مقهى بيروتي يحكي قصص الزمن الجميل، عندما تدخل المقهى في منطقة النويري، تستقبلك صورة مؤسسها ميشال صليبا مع أفراد عائلته والزعيم البيروتي هنري فرعون
تأسس مقهى صليبا منذ 50 سنة تقريباً، ويشرف عليه ميشال أسعد صليبا حفيد ميشال الجد، كل شيء فيه قديم، الكراسي الخشبية والطاولات والحائط الذي لم يتم طليه منذ افتتاح المقهى الذي زاره زعامات بيروت منهم نسيم مجدلاني وعثمان الدنا.
في المقهى كل شيء جميل القصص القديمة وحكايات أهلها الكبار في السن والذين عايشوا كل تاريخ بيروت منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا. لا يمكنك أن تقول مقهى صليبا من دون الحديث عن "سباق الخيل". وكما ورق اللعب "الشدة"، الجميع يلعب في السبق.
في زاوية المقهى يجلس رجل وقد غزا الشيب شعره. يدخن النرجيلة "التنباك" ويشرب الشاي ويتمتم أغاني أم كلثوم. يقول: إنه منذ 50 سنة عندما كان في سن العاشرة كان يأتي إلى المقهى مع والده الذي كان يدخن النرجيلة ويشرب الشاي ويلتقي بأصحابه.
يستذكر أيام الشباب عندما كان مقهى صليبا في الموقف القريب من موقعه الآن وهو لوقف الروم، يشير إلى أن أيام زمان "كانت أجمل من أيامنا هذه فالنخوة والشهامة والكرم المفقود في أيامنا هذه، كان في صلب الحياة في الماضي، رجالات سياسية واحبّهم إلى قلبه نسيم مجدلاني كان يأتي إلى المقهى في الانتخابات والأعياد نشرب القهوة معه ونتحدث عن أحوالنا ونحمله مطالبنا، أما اليوم برجالات السياسية استبدلت المقاهي الشعبية بالمقاهي الفخمة".
على وقع أغاني أم كلثوم، يعود بالذاكرة الى سباق الخيل، الذي ورثه عن والده فتعلق به. هنا في المقهى تصل إحدى جرائد السباق، نأخذها ونرى الترجيحات وأسماء الخيول. نقطع ورقة وننتظر نهار الأحد وهو يوم السباق، بالتأكيد لا نقول لبعضنا على أي خيل راهنا، والترقب سيد الموقف. نهار الأحد نستيقظ منذ الصباح نأتي الى المقهى لندخن النرجيلة ومن ثم نذهب الى السباق، نبقى هناك ما بين 4 و5 ساعات لحين انتهاء المنافسات، ثم نعود إلى المقهى، الرابح "يزرك" للخاسر لكن دون أن يتحول ذلك إلى مشكل أو عراك، فالعلاقة بين رواد المقهى أخوية، يدخن النرجيلة ويتحسر على أيام زمان وعلى بيروت التي لم تعد بيروت التي ولد وتربى فيها.
في المقلب الآخر من المقهى يجلس على طاولة 4 رجال يلعبون الورق وتحديدا الـ400، ولفتنا الصراخ الصادر عنهم، وسببه قيام أحدهم بالغش. من بينهم حمادة ضو "أبو أحمد"، فهو "جوكي" قديم كان يلعب لدى صاحب المقهى الذي كان يجلس في الزاوية وعلى خصره مسدس، منذ 40 سنة يأتي أبو أحمد إلى المقهى، هنا كلنا أخوة ونعرف بعضنا منذ زمن، ونرجيلة "صليبا" لا غنى عنها.
