معجزة ليستر الكروية تحققت... لحظات رسمت هذه القصة

حصلت المعجزة الكروية التي كان ينتظرها الجميع، ليستر سيتي بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، في حدث تاريخي لم يكن أبرز المتفائلين بالنادي يتوقعه قبل انطلاق المسابقة الإنجليزية.

من الدرجة الأولى إلى الممتازة
في موسم 2013-2014 كان ليستر سيتي ينافس في بطولة "التشامبيون شيب"، وهي البطولة الثانية في إنجلترا بعد الدوري الإنجليزي الممتاز، في ذلك الوقت تمكن الفريق من تحقيق 102 نقطة، وفاز باللقب، سجل 83 هدفاً واهتزت شباكه 43 مرة، فاز في 31 مناسبة وتعادل 9 مرات، وخسر 6 لقاءات، هذه الخطوة كانت الأولى في الطريق إلى تحقيق الحلم غير المنتظر من اللاعبين والجماهير، حيث كانت الفرحة مجنونة بالصعود كيف لا والفريق كل همّه البقاء بين الكبار على أقل تقدير.

المنافسة من الخلف والنجاة من الهبوط
أتى موسم 2014-2015 وأعدّ ليستر العدة؛ أجرى بعض التعديلات وبدأ المباريات، عاش معاناة كبيرة، سقط في الكثير من الأحيان ولم يتمكن من الفوز، رشّحه البعض للهبوط، وقيل إن بطل الدرجة الأولى عائدٌ إليها، لكن المباريات الست الأخيرة كانت حاسمة، تمكن الفريق من استجماع قواه، وتحقيق حلم الجماهير في مدينة ليستر، بدأت النتائج تتحسن، واستطاع البقاء ضمن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 41 نقطة في المركز الرابع عشر، بفارق 6 نقاط عن هال سيتي صاحب المركز الثامن عشر، والذي ودّع البطولة برفقة برنلي وكوينز بارك رنجير.

بداية مجنونة نهايتها معجزة
بدأ ليستر الدوري بطريقة رائعة حقق فوزاً تلو والآخر، كان عنواناً للمفاجأة، قيل إنه حصان البطولة الأسود، لكن من الصعب أن يقهر المستحيل ويحقق اللقب، فيما رأى بعضهم أن الفريق سينهار، ولن يتأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، لكن كتيبة المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، فعلت كل ما بوسعها، لا سيما النجم الجزائري رياض محرز، والذي اختير أفضل لاعب في البطولة، حيث صنع الأخير تمريرات حاسمة لزميله جيمي فاردي هداف الفريق، إضافة إلى الكثير من الأسماء المهمة على غرار أوكازاكي، أولوا، وكذلك الحارس شمايكل ولاعب الوسط كانتي.

قبل 6 مراحل من نهاية البطولة آمن كثيرون بقوة ليستر، وبدأت الترشيحات عليهم تزداد، ومع تألق محرز كان الرهان دائماً في مصلحة المدرب رانييري، تقدم الفريق خطوة بخطوة، ذرفت الجماهير الدموع، وتحقق الحلم "ليستر قاهر المستحيل".

المهمة الأوروبية
بعد الظفر بلقب الدوري الإنجليزي، ستتغير طريقة تفكير الإدارة، فليستر الآن يرتدي ثوب البطل، وبالتالي تلقى واردات مالية طائلة لا تقل عن 300 مليون يورو جراء البث التلفزيوني واللقب وما إلى ذلك، كما سيجذب الكثير من المستثمرين إليه، وبالتالي سيرتفع المخزون النقدي لديه، ما سيتيح له تعزيز صفوفه بلاعبين جدد من الصف الأول الموسم المقبل، خاصة أن منافسة دوري أبطال أوروبا صعبة جداً، بالرغم من أن التأهل يعتبر أمراً تاريخياً للفريق، لكن مرور الكرام لن يكون هدف القائمين بأعمال النادي.

نجوم الفريق إلى أين؟
سيتحتم على الإدارة المحافظة على نجوم الفريق، والذين باتوا تحت مجهر الأندية الأوروبية العملاقة، أولهم الجزائري محرز، والذي ارتبط اسمه بنادي يوفنتوس الإيطالي وكذلك برشلونة، نظراً لموهبته الكبيرة وفنياته المذهلة، بعد رياض يأتي فاردي الذي أذهل الجميع بأهدافه الرائعة، واختبار اليورو سيكون له أمراً مهما صحبة منتخب الأسود الثلاثة، حاله حال كانتي، والذي استدعي لمنتخب فرنسا، وأكدت عدة مصادر أن فرقاً من مختلف البلدان تسعى لخطفه، لا سيما ريال مدريد الإسباني.