كشفت مصادر أمنية وعسكرية عراقية، في محافظة نينوى شمال العراق، اليوم الأربعاء، عن مقتل عدد من أعضاء تنظيم "داعش" الإرهابي بقصف جوي أميركي استهدف كهوفاً طبيعية في منطقة جبلية، جنوب غرب الموصل، ليلة أمس الثلاثاء.
وما زال العشرات من أعضاء التنظيم ممن يطلق عليهم "بقايا داعش" ينتشرون في مناطق صحراوية وزراعية على شكل جيوب وخلايا مسلحة صغيرة تعتمد أسلوب العمليات الخاطفة والاستنزاف ضد قوات الأمن وضرب أهداف تعتبرها عسكرية، مثل مقاتلي العشائر السنية الذين يقاتلون التنظيم منذ سنوات في تلك المناطق.
وقال مسؤول بجهاز الشرطة العراقية بمحافظة نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن الطيران الدولي التابع للتحالف وجه مساء أمس عدة ضربات جوية استهدفت مواقع يتحصن بها عناصر تنظيم "داعش" بناء على تنسيق مع قوات عراقية استخبارية ناشطة على الأرض"، مبيناً أن "الضربات تركزت في جبل قره جوخ بقضاء مخمور جنوب غرب الموصل 60 كم وناحية الحضر جنوب الموصل".
وأكد أن "الضربات الجوية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 مسلحين من التنظيم، حسب المعلومات الأولية التي وصلت لنا"، وأشار أن "الطائرات استخدمت في الضربات الجوية صواريخ ذكية تتناسب مع المواقع الجبلية التي يتخذها "داعش" ملاذات له".
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن اعتقال 8 عناصر من تنظيم "داعش" في الموصل كان يعمل بعضهم فيما يسمى بـ"ديوان الجند" في الجانب الأيمن لمدينة لموصل.
وقال بيان للوزارة، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إن قوات الأمن اعتقلت الأعضاء الثمانية خلال عملية واسعة نفذتها في الموصل بعدة مناطق وأحياء سكنية منها.
وبحسب البيان، فإن أحد المعتقلين كان يعمل فيما يسمى بـ"الأمنية"، والآخرين كانوا يعملون فيما يسمى "ديوان الجند" بصفة مقاتل أيام سيطرة "داعش" الإرهابي على المدينة.
وأوضح مراقبون وخبراء بالشأن الأمني العراقي أن تركيز القوات العراقية على المناطق الجبلية والصحراوية يجب أن يستمر للحيلولة دون حصول التنظيم على وقت كاف لإعادة ترتيب صفوفه وتنفيذ هجمات واسعة على مدن شمال وغرب العراق.
وقال المختص بشؤون الأمن والجماعات المسلحة، العقيد السابق بالجيش العراقي أحمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن" عناصر تنظيم "داعش" ما زالوا متواجدين في أطراف نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى، ويسعون للحصول على فرصة ووقت كاف لإعادة ترتيب أوضاعهم بعد تشتتهم من آخر المدن التي خسروها أمام القوات العراقية".
وأضاف الحمداني أن "التحالف الدولي عبر الطيران ينفذ هجمات نوعية، لأن هناك تحركات في أطراف نينوى تحتاج إلى ضربات، والمناطق في الحضر والشورة ومخمور والجزيرة لا تزال مواقع ينشط بها التنظيم الارهابي، ولا قدرة للقوات الاستخبارية العراقية على تحديد تلك الأهداف دون الاستعانة بالخبرات الجوية للتحالف الدولي في ضرب هذه الأهداف".