عاما، طالبة بكلية الآداب، اعتقلت من داخل الجامعة في 2019، أخفيت قسريا لمدة 37 يوما، وظهرت بنيابة أمن الدولة، واتهمت بالانضمام لجماعة إرهابية، واحتجزت بسجن القناطر؛ ويتوالى تجديد حبسها احتياطيًا بدون أي سند قانوني.
آية الله أشرف، 25 عاما، اعتقلت في 2018، اختفت لمدة أربعة شهور قسريا، ثم ظهرت بنيابة أمن الدولة واتهمت بالانضمام لجماعة إرهابية وتمويلها.
بسمة رفعت، طبيبة، لديها طفلان تربيهما أمها المسنة، اعتقلت لمدة أربع سنوات، وحكم عليها بالسجن 15 عاما، وعلى زوجها بالمؤبد، لفقت لها قضية اغتيال النائب العام، وتعاني من أورام بالثدي، تقول: "طفلي الرضيع ما عاد يعرفني".
ماهينور المصري، محامية حقوقية، اعتقلت في 2014 لمدة عام ونصف، ثم أعيد اعتقالها في 2019 في قضية ملفقة.
سارة الصاوي، 28 عاما، طبيبة، اعتقلت في 2015، تعرضت للتعذيب والصعق بالكهرباء أثناء التحقيق، حكم عليها بالإعدام وخفف إلى المؤبد.
أمينة ثابت، اعتقلت في 2019، أخلي سبيلها في فبراير/شباط 2020 بتدابير احترازية ألغيت في مارس/آذار الماضي، ثم وجهت لها اتهامات جديدة بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، ولا تزال مختفية.
آية كمال الدين، 25 عاما، مسؤولة الخدمات الطبية بإحدى الجمعيات الخيرية، اعتقلت يوم 25 مارس 2020 بسبب منشور لها على فيسبوك ينتقد تعامل الحكومة مع كورونا. آية معتقلة في مديرية أمن الإسكندرية، محبوسة في زنزانة انفرادية، ممنوعة من الأغطية، والعلاج والزيارات، ترفض إدارة السجون استلامها إلا بعد إجراء تحاليل كورونا التي تتعنت الجهات الأمنية في السماح بإجرائها.
بالرغم من تفشي جائحة كورونا لم يوقف النظام اعتقالاته، فأخفى خلود سعيد مترجمة وباحثة، ليس لها نشاط سياسي لمدة أسبوع؛ ومروة عرفة، 27 عاما، ناشطة حقوقية ومترجمة، لديها طفل رضيع لمدة أسبوعين؛ وكالعادة ظهرتا في نيابة أمن الدولة.
كانت هذه هي بعض حكايات المعتقلات في سجون السيسي، وإني لأخجل أني لا أستطيع أن أفرد مساحة أكبر لأسرد تفاصيل معاناة كل منهن، وأني لا أستطيع مد يد المساعدة إليهن، أو حتى مواساتهن لأزيل عنهن مرارة هذه اللحظات التي يحيينها الآن.
ماهينور المصري، محامية حقوقية، اعتقلت في 2014 لمدة عام ونصف، ثم أعيد اعتقالها في 2019 في قضية ملفقة.
سارة الصاوي، 28 عاما، طبيبة، اعتقلت في 2015، تعرضت للتعذيب والصعق بالكهرباء أثناء التحقيق، حكم عليها بالإعدام وخفف إلى المؤبد.
أمينة ثابت، اعتقلت في 2019، أخلي سبيلها في فبراير/شباط 2020 بتدابير احترازية ألغيت في مارس/آذار الماضي، ثم وجهت لها اتهامات جديدة بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، ولا تزال مختفية.
آية كمال الدين، 25 عاما، مسؤولة الخدمات الطبية بإحدى الجمعيات الخيرية، اعتقلت يوم 25 مارس 2020 بسبب منشور لها على فيسبوك ينتقد تعامل الحكومة مع كورونا. آية معتقلة في مديرية أمن الإسكندرية، محبوسة في زنزانة انفرادية، ممنوعة من الأغطية، والعلاج والزيارات، ترفض إدارة السجون استلامها إلا بعد إجراء تحاليل كورونا التي تتعنت الجهات الأمنية في السماح بإجرائها.
بالرغم من تفشي جائحة كورونا لم يوقف النظام اعتقالاته، فأخفى خلود سعيد مترجمة وباحثة، ليس لها نشاط سياسي لمدة أسبوع؛ ومروة عرفة، 27 عاما، ناشطة حقوقية ومترجمة، لديها طفل رضيع لمدة أسبوعين؛ وكالعادة ظهرتا في نيابة أمن الدولة.
كانت هذه هي بعض حكايات المعتقلات في سجون السيسي، وإني لأخجل أني لا أستطيع أن أفرد مساحة أكبر لأسرد تفاصيل معاناة كل منهن، وأني لا أستطيع مد يد المساعدة إليهن، أو حتى مواساتهن لأزيل عنهن مرارة هذه اللحظات التي يحيينها الآن.