أعلنت قيادة العمليات العراقية المشتركة، اليوم الاثنين، عن تنفيذ الطيران العراقي ضربة جوية استهدفت ما وصفته وكراً لتنظيم "داعش" الإرهابي داخل الأراضي السورية، بينما أكد مسؤولون أنّ العمليات العراقية في سورية "ستتواصل وفقا للتوجيهات الجديدة".
وكانت مصادر عراقية قد كشفت حصول الحكومة على تخويل من رئيس النظام السوري بشار الأسد، بقصف مواقع تنظيم "داعش" داخل الأراضي السورية، من دون الرجوع إلى حكومة النظام السوري.
وقال مركز الإعلام الأمني، التابع لقيادة العمليات المشتركة ببغداد، في بيان صحافي، إنّ "طائرات F16 العراقية نفذت اليوم، ضربة موجعة ومؤثرة في منطقة سوسه داخل الأراضي السورية"، مبينا أنّ "الهدف، والذي دمر بالكامل، كان عبارة عن منزل مكون من طابقين يستخدم كوكر للإرهابيين، ولعقد الاجتماعات فيه، وأنّ الضربة جاءت خلال عقد اجتماع ضم 30 قياديا مهما من عصابات "داعش"".
وأوضح المركز أنّ "الضربة جاءت لدك أوكار "داعش"، ولتجفيف منابع الإرهاب"، مشيرا إلى أنّ "الضربة نفذت بتوجيه من قبل القائد العام للقوات المسلحة، وبإشراف وتخطيط قيادة العمليات المشتركة، ووفق معلومات من مديرية استخبارات ومكافحة الإرهاب (خلية الصقور الاستخباراتية)".
يأتي ذلك بعد يومين من إرسال رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، رسالة بيد مستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، إلى الأسد، والذي عقد اجتماعا معه، بحثا خلاله الملف الأمني.
من جهته، أكد مسؤول أمني عراقي رفيع، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قيادة العمليات المشتركة أكدت أنّ الضربات الجوية العراقية ستستمر داخل الأراضي السورية، حسب المعلومات التي يتم الحصول عليها"، مبيناً أنّ "قيادة العمليات تنسق مع الجانب السوري للحصول على المعلومات المطلوبة"، وفقا لتعبيره.
وأضاف المسؤول ذاته أنّه "رغم الحصول على الموافقات الرسمية من الجانب السوري، إلّا أنّ أي ضربة لن تنفذ إلّا بعد إبلاغ مكتب رئيس الحكومة بشكل مباشر، وانتظار صدور الأوامر من قبله"، مشيرا إلى أنّ "العملية لم تعرف نتائجها بعد، وهل أسفرت عن قتل قيادات "داعش" أم لا؟".
وكان الطيران العراقي قد نفذّ خلال الفترات السابقة عدّة ضربات قال إنها استهدفت مواقع "داعش" داخل الأراضي السورية.
ويأتي هذا الحراك على خلفية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من الأراضي السورية، والتي أثارت قلق الحكومة العراقية من تداعيات ذلك على العراق، وإمكانية تسلل عناصر "داعش" إلى داخل أراضيه.
وتخوض القوات الأمنية العراقية حراكا واسعا على مستوى الداخل والجبهات، لقطع الطريق أمام محاولات "داعش" الإرهابي تنفيذ أعمال عنف جديدة، بينما ركزت خطتها العسكرية الأخيرة على ضبط الحدود مع سورية ومنع تسلل عناصر التنظيم.