إنها الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي الإسباني، يوم الرابع من نوفمبر عام 2000، الجميع اتجه إلى ملعب "لوس بايريتو" الواقع في مدينة سريا التي يقطنها نحو 40 ألف نسمة. في تلك الليلة حضر نحو تسعة آلاف مشجع لمساندة فريق ديبورتيفو نومانسيا سوريا لكرة القدم، في مسابقة الدوري الإسباني لكرة القدم.
تأسس فريق نومانسيا عام 1945، ولعب في الدرجة الأولى لأربعة مواسم، إذ صعد عام 1998 إلى "الليغا" ونجح في البقاء في المرة الأولى، قبل أن يسقط في الموسم التالي 2001-2002، ليعود بعدها في مناسبتين خلال السنوات اللاحقة في 2004-2005 و2007-2008.
بالعودة إلى تلك الليلة التي نتحدث عنها بمناسبة مواجهة الفريقين في كأس الملك الليلة بدور الستة عشر، كان الجميع ينتظر صافرة الحكم الإسباني سيزار مينوز فيرنانديز، لمشاهدة نجوم أحد أفضل الأندية في البلاد، وتحديداً ريال مدريد، الذي كان يضم في صفوفه خيرة لاعبي العالم آنذاك، مثل البرازيلي روبرتو كارلوس والمدافع الإسباني فيرناندو هييرو، ونجوم الوسط غوتي وكلود ماكليلي والإنكليزي ستيفي ماكمانمان، إضافة إلى لاعبي الهجوم كراؤول غونزاليس ولويس فيغو.
انطلق اللقاء بسرعة غير متوقعة، حين افتتح اللاعب الروماني لورنتينو روزو باب التسجيل باكراً (د.6)، بعدما عانى طوال الجولات الثماني الماضية من عدم هزّ الشباك، لكنه نجح أخيراً في الوقت المناسب أمام الحارس الشاب المميز آنذاك، إيكر كاسياس. لكن راؤول استطاع أن يعادل الكفة بعدها من ضربة رأسية في الدقيقة الرابعة عشرة. وظن الجميع أن كتيبة الميرنغي ستتابع تقدمها.
وبشكل مفاجئ، عاد روزو إلى مباغتة الزوار بعد دقيقة واحدة فقط من هدف راؤول، لينتهي الشوط الأول بنتيجة 2-1. دخل الفريقان غرف الملابس، وحاول الريال تعديل الكفة، لكنه فشل في ذلك؛ إذ جاءت الصدمة في الدقيقة 64، حين نجح اللاعب الروماني نفسه في إحراز الهدف الثالث، ليصل إلى "الهاتريك" الأول في مسيرته التي بدأت عام 1993 مع فريق ستيوا بوخارست.
بعد أربع دقائق من الهدف الثالث، حاول فيثنتي ديل بوسكي التحرك وإجراء بعض التبديلات، فأخرج لاعب الارتكاز الفرنسي ماكليلي وأشرك مكانه المهاجم المميز فرناندو مورينتس، كما استبدل سافيو ببدرو مونيتيس. على المقلب الآخر، أجرى المدرب باكو هيريرا، المولود في مدينة برشلونة، تبديلاته بشكل متتالٍ في الدقائق (68 و79 و86) ليؤمّن بذلك على النتيجة، ضامناً تحقيق المعجزة التي لم يكن يتوقعها أحد، بالرغم من أن الفريق هبط إلى الدرجة الثانية حينها بعد احتلاله المركز الأخير، إلا أن الجميع يذكر تلك الليلة حتى اللحظة.