معرض تمليك سورية للغرباء

18 مايو 2015
بشار الأسد يستثمر في دمار سورية (أرشيف/الأناضول)
+ الخط -
أجل، ثمة ما يباع في سورية حتى اليوم، رغم تبديد نظام الأسد كل ما فوق التراب السوري من بنى وهياكل، وكل ما تحته من ثروات باطنية.

ولن يجد النظام الأسدي، بعد عظيم استشعاره بدنو أجله، إثر تقدم الثوار على الأرض ووصولهم إلى حدود مسقط رأسه بالساحل وتخوم دمشق معقله وحكومته، وبدء التحضير لمؤتمر تنحيه وما يقال عن تسليم السلطة لحكومة انتقالية، أي ضير حتى يبيع المستقبل والخراب، وإن على نحو مزركش بشائعة بقائه وقانونية صلاحياته المستمدة من الأمم المتحدة التي تعتبره رئيساً رغم الذي حصل، وتوقيعه على عقود بيع واستثمار النفط والغاز وعقارات المهجرين، صالحاً ونافذاً حتى تاريخه.

ومعرض إعادة إعمار سورية هو آخر صفقة تنهمك حكومة الأسد للتحضير لها في 18 من مايو/ أيار الجاري، وسط دعوات وتطمينات تتعدى توجس وجبن رأس في واقع الوعود، ونسب الأرباح التي تشيعها "المؤسسة السورية الدولية للتسويق" التي أوكلت لها مهمة تسويق بيع الخراب السوري.

هذا في ظاهر الأمر، بيد أن في مضامينه آثارا قد لا يعيها جل السوريين، إن في المعارضة أو ممن تركوا مساكنهم وممتلكاتهم لينجوا بأنفسهم من القصف والموت اليومي، لأن في إعلان المشاركة من النمسا والصين وكوريا وإيران، فضلاً عن شركات محلية تأسست أخيراً كرمى للحدث، ما يدعو إلى الشك وإطلاق صافرة الإنذار من آخر ما قد يبيعه الأسد ليمول حربه وأجور مناصريه.

كما في مواكبة "معرض إعادة الإعمار" من حملات ترويجية يقودها إعلام الأسد، عن حاجة سورية إلى ثلاثة ملايين مسكن بشكل إسعافي، يمكن بناؤها في مدن الساحل ودمشق وحمص، تتمة إعلان خطر عما يحضر لسورية من تخريب قد لا ينتهي عند حدود التغيير الديموغرافي لطبيعة السكان، وأخص، بعد تملك شركاء الأسد بالحرب، من العراق وإيران، وبلوغ دفاعهم عن سرقة العقارات وشرائها، ليصل ضمن شروط تخليهم عن بشار الأسد.

قصارى القول: ثمة ما يسيل له لعاب الشركات والدول، وحتى المنظمات الدولية المانحة في إعادة إعمار سورية، فأن تتكلم عن خسائر نافت عن 200 مليار دولار، فمن المنطق أن يقال عن ضعفها لإعادة الإعمار، فهدم نحو مليوني منزل ونحو 550 مدرسة ونحو 200 مستشفى، يدفع المتعهدين الجدد للمجازفة بمشروعات دورة رأسمالها أسرع من أمد الحل ربما، والدول والمؤسسات المانحة للإقراض، ليدخلوا في احتلال وسيطرة دون جنود ودماء.

نهاية القول: ربما يتم خلال المعرض بعد أيام، طرح بقية العقود التي حالت العقوبات دون إبرامها، فالمعرض الذي يأخذ إعادة الإعمار عنواناً وشكلاً، تضمن خلال دعوة الدول والشركات، فضلاً عن خدمات البناء والإنشاء والهندسة والإكساء، تعهدات المصارف وشركات التأمين... والطاقة، من غاز ونفط وكهرباء أيضاً.

ما يجعل طرح سؤال هنا: هل سيمر المعرض لبيع ما تبقى من سورية، ويكلل بصمت دولي أو بتنديد كما جرت العادة، بأحسن الأحوال، أم تظهر مفاجأة، وإن عسكرية، توقف نظام الأسد عن بيع مصير السوريين ؟!.

اقرأ أيضا: إعادة إعمار سورية.. تمدد إيراني ودعاية لنظام الأسد

المساهمون