معتقل مصري يرشق بحذائه رئيس المحكمة بقضية "أنصار الشريعة"

16 أكتوبر 2016
نظام السيسي يواصل سياسة التنكيل (محمد الراعي/ الأناضول)
+ الخط -
قرّر قاض مصري، اليوم الأحد، الحبس سنتين لمتهم رشقه بحذائه والعقوبة نفسها لـ18 متهماً آخرين في القفص لإشادتهم بما قام به المتهم الأول، فيما أجلت محاكمة 23 من معارضي النظام، في القضية المتابعين فيها، والمعروفة إعلامياً بـ"كتائب أنصار الشريعة"، إلى جلسة 3 يناير/ كانون الثاني عام 2017، لاستكمال مشاهدة أحراز القضية.


وقضت محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم الأحد، برئاسة المستشار محمد شرين فهمي، بسجن 19 معتقلاً محبوساً في القضية، سنتين لما أسند إليهم من اتهام بإهانة المحكمة خلال جلسة اليوم.

وحركت المحكمة الدعوى العمومية تجاه المعتقلين، لما اعتبرته احتقاراً للمحكمة وازدراء لها.

وكانت الواقعة قد حدثت عندما استدعت المحكمة أحد المعتقلين، بعد أن لاحظت وقوفه على المقاعد داخل القفص، وسألته المحكمة عن اسمه، ليجيب "اسمي عندك"، ليضيف قائلا، "حسبنا الله ونعم الوكيل فيك، سينتقم منك الله بإذنه وبأمره، وأسال الله أن يشل أركانك يا من تحكمون بغير شرع الله، وإن شاء الله لن تفلحوا".

وعندما انصرف المعتقل من أمام القاضي قام بإلقاء الحذاء على منصة القضاة، وقام حرس المحكمة بصد الحذاء، وأثبتت المحكمة الواقعة، وأثبتت ملاحظتها بأنه بعد إعادة المعتقل لمحبسه بقفص الاتهام، التفّ حوله المعتقلون وقبّلوه، مهنئين له بالواقعة، وقاموا برفع الأحذية تضامنا معه.

وذكرت المحكمة أنه تبين لها أن مرتكب الواقعة يُدعى عمار الشحات، واعتبرت أن ما صدر منه يشكل إهانة للمحكمة في الجلسة العلنية، وأن ما صدر من باقي المعتقلين من تأييد ومؤازرة له يمثل احتقاراً وازدراءً للمحكمة، فيما طالبت النيابة بتوقيع أقصى عقوبة على المعتقلين إعمالاً للمواد 133 و 186 من قانون العقوبات المصري.

وفي سياق آخر أشار خبير الإدارة العامة للمساعدات الفنية أنه غير مختص بعرض محتويات الحاسب المحمول، وذلك بعد انصراف خبراء المعلومات والتوثيق لانشغالهم بمأموريات آخرى.
وقدمت النيابة خلال الجلسة نص التحقيقات التي أجرتها وزارة الداخلية، قطاع الشؤون القانونية، بشأن المتسبب عن عدم إحضار المعتقل، سعيد عبد الرحمن، بالجلسة الماضية، والذي تسبب في تأخر القضية والاضطرار لتأجيلها لجلسة اليوم، وأشّرت المحكمة عليه بما يفيد النظر والإرفاق بتاريخ اليوم.

وقامت المحكمة بعد ذلك بالبدء في عملية فض أحراز القضية، والتي كانت عبارة عن مقاطع وفيديوهات لبرامج دينية وقرآن، إلى جانب بعض الأفلام والبرامج الوثائقية، وحلقات للبرنامج الكوميدي الساخر "جوتيوب".

وقضت المحكمة في جلسة سابقة، بمعاقبة 18 معتقلاً بالحبس بمجموع أحكام بلغت 36 سنة، بواقع سنتين لكل معتقل، على خلفية اتهامهم بإهانة المحكمة، وذلك بعد حدوث مشادات بين القاضي والمعتقلين لطلبهم الحديث للمحكمة، إلا أن القاضي رفض.

وكان النائب العام المُغتال المستشار هشام بركات، قد أحال 17 مُتهماً محبوساً، و6 هاربين لمحكمة الجنايات، بزعم قيام المتهم الأول في القضية، السيد عطا محمد مرسي (35 عاماً) بإنشاء وإدارة جماعة "كتائب أنصار الشريعة"، بمشاركة 22 متهماً آخرين.

وادّعت النيابة العامة أن "هذه الجماعة تم تأسيسها على أفكار مُتطرفة، قوامها تكفير سلطات الدولة، ومواجهتها لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين ودور عباداتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة وإحداث الفوضى في المجتمع".