مقابلة تلفزيونية تظهر عنصرية زعيم حزب الاستقلال البريطاني

مقابلة طريفة أجراها مراسل هيئة الاذاعة البريطانية الناطقة باللغة الانجليزية"بي بي سي"، نيك روبينس، مع زعيم حزب الاستقلال البريطاني، نايجل فاراج، بعد إعلان الاخير عن تخفيض عدد المهاجرين في بلاده بنسبة 90%. ويقول المراسل نيك، الذي بدأ مقالته بطرفة لا تقل نكهتها عن تلك التي شابت المقابلة.
عندما أطلق نايجل فاراج، حملته ضد مهاجري الدول الفقيرة من رومانيا وهنغاريا، محذراً من أن الملايين منهم كانوا ينتظرون فرصة إلغاء تأشيرة الدخول الى المملكة المتحدة، للانقضاض على وظائف البريطانيين، ما خلق الرعب والارتباك عند غالبية البريطانيين، حينها. وكانت أسئلة نيك كالآتي:
نيك: لقد حذرت من أن الاوروبيين المهاجرين يسرقون وظائف البريطانيين، ولكن زوجتك ألمانية، وتعمل سكرتيرتك الخاصة، وتُصرف لها مبالغ من دافعي الضرائب من البريطانيين، ألا ينطبق هذا عليك أيضا؟"
نايجل: زوجتي أتت الى هذا البلد بخبرات عالية جدّاً، وهي تدفع ضرائب كبيرة أيضاً.
نيك: ولكن ألا تشغل وظيفة مواطن بريطاني؟".
نايجل: لا، لأنني لا أعتقد أن أي شخص آخر يريد أن يكون في بيتي منتصف الليل، للرد على رسائلي عبر البريد الالكتروني حتى مطلع اليوم التالي.

محاولاً التهرب من السؤال الذي يبدو أنه وضعه في زاوية صعبة، وخاصة أمام الحضور الذي اندهش لسذاجة الاجابة. أضاف نايجل بطريقة هزلية غير مستحبة:
"إذا ذهبت الى وستمنستر تجد واحداً من أصل أربعة نواب في البرلمان، قد وظفوا فرداً من أقاربهم، وفي الاسبوعين الاخيرين، أصبحت ضمن 73 نائباً مستهدفاً ومعرّضاً للنقد، لكنني الوحيد الذي يتهم بهدر أموال دافعي الضرائب.
نيك: نايجل، أنت تحول كل شيء الى نكتة، وهذا ليس طريفاً، دعني أكون جديّاً قليلاً، أطلقت حملة تقول فيها: إن الاوروبيين يأخذون وظائف البريطانيين، ووظفت ألمانية في مكتبك، اتضح فيما بعد أنها زوجتك، وهي تكلف دافعي الضرائب من البريطانيين أموالاً طائلة، كيف تبرر ذلك؟
نايجل: لا، وضع زوجتي مختلف جدّاً، إنها تتقاضى راتباً متواضعاً للغاية، وتعمل ساعات طويلة، سبعة أيام في الأسبوع. حالتها تختلف جدّاً عن تدفق مئات الآلاف من الاوروبيين وإغراق سوق العمل في وزر البلد في غنى عنه.
نيك: ألا يعتبر هذا أخذاً لوظيفة مواطن بريطاني؟
نايجل: هل تعني الزواج مني؟
نيك: أنت تعلم ما أقصد. أرجوك أن تجيب؟
نايجل: لأنه لا أحد يستطيع أن يقوم بما تقوم به.
نيك: يعني لا يوجد في كل بريطانيا شخص واحد قادر على العمل "أمين سر"ّ في مكتبك؟
نايجل: ليس في الوقت الراهن، لا أعتقد أن أي شخص بالفعل قادر على هذه المهمة، وخاصة الزواج مني.
نيك: من الواضح أن أعضاء حزب الاستقلال يعتقدون أن بريطانيا ليست قادرة على توفير مواطن كفؤ للعمل سكرتيراً لديهم، أليس كذلك؟
نايجل: هذا هراء.. وأنت تعلم ذلك؟
نيك: لقد قلتها تواً؟
نايجل: قلت أنا بحاجة الى شخص يستطيع مساعدتي ويعمل في أوقات لا يرغبها أي شخص آخر.

وختاماً يقول نيك روبينسن ..
كما في كثير من الأحيان، زعيم حزب الاستقلال البريطاني، كان يحاول أن يجعلني وجميع من حضر الحوار نبتسم من مراوغته في الاجابة، مضيفاً، كان الرجل مسليّاً، لكنه غير مقنع.