مقتل مستوطنة إسرائيلية والاحتلال يفرض طوقاً أمنياً على منطقة غرب رام الله

رام الله

سامر أمين خويرة

avata
سامر أمين خويرة
رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
23 اغسطس 2019
18A2E6A7-5DD0-42CE-AF24-D0DDAC4288D7
+ الخط -
فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي طوقاً أمنياً مشدداً على منطقة غرب رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، وأغلقت الطرق المؤدية إلى البلدات والقرى الواقعة غربها، وتحديداً قريتي الجانية ورأس كركر، بعد انفجار عبوة ناسفة أدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة اثنين من المستوطنين بجراح خطيرة.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن قوات معززة من جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى مكان الانفجار، الذي رجّحت مصادر عبرية أنه ناجم عن إلقاء سيارة فلسطينية مسرعة عبوة شديدة الانفجار باتجاه مجموعة من المستوطنين كانوا يقفون على قارعة الطريق قرب مستوطنة "دوليب"، المقامة على أراضي الفلسطينيين غرب رام الله، ما أدى إلى مقتل مستوطنة وإصابة اثنين آخرين.

وجرى نقل المستوطنين المصابين بطائرات مروحية إسرائيلية، فيما وصل إلى المكان عدد من سيارات الإسعاف التابعة لنجمة داوود الحمراء الإسرائيلية.

وقال رئيس مجلس قروي دير ابزيع نعيم جعوان لـ"العربي الجديد": "علمنا أنه في تمام الساعة 8:30 صباحاً وقع تفجير بعبوة ناسفة في منطقة عين بوبين، إثر ذلك كثفت قوات الاحتلال من وجودها العسكري في قرية دير ابزيع، واقتحمت مباشرة المحالّ التجارية من أجل مصادرة تسجيلات كاميرات المراقبة فيها".

وأشار إلى أن قوات الاحتلال أغلقت جميع مداخل قرية دير ابزيع ووضعت حواجز للتفتيش فيها، وقامت بمضايقات للمواطنين، ومنعت التنقل من القرية إلى خارجها سواء باتجاه رام الله أو باتجاه القرى الغربية من رام الله.

إلى ذلك، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة بيتونيا بعد اقتحامها للمرة الثانية إثر العملية، وتخلل الاقتحام مداهمة عمارات سكنية ومحالّ بهدف الاطلاع على تسجيلات كاميرات المراقبة.

وقام جيش الاحتلال بتحقيقات ميدانية للشبان، فيما اندلعت مواجهات بين جنود الاحتلال وعشرات الشبان، أصيب خلالها العديد بحالات اختناق.

وخلال عمليات الاقتحام وتغطية الصحافيين للأحداث، احتجزت قوات الاحتلال مصور وكالة "الأناضول" هشام أبو شقرة لبعض الوقت قبل أن تفرج عنه لاحقاً، فيما انسحبت قوات الاحتلال بعد ظهر اليوم من قرية دير ابزيع، عقب الإجراءات المشددة التي اتخذتها بحق القرية والمناطق الغربية من رام الله، حيث انسحبت من محيط حاجز الـ17 الذي يربط قرى غرب رام الله بمدينة بيتونيا الواقعة إلى الغرب من المدينة.


ووفق جعوان، فإن عملية اليوم في عين بوبين ليست الأولى، إذ وقعت قبل أربع سنوات عملية أخرى في العين قُتل خلالها مستوطن إسرائيلي يدعى داني، وتمت تسمية عين بوبين باسم ذلك المستوطن القتيل.

وعين بوبين تبعد نحو كيلومتر واحد باتجاه الجنوب من قرية دير ابزيع، وهي محاذية لمستوطنة دوليب المقامة على أراضي القرية، وتعدّ مصدر ماء للشرب وريّ المزروعات في القرية.

ويقتحم المستوطنون باستمرار، وبحماية من جيش الاحتلال، عين بوبين، ويقومون بعمليات استفزاز للمواطنين الفلسطينيين، حيث يتم منع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية. 

وحين يقتحم المستوطنون عين بوبين للاستجمام، فإنه يتم منع المواطنين من الوصول إليها.

الفصائل: رد على جرائم الاحتلال

بدورها، قالت فصائل وقوى فلسطينية، إن العملية التفجيرية جاءت رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، دون أن يعلن أي منها مسؤوليته عن العملية.

جاء ذلك في بيانات منفصلة صدرت عن الفصائل والقوى الفلسطينية. 

وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن العملية "نوعية وجاءت لتؤكد أن ضفة الأحرار لن تهدأ، وستواصل مقاومتها رغم القتل والاعتقال والانتهاكات". 

وأضافت: "عملية تدلّ على أن شعبنا لن يعدم وسائل المقاومة، فها هم شباب الضفة وأحرارها ينوعون وسائل الكفاح والمقاومة". ولفتت إلى أن "جرائم الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا لن تمرّ دون حساب، فما زال في جعبة مقاومتنا الكثير". 

من جهتها، اعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي" العملية "رداً طبيعياً على ما ترتكبه قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين من جرائم ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا". 

وأكدت "أن المقاومة بكل أشكالها في تصاعد مستمر، ما دام العدوان متواصلاً على شعبنا، والاقتحام للمسجد الأقصى والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية". 

ولفتت إلى أن "خيار المقاومة باق ويتمدد، وأن العدوّ الصهيوني يتحمل كامل المسؤولية عن جرائمه وإرهابه، وأن شعبنا لن يستسلم أمام سياسات التغول والعربدة الصهيونية". 

بدورها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن العملية "نوعية وتأتي في سياق التأكيد على حق شعبنا في مقاومة المغتصبين الصهاينة". 

وقالت: "هذه العملية البطولية جاءت استمرارًا لخط المقاومة المسلحة الطريق المجرب والأنجح لطرد الغزاة الصهاينة المستوطنين، وردًا على الجرائم المتواصلة ضد شعبنا، وخصوصًا في مدينة القدس المحتلة وغزة، وفي داخل قلاع الأسر".

وأكدت الجبهة أن "هذه العملية أثبتت قدرة الشباب في الضفة على اختراق العمق الصهيوني، رغم الإجراءات الأمنية الصهيونية المعقدة". 

كذلك، قالت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، في تصريح لها، إن "عملية دوليب تأتي نتاجًا طبيعيًا لسياسات الاحتلال، وإن المقاومة قادرة على إيلام الاحتلال ومستوطنيه".

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بلدة عزون شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط انتشار عسكري كثيف
الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.