حكم تاريخي ضد "جونسون أند جونسون" لاستخدامها المفرط للأفيون في أدويتها

27 اغسطس 2019
حملات جونسون التسويقية كاذبة ومضللة وخطرة (كريستينا أرياس/Getty)
+ الخط -


أمر قاضٍ أميركي في ولاية أوكلاهوما أمس الاثنين، شركة "جونسون آند جونسون" بدفع 572 مليون دولار للولاية نتيجة تسببها بكارثة صحية، لأنها قللت من مخاطر استخدام منتجاتها الدوائية المسكنة للألم التي تحوي مواد أفيونية إلى حدّ مفرط، وذلك في أول محاكمة لشركة مصنعة للأدوية.

وجاء المبلغ أقل بكثير مما تحتاج الولاية إنفاقه على علاج الإدمان من وباء الأفيون على مدى 20 عاماً، والبالغ 17 مليار دولار، والأضرار الناجمة عن الأدوية التي تحتوي على تلك المادة المخدرة وسببت الإدمان والموت لأعداد كبيرة من الناس، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الثلاثاء.

وشجع القرار الذي أصدره القاضي ثاد بلكمان، في مقاطعة كليفلاند، المحامين الذين يمثلون الولايات والمدن، المدعين في العديد من دعاوى الأفيون المعلقة في جميع أنحاء البلاد والتي يزيد عددها عن 2000، والذين يتبعون استراتيجية قانونية مماثلة لدعوى أوكلاهوما.

في حكمه أمس، كتب القاضي بلكمان أن "جونسون آند جونسون" أصدرت "حملات تسويقية كاذبة ومضللة وخطرة" والتي "تسببت في زيادة معدلات الإدمان ووفيات الجرعة الزائدة" بشكل كبير، وأجنة يتعرضون لمواد أفيونية.

وقالت محامية "جونسون آند جونسون"، سابرينا سترونغ: "لدينا العديد من الأسباب القوية للاستئناف وننوي متابعة مجريات القضية بقوة".

وقامت الشركة، التي تعاقدت مع مزارعي الخشخاش في تسمانيا، بتزويد 60 في المائة من المكونات الأفيونية التي تستخدمها شركات الأدوية لمواد الأفيون مثل كسيكودون، وسوقتها على نحو فعال لمراكز العلاج والصيدليات والأطباء. كما صنّعت شركة "جانسين فارماسوتيكال" التابعة لشركة "جونسون آند جونسون" المواد الأفيونية الخاصة بها، ومنها حبوب بيعت حقوقها في عام 2015، ولاصقات فنتانيل (مسكن مخدر سريع المفعول ومهدئ) ما زالت تنتجها.
وقال القاضي بلكمان إن الحكم البالغ 572 مليون دولار يمكن أن يدفع ثمن خدمات لمدة عام واحد، وهي ضرورية لمكافحة الوباء في أوكلاهوما.

وقال المحامي العام في أوكلاهوما مايك هانتر، في مؤتمر صحافي أمس الاثنين "كنا نود الخروج من هنا بمبلغ 17 مليار دولار، لكننا تمكنا من جمع مليار دولار". كان يشير إلى المبلغ التراكمي من حكم جونسون آند جونسون والتسويات السابقة مع اثنتين من الشركات المصنعة للأدوية الأخرى التي تنتج المواد الأفيونية. في وقت سابق من هذا العام، وافقت "بوردو فارما" و"تيفا" للأدوية على دفع 270 مليون دولار و85 مليون دولار على التوالي.

ونقلت الصحيفة عن براد بيكورث، المحامي الرئيسي في الولاية: "أظهرنا أن جونسون أند جونسون كانت السبب الرئيسي لهذه الأزمة الأفيونية، رفضوا دائمًا تحمل المسؤولية لكن في الوقت نفسه يقولون إنهم يريدون إحداث تغيير لحل هذه المشكلة. إذاً افعل الشيء الصحيح وادفع ما ترتب عليك جراء الحكم".

ويتابع هذه القضية عن كثب أكثر من عشرين من صانعي الأفيونيات والموزعين وتجار التجزئة الذين يواجهون أكثر من 2000 دعوى قضائية مماثلة في جميع أنحاء البلاد.

وأعلن موقع STAT للأخبار الصحية، أمس، إن المحكمة العليا في كنتاكي سمحت في قرار سابق بالإفراج عن مستندات تتعلق بتسويق "بوردو فارما" للأفيونيات، لافتاً إلى أن الشركة سبق أن قدمت طلبًا في مارس/آذار 2016 لإلغاء الكشف عن مستنداتها.

وعانت أوكلاهوما بشدة من المواد الأفيونية. قال هانتر إنه بين عامي 2015 و2018، تم كتابة 18 مليون وصفة أفيونية في ولاية يبلغ عدد سكانها 3.9 ملايين نسمة. ومنذ عام 2000 على حد قول مكتبه، توفي حوالي 6000 شخص من أوكلاهوما بسبب جرعات زائدة من المواد الأفيونية، مع الآلاف الآخرين الذين يعانون من الإدمان.

واعتمد القاضي بلكمان على التقديرات التفصيلية للولاية حول تكلفة علاج إدمان الأفيون. وذكرت الولاية أنها ستحتاج إلى 893 مليون دولار سنويًا، أو حوالي 17 مليار دولار على مدار 20 عامًا.