وبعد معارك استمرت لـ 73 يوماً بين الأكراد والتنظيم، يبدو أن الوجود الفرنسي لم يكن استشارياً أو ضمن التحالف الدولي ضد "داعش" فقط، إذ يؤكد هوبير أنّه كان يريد العمل مدنيّاً في الأكاديمية العسكرية، لكن بعدما سيطر التنظيم على منطقة عين العرب (التابعة لمحافظة حلب) وسنجار (غربي محافظة نينوى شمالي العراق)، وقتل الإيزيديين وتخلي الشباب الأكراد عن مهماتهم المدنية وحمل السلاح، قرر الالتحاق بالقوات الكردية ومحاربة هذا التنظيم من دون خوف، على حدّ تعبيره.
وكشف هوبير لـ"لوفيغارو"، أنه حارب نحو ستة أسابيع في القرى المحيطة بمنبج وثلاثة أسابيع داخلها، وبأنه شارك في الاشتباكات التي وقعت، في أحياء البستان والسرب واستمرت لأكثر من شهرين، بمشاركة 50 جندياً كردياً، وسط تمركز لعناصر "داعش" داخل الأبنية واعتمادهم على عمليات القنص.
وعن الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لمنبج، قال هوبير إن "لهذه المنطقة أهمية كبرى ولاسيما أنها آخر نقطة عبور للجهاديين الغربين من تركيا لسورية"، مضيفاً أنّ "تحرير المدينة بمثابة انتصار والنقطة المقبلة ستكون مدينة عفرين في حلب، منطقة جبلية (شمال غربي سورية)، لقطع الاتصال تماماً مع الغرب".
وأشار إلى أن "الجهاديين يقاومون، حتى أننا فقدنا ما يقارب 20 في المائة من القوى العاملة والمتطوعين الأجانب، بينهم سويدي وسلوفينية"، لافتاً إلى أن "الصعوبة تكمن في كثرة حركة وتنقل (الجهاديين) لتجنّب ضربات القوات الكردية"، فضلاً عن "عمليات الخطف في محاولة لزعزعة الاستقرار وزرع الخوف في قلوبنا مع صيحات الله أكبر في مكبرات الصوت المثبتة على الشاحنات وعلى المآذن للدلالة على احتلال المدينة".
وشدّد على أن "لتحرير المدن من أيادي التنظيم لذة خاصة، ولا سيما أنه لم يرحم فرنسا من الاعتداءات الإرهابية، عدا عن جذب مقاتلين فرنسيين له". وحاول المقاتل الفرنسي الترويج للمشروع الكردي، بقوله إن "هناك نموذجاً كرديّاً في سورية مثيراً للاهتمام، ويستحق التعامل معه إذ إنه يقوم على مبادىء عدّة، أهمّها المساواة بين الجنسين، والتعددية الدينية والديمقراطية المباشرة واحترام البيئة".