يحضر أبو أحمد كرسياً خشبياً ليضع يده عليها ويخبرنا أنه عندما كان يخسر في السباق كان ينتاب صاحب الخيل حالة من الحزن، وكان وقتها عليّ أن أطيب خاطره وأخفف عنه، لأن صاحب الخيل "عقله صغير". أيام زمان كان الجوكي له مكانته لدى أصحاب الخيل والجمهور الذي يراهن، فكانت الهدايا والأغراض تأتي إلى بيته من أجل أن يعطي "التعليمة" للسباق، وعندما يربح أحدهم كان يغدق عليه الهدايا. نهار السباق هو الأحد وهو يوم مميز بالنسبة إلينا، فالسباق جزء من حياتنا، نستيقظ في الصباح ونبقى حتى المساء وحديثنا الوحيد هو سباق الخيل، لكن نهار الاثنين هو نهار جديد، حتى لو كانت الخسارة من نصيبنا إلا أننا ننسى، فالسباق هو نوع من التسلية فقط، ونحن لا نلعب بمبالغ كبيرة. عندما يسأل أبو أحمد عن بيروت اليوم.
يتنهد ويشرح أن بيروت في السابق كانت عاصمة العواصم وكانت تجمع كل العالم من كل الطوائف، لم يكن هناك أحياء مقسمة حسب الطائفة والمذهب والانتماء الحزبي. مقابل المقهى كان هناك مطعم يقدم وجبات يومية مع كأس من "العرق" البلدي، من لم يكن لديه المال كان يأكل ويشرب "ببلاش"، أما اليوم لا يوجد أحد يطعم الآخر بدون مقابل. في الحرب الأهلية سافرت إلى الخليج وأوروبا من أجل العمل كـ"جوكي"، عدت فور انتهاء الحرب، لأنه لا يوجد سبق في العالم مثل السباق اللبناني، تلك المهنة حلمت بأن أعلمها لأولادي لكنهم لم يقبلوا بذلك. فور دخول بائع جرائد السباق وهي (أخبار هبت، الجواد، أخبار الخيل ،اللوتري) والتي تصدر أيام الثلاثاء والخميس والسبت، وسعر كل واحدة ألف ليرة لبنانية، يتوقف كل شيء في المقهى من قبل لاعبي السباق من أجل شراء الجريدة التي تتضمن أسماء الخيول المشاركة ومواعيد الحفلات والترجيحات. يتهامس اللاعبون بأسماء الخيول وتتعارض الآراء بينهم حول السبق والمجريات والتوقعات، فمنهم من هو واثق من فوز الخيل الذي وقع الخيار عليه، ومنهم من هو متوتر بانتظار السبق. فالعادة أن لا يخبر أحد الآخر بأسماء الخيول التي راهن عليها.
لمحمود الذي يملك "إكسبرس" بالقرب من المقهى قصة أخرى مع السبق. ففي يوم من الأيام قال لي أحد الرجال الذين يجلسون في مقهى "صليبا"، يوم العيد لك عيدية مني فتعال وخذها، ذهبت إليه وأعطاني ورقة مكتوب عليها أسماء الخيل، وقال لي اذهب إلى السباق وألعبها، الترجيحات تشير إلى فوزها. ذهبت إلى أحد الجيران في عين الرمانة وأعطيته الورقة ومبلغ 30 ألف ليرة. ونهار الأحد ربحت الورقة مبلغ 520 ألف ليرة وكانت فرحتي لا توصف. من وقتها تعلقت بالسباق لمدة سنتين، خسرت وربحت ومن بعدها طلب مني أولادي تركها.
خارج المقهى يجلس رجل في السبعين من عمره وهو عصام عثمان يدخن "المدبس" والذي قيل عنه إنه أحسن من المعسل الذي يدخنه الشاب في أيامنا هذه. عصام وهو موظف سابق في جامعة بيروت العربية، يأتي إلى المقهى كل يوم منذ الصباح، لا يحب السباق والورق. يصف المقهى بأنه نادِ يأتي إليه الرجال للعب الورق وتناول النرجيلة.
عثمان يستذكر أيام الحرب، كيف كانت القذيفة تدفع الرواد إلى النزول إلى بيت الماء من أجل الاحتماء منها. لا يقبل أن نتحدث أمامه عن السباق، فأصحاب الخيل وأصحاب المكاتب هم المافيا، يتواطؤون على اللاعبين الصغار، تلك الممارسات دفعتني إلى عدم المراهنة. رؤية رفاقي هنا في المقهى تغنيني عن السباق وغيره من الألعاب. يتحدث عثمان، حلاق رجالي، "كان من الصم، كان يأتي كل يوم إلى المقهى إضافة إلى مقاهي بيروت الأخرى مثل دوغان ومجدلاني، من أجل قص شعر الرجل. ويقول بحسرة لقد مات، نفتقده كثيراً فهو كان أكثر من مصفف شعر، كان أخاً بالنسبة لنا رغم أنه لا يتكلم، لكنه كان يشعر بنا.
