طلب المجلس الأعلى للدفاع بعد اجتماع طارئ عقده مساء الخميس بدعوة من الرئيس ميشال عون، من الأجهزة المعنية وإدارة مرفأ بيروت التدقيق والكشف على محتويات العنابر والمستوعبات الموجودة في المرفأ حالياً. علماً أن الحريق الذي نشب اليوم هو الثاني في أقلّ من 48 ساعة داخل المرفأ، والثالث منذ تاريخ وقوع الانفجار في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب الماضي، لكنّه الأكبر، وتطلب إخماده أكثر من سبع ساعاتٍ في ظلّ ظروف صعبة واجهت عناصر الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت وطوافات الجيش اللبناني، نظراً لنوعية المواد الموجودة في المستودع.
وفي الاجتماع، تم عرض مسألة البضائع والمواد الموجودة في المستودعات في المرافئ والمطار، لا سيما الخطرة منها، والتي يتوجب إتلافها أو التخلص منها وفقاً للأنظمة والقوانين المرعية، تفادياً لأية حوادث كارثية قد تحصل من جراء خزنها.
وطلب الرئيس عون تشكيل لجنة برئاسة وزير الاشغال، تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية وشركة المرفأ، لوضع تنظيم جديد للعمل في المرفأ وتأمين السلامة العامة فيه.
وتوالى الوزراء المعنيون والأجهزة الأمنية والعسكرية على شرح ملابسات الحريق الذي حصل في مرفأ بيروت اليوم، والإجراءات الواجب اتخاذها لمنع تكرار ما حدث والتدابير المستقبلية الضروري اتباعها، والتعليمات العامة بهدف تنظيم العمل في المرفأ في إطار الحفاظ على السلامة العامة.
واندلع حريق كبير اليوم الخميس في مستودع يحتوي إطارات وزيوتاً ومواد مشتعلة داخل السوق الحرة في مرفأ بيروت، قبل أن تمتد النيران إلى مستودعين آخرين يحتويان على مواد غذائية وأدوات كهربائية.
وقال الرئيس ميشال عون في مستهلّ اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، إنّه لم يعد مقبولاً حصول أخطاء أياً يكن نوعها تؤدي إلى هكذا حريق، خصوصاً بعد الكارثة التي تسبب بها الحريق الأول، مشيراً إلى أنّ حريق اليوم قد يكون عملاً تخريبياً مقصوداً أو نتيجة خطأ تقني أو جهل أو إهمال، وفي الأحوال كلها يجب معرفة السبب بأسرع وقت ومحاسبة المسبّبين، والعمل اليوم يجب أن ينصبّ على درس الإجراءات الفعالة لضمان عدم تكرار ما حصل.
من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، إن "ما حصل في المرفأ اليوم ومهما كانت أسبابه هو بمثابة طعنة جديدة للبنانيين جميعاً واستهتار كبير وإهانة للدولة والمجتمع"، مشدداً على أنّه "يجب الإسراع في التحقيق لتحديد المسؤوليات ويجب أن تكون هناك أجوبة واضحة على أسئلة الناس، فالقلق عند اللبنانيين كبير جداً".
من جهة ثانية، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة على حسابها الرسمي عبر "تويتر"، عن أنّ المخزن المشتعل في مرفأ بيروت يحوي آلاف الطرود الغذائية، ونصف مليون لتر من الزيوت الخاصة باللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان.
صور صادمة من ميناء #بيروت. إن المخزن المشتعل يحوي آلاف الطرود الغذائية ونصف مليون لتر من الزيوت الخاصة باللجنة الدولية للصليب الأحمر في #لبنان. لم ننتهِ بعد من تقدير الأضرار. ومن المحتمل أن تتضرر عملياتنا بشدة. https://t.co/OVvmfNv6Vu
— اللجنة الدولية (@ICRC_ar) September 10, 2020
وأشارت اللجنة إلى أنّها لم تنتهِ بعد من تقدير الأضرار، لكن من المحتمل أن تتضرّر عملياتها بشدّة.