وأدركت الفصائل المُعارضة ضرورة تلافي الأخطاء التي وقعت في مناطق أخرى جابهت النظام سابقاً، وأبرزها الغوطة الشرقية، حيث كان تعدّد الفصائل وتفرّق قياداتها، واتخاذ كل فصيل قرارات منفصلة، من أبرز الأسباب التي سهّلت تقسيم الغوطة وشطرها، ثم مهاجمة كل شطر منها على حدة.
وقبل أيام، توحّدت جميع فصائل المعارضة في درعا والسويداء، ضمن قيادة واحدة تحت مُسمى "غرفة العمليات المركزية في الجنوب السوري"، وتوعّدت قوات النظام حينها بأنهم "سيذوقون الويلات".
وتتكوّن الغرفة المركزية هذه من مجموعة تشكيلات عسكرية، وأبرزها "البنيان المرصوص" و"رص الصفوف" و"توحيد الصفوف" و"اللجاة" و"صد الغزاة" و"صد البغاة" و"اعتصموا" و"مثلث الموت" و"النصر المبين" و"القنيطرة".
وقالت الغرفة في بيان تأسيسها: "إلى أهلنا في سورية.. أيها الصابرون الصامدون، ثقوا في أن النصر على أبواب حوران، وأن النظام المجرم وميليشياته جمعوا عدتهم وعتادهم لخوض معركة سيذوقون فيها الويلات".
وأوضحت غرفة العمليات أنّها تقوم بـ"تثبيت أركانها واستلام مهام عسكرية في مختلف قطاعات الجنوب السوري"، لافتةً إلى أن "النظام وميليشياته خرقوا في تصعيدهم العسكري العقود والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها خفض التصعيد في الجنوب، بيد أنهم يعلمون أنها ساعة الحسم وانتصار الحق على الباطل".
واعتبر بيان "غرفة عمليات الجنوب" أن "القصف الهستيري وأسراب الطيران والأسلحة الثقيلة هي دليل خذلان وإفلاس"، مضيفا أن "الجنوب اليوم كلمته واحدة، وصفّه واحد، شعاره المدوي في سماء الحق، لن نخون دماء إخواننا ولن نفرط بقيد شبر من أرضنا".
يعرض "العربي الجديد" طبيعة التشكيلات المشكلة لـ"غرفة عمليات الجنوب":
"البنيان المرصوص"
تشكّلت غرفة "البنيان المرصوص" بعد الفشل في معركة "عاصفة الجنوب"، حيث اجتمع حينها عدد من الكتائب والألوية في مدينة درعا، وعددها نحو 20 كتيبة اتفقت جميعاً على تشكيل غرفة أطلقت عليها "غرفة عمليات البنيان المرصوص" في ديسمبر/ كانون الأول عام 2015.
وخاضت الغرفة معركة "الموت ولا المذلة"، وتمكّنت حينها من تحرير حي المنشية ومعظم أنحاء درعا البلد، وتُعتبر هذه الغرفة من أكبر فصائل الجنوب السوري.
وتتكوّن الغرفة من عدّة فصائل، وهي "جماعة أنصار المهدي" و"جيش الإسلام" و"جيش اليرموك" و"جيش المسلمين" و"لواء فجر سورية" و"مدفعية حوران" و"فرقة 18 آذار" و"هيئة تحرير الشام" و"فرقة أسود السنة" و"فرقة الهندسة والصواريخ" و"فرقة صلاح الدين" و"لواء الصابرين" و"فوج المدفعية" و"فوج الهندسة" و"قوات شباب السنة" و"لواء توحيد الجنوب" و"لواء صقور الجنوب" و"لواء أحفاد الرسول" و"حركة أحرار الشام" و"لواء حمص الوليد و"لواء أسود الشام" و"كتيبة المرابطين" و"كتيبة أنصار السنة".
"رص الصفوف"
أمّا غرفة "رص الصفوف"، فتشكّلت في الرابع من حزيران من عام 2017، وفقاً لبيان قالت فيه حينها إنه "لما يمر به الجنوب السوري كاملا من تحشدات من قبل المليشيات الطائفية والتهديد والوعيد بإعادة احتلال الجنوب، ونزولا عند رغبة أهلنا في توحيد الصف لمواجهة هذا العدوان، نعلن عن تشكيل غرفة عمليات رص الصفوف".
وأضاف البيان: "تركت غرفة عمليات رص الصفوف الباب مفتوحا أمام الفصائل للالتحاق بركب العزة، الذي لم نسمح بأن يدنسه رجس العصابات الطائفية".
وجاء تشكيل غرفة عمليات "رص الصفوف" لمواجهة قوات النظام وميلشياته في بلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، وهي إحدى أهم الجبهات الحساسة التي تطل على مركز مدينة درعا وعدد من أفرعها الأمنية.
وتتكوّن هذه الغرفة من مجموعة فصائل وتشكيلات عسكرية، أبرزها "جيش الثورة" و"فرقة فلوجة حوران" و"فرقة أسود السنة" و"فوج المدفعية" و"لواء المعتصم بالله" و"لواء أحرار حوران".
وانضمت لاحقاً إلى هذه الغرفة، فصائل "قوات شباب السنة" و"جيش الثورة" و"جيش أحرار العشائر".
"صد الغزاة"
ومن فصائل "الغرفة المركزية" فصيل "صد الغزاة"، الذي تشكّل في شهر ديسمبر/ كانون الأول من عام 2016، وهذا الفصيل يتمركز في منطقة طويلة المدى، ومواجهة لمناطق سيطرة "توحيد الصفوف"، حيث تتوزّع على أطراف بلدة خراب الشحم في ريف درعا الغربي، حتّى مدينة الشيخ مسكين في منتصف ريف درعا.
"مثلث الموت"
ومن بين فصائل "الغرفة المركزية" تشكيل عسكري مُعارض يُدعى "غرفة عمليات مثلث الموت". وجاء اسم هذا الفصيل متطابقاً مع اسم معركة "مثلث الموت"، ويُقصد بها المثلّث الواصل بين أرياف دمشق ودرعا والسويداء، حيث خاضت فصائل المعارضة السورية معركة عنيفة هناك ضد أعداد هائلة من المليشيات الإيرانية حينها.
"النصر المبين"
ومن درعا إلى القنيطرة، حيث اجتمعت فصائل القنيطرة جميعاً تحت قيادة "غرفة عمليات النصر المبين" التي انضوت بدورها ضمن الغرفة المركزية في الجنوب.
وينتشر هذا التشكيل العسكري في المحور الشمالي الغربي لمحافظة درعا، وعلى محاور محافظة القنيطرة والمناطق التي تسيطر عليها في الريف.