معهد واشنطن: النظرة في الخليج إيجابية للإخوان ورفض لـ"داعش"

30 أكتوبر 2014
القضية الفلسطينية تتمتع بشعبية في الخليج (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -

يكشف استطلاع رأي جديد في الخليج العربي، توجهات التفكير لدى مواطني ثلاث من دول الخليج العربي. الاستطلاع أجرته شركة محلية "رائدة في مجال المسح التجاري" في السعودية والكويت والإمارات، وبتكليف من معهد واشنطن في سبتمبر/أيلول الماضي. وهو معهد بحث أميركي معروف، أسسته عام 1985 لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية، المعروفة اختصاراً بـ"أيباك". وحسب موقعه الإلكتروني، فإنه يستهدف ترقية "فهم متوازن وواقعي للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط"، وبتوجيه من مجلس مستشارين بارز من الحزبين الكبيرين، الجمهوري والديمقراطي، من أجل "توفير العلوم والأبحاث للإسهام في صنع السياسة الأميركية في هذه المنطقة الحيوية من العالم".

استند الاستطلاع إلى مقابلات شخصية، أجريت مع عينة احتمالية جغرافية تمثيلية على الصعيد الوطني، شملت 1000 مشارك من كل دولة، ما يعني أنها تتضمن هامش خطأ إحصائي يبلغ حوالي 3% زيادة أو نقصاناً، حسب المعهد. وشمل الاستطلاع "المواطنين" فقط في كل بلد. أما العمال الأجانب، و"المقيمون" العرب، ويفوق عددهم عدد المواطنين باثنين إلى واحد في الكويت وأربعة إلى واحد في الإمارات، فقد تم استثناؤهم من العينات.

من أهم النتائج التي يكشفها الاستطلاع، أن هناك 5 في المائة فقط من السعوديين، وحتى عدد أقل من الكويتيين والإماراتيين، من الذين عبّروا عن وجهة نظر إيجابية تجاه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الذي أعاد تسمية نفسه "الدولة الإسلامية". وهي نسبة مفاجئة مقارنة بالأرقام التي تُبثّ بين حين وآخر عن حجم مؤيدي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وخصوصاً في الجزيرة العربية، إذ يتم تسريب أرقام عبر مواقع جهادية ومنتديات تؤيد التنظيم تبالغ في حجم هؤلاء. بل تذهب معلومات إلى القول إن ثمة خلايا "نائمة" كثيرة في بلاد الجزيرة، تتهيأ للانقضاض في حال سنحت لها الفرصة. ولا تتناقض هذه النسبة الضئيلة مع هذا "الزعم"، وإن كانت تبعث على شيء من اطمئنان لمن يرصدون تمدد هذا التنظيم الذي يعتمد استراتيجية "التخويف" وبثّ الرعب في قلوب خصومه، سواء بالأفلام الخشنة التي يبثها عن أفعاله، أو تضخيم عدد مؤيديه في الدول "المستهدفة".

وفي ما يخص "الإخوان المسلمين"، فقد صنّفهم بصورة إيجابية حوالي الثلث في كل الدول المستهدفة (31 في المائة من السعوديين، و34 في المائة من الكويتيين، و29 في المائة من الإماراتيين). وهي نتائج مفاجئة أيضاً، وخصوصاً بعد الحملة التي شنّتها أنظمة عربية بقيادة مصر لشيطنة هذا التنظيم، وإلحاقه بما يسمى "الإرهاب"، وإظهاره جزءاً من حركة الفوضى التي تستهدف تقويض أنظمة الحكم في البلاد العربية.

كما أن هذه النسب تبعث غير قليل من الهلع من هذا التنظيم الذي يحظى بمثل هذا التأييد الواسع لدى شعوب الدول التي أجري فيها الاستطلاع. ويثبت، طبعاً، عبث حملة التشويه التي قادتها الأنظمة، لتلطيخ سمعة منتسبي "الإخوان".

وبشأن حركة "حماس"، وهي الجناح الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، فحصلت على تأييد أكبر من مواطني هذه الدول حيث يدعمها 52 في المائة من السعوديين، 53 في المائة من الكويتيين، و44 في المائة من الإماراتيين. (بالمقارنة، تحصل السلطة الفلسطينية في رام الله على نسبة أقل إلى حد ما، حوالي 40 في المائة في البلدان الثلاثة التي شملها الاستطلاع). وهي نسبة معقولة، نظراً لإنجازات المقاومة في العدوان الإسرائيلي على غزة أخيراً، وإن بدا أن أقل من نصف من شملهم الاستطلاع في كل بلد يقولون، إنه من غير المرجح أن تؤدي التكتيكات العسكرية التي استخدمتها "حماس" إلى هزيمة إسرائيل بشكل حاسم في المستقبل. ويظهر الاستطلاع أن أقلية كبيرة جداً في كل بلد (40 -45 في المائة) توافق على أن سياسة "حماس تؤدي إلى الإضرار بالفلسطينيين أكثر من جلب المنفعة لهم".

ومن النتائج المثيرة للاهتمام أيضاً ما يكشفه الاستطلاع بخصوص القضية الفلسطينية التي لا تزال تتمتع بشعبية، إذ أن أغلبية كبيرة في كل بلد "لا تتفق" مع الفكرة القائلة إنه "يتوجب على الدول العربية إيلاء مزيد من الاهتمام بالقضايا الداخلية الخاصة بها من إيلائها الاهتمام المقابل للفلسطينيين". وتتراوح نسب الذين يرفضون هذا التأكيد بين 60 في المائة من الكويتيين، 63 في المائة من الإماراتيين، و65 في المائة بين السعوديين.

وحصلت الولايات المتحدة في المجتمعات العربية الخليجية الثلاثة على نتيجة متدنية، فنسب التعبير حتى عن رأي "إيجابي إلى حد ما" تجاه الولايات المتحدة "نظراً لسياساتها الأخيرة" هي 12 في المائة بين السعوديين، 14 في المائة بين الكويتيين، و18 في المائة بين الإماراتيين. وعلى العكس، هناك أقلية كبيرة في كل دولة تعبّر عن رأي "سلبي جداً" عن الولايات المتحدة: 47 في المائة في المملكة العربية السعودية، 45 في المائة في الكويت، و38 في المائة في الإمارات، فيما تحصل الصين على تأييد حوالي 40 في المائة في جميع البلدان الثلاث.