مختار محلة المزرعة نقولا مخايل رزق وهو جار المقهى، يشدد على أنه لا يدخل المقاهي بشكل عام، لأنه لا يحب النرجيلة والورق. ويشير إلى أن المقهى كان مدعوماً من هنري فرعون سياسياً واجتماعياً، وهو تأسس قبل 50 سنة تقريباً على قطعة أرض تابعة لوقف الروم. وفق شهادته حول المقهى يؤكد أنه لم يشهد أي مشكلة حتى في عز الحرب الأهلية لم يحصل فيها شيء، وكانت ولا تزال ملتقى لجميع الطوائف والطبقات، كانت تجمع القبضايات الذين يملكون القوة، لكنهم لا يستثمرونها في الاعتداء على الناس، بل لفض النزاعات في الأحياء. هنا يقاطع أبو خالد المختار، ويقول إن أي شخص يولع السيجارة من فحم النرجيلة كفيل بان يحدث "مجزرة" لأن تلك الحركة بالنسبة لنا تعد قلة أدب.
اقرأ أيضاً: "بلا تدخين" مقهى يتحدّى التقليد
تأسس مقهى صليبا منذ 50 سنة تقريباً، ويشرف عليه ميشال أسعد صليبا حفيد ميشال الجد، كل شيء فيه قديم، الكراسي الخشبية والطاولات والحائط الذي لم يتم طليه منذ افتتاح المقهى الذي زاره زعامات بيروت منهم نسيم مجدلاني وعثمان الدنا.
في المقهى كل شيء جميل القصص القديمة وحكايات أهلها الكبار في السن والذين عايشوا كل تاريخ بيروت منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا. لا يمكنك أن تقول مقهى صليبا من دون الحديث عن "سباق الخيل". وكما ورق اللعب "الشدة"، الجميع يلعب في السبق.
في زاوية المقهى يجلس رجل وقد غزا الشيب شعره. يدخن النرجيلة "التنباك" ويشرب الشاي ويتمتم أغاني أم كلثوم. يقول: إنه منذ 50 سنة عندما كان في سن العاشرة كان يأتي إلى المقهى مع والده الذي كان يدخن النرجيلة ويشرب الشاي ويلتقي بأصحابه.
يستذكر أيام الشباب عندما كان مقهى صليبا في الموقف القريب من موقعه الآن وهو لوقف الروم، يشير إلى أن أيام زمان "كانت أجمل من أيامنا هذه فالنخوة والشهامة والكرم المفقود في أيامنا هذه، كان في صلب الحياة في الماضي، رجالات سياسية واحبّهم إلى قلبه نسيم مجدلاني كان يأتي إلى المقهى في الانتخابات والأعياد نشرب القهوة معه ونتحدث عن أحوالنا ونحمله مطالبنا، أما اليوم برجالات السياسية استبدلت المقاهي الشعبية بالمقاهي الفخمة".
على وقع أغاني أم كلثوم، يعود بالذاكرة الى سباق الخيل، الذي ورثه عن والده فتعلق به. هنا في المقهى تصل إحدى جرائد السباق، نأخذها ونرى الترجيحات وأسماء الخيول. نقطع ورقة وننتظر نهار الأحد وهو يوم السباق، بالتأكيد لا نقول لبعضنا على أي خيل راهنا، والترقب سيد الموقف. نهار الأحد نستيقظ منذ الصباح نأتي الى المقهى لندخن النرجيلة ومن ثم نذهب الى السباق، نبقى هناك ما بين 4 و5 ساعات لحين انتهاء المنافسات، ثم نعود إلى المقهى، الرابح "يزرك" للخاسر لكن دون أن يتحول ذلك إلى مشكل أو عراك، فالعلاقة بين رواد المقهى أخوية، يدخن النرجيلة ويتحسر على أيام زمان وعلى بيروت التي لم تعد بيروت التي ولد وتربى فيها.
في المقلب الآخر من المقهى يجلس على طاولة 4 رجال يلعبون الورق وتحديدا الـ400، ولفتنا الصراخ الصادر عنهم، وسببه قيام أحدهم بالغش. من بينهم حمادة ضو "أبو أحمد"، فهو "جوكي" قديم كان يلعب لدى صاحب المقهى الذي كان يجلس في الزاوية وعلى خصره مسدس، منذ 40 سنة يأتي أبو أحمد إلى المقهى، هنا كلنا أخوة ونعرف بعضنا منذ زمن، ونرجيلة "صليبا" لا غنى عنها.
يحضر أبو أحمد كرسياً خشبياً ليضع يده عليها ويخبرنا أنه عندما كان يخسر في السباق كان ينتاب صاحب الخيل حالة من الحزن، وكان وقتها عليّ أن أطيب خاطره وأخفف عنه، لأن صاحب الخيل "عقله صغير". أيام زمان كان الجوكي له مكانته لدى أصحاب الخيل والجمهور الذي يراهن، فكانت الهدايا والأغراض تأتي إلى بيته من أجل أن يعطي "التعليمة" للسباق، وعندما يربح أحدهم كان يغدق عليه الهدايا. نهار السباق هو الأحد وهو يوم مميز بالنسبة إلينا، فالسباق جزء من حياتنا، نستيقظ في الصباح ونبقى حتى المساء وحديثنا الوحيد هو سباق الخيل، لكن نهار الاثنين هو نهار جديد، حتى لو كانت الخسارة من نصيبنا إلا أننا ننسى، فالسباق هو نوع من التسلية فقط، ونحن لا نلعب بمبالغ كبيرة. عندما يسأل أبو أحمد عن بيروت اليوم.
يتنهد ويشرح أن بيروت في السابق كانت عاصمة العواصم وكانت تجمع كل العالم من كل الطوائف، لم يكن هناك أحياء مقسمة حسب الطائفة والمذهب والانتماء الحزبي. مقابل المقهى كان هناك مطعم يقدم وجبات يومية مع كأس من "العرق" البلدي، من لم يكن لديه المال كان يأكل ويشرب "ببلاش"، أما اليوم لا يوجد أحد يطعم الآخر بدون مقابل. في الحرب الأهلية سافرت إلى الخليج وأوروبا من أجل العمل كـ"جوكي"، عدت فور انتهاء الحرب، لأنه لا يوجد سبق في العالم مثل السباق اللبناني، تلك المهنة حلمت بأن أعلمها لأولادي لكنهم لم يقبلوا بذلك. فور دخول بائع جرائد السباق وهي (أخبار هبت، الجواد، أخبار الخيل ،اللوتري) والتي تصدر أيام الثلاثاء والخميس والسبت، وسعر كل واحدة ألف ليرة لبنانية، يتوقف كل شيء في المقهى من قبل لاعبي السباق من أجل شراء الجريدة التي تتضمن أسماء الخيول المشاركة ومواعيد الحفلات والترجيحات. يتهامس اللاعبون بأسماء الخيول وتتعارض الآراء بينهم حول السبق والمجريات والتوقعات، فمنهم من هو واثق من فوز الخيل الذي وقع الخيار عليه، ومنهم من هو متوتر بانتظار السبق. فالعادة أن لا يخبر أحد الآخر بأسماء الخيول التي راهن عليها.
لمحمود الذي يملك "إكسبرس" بالقرب من المقهى قصة أخرى مع السبق. ففي يوم من الأيام قال لي أحد الرجال الذين يجلسون في مقهى "صليبا"، يوم العيد لك عيدية مني فتعال وخذها، ذهبت إليه وأعطاني ورقة مكتوب عليها أسماء الخيل، وقال لي اذهب إلى السباق وألعبها، الترجيحات تشير إلى فوزها. ذهبت إلى أحد الجيران في عين الرمانة وأعطيته الورقة ومبلغ 30 ألف ليرة. ونهار الأحد ربحت الورقة مبلغ 520 ألف ليرة وكانت فرحتي لا توصف. من وقتها تعلقت بالسباق لمدة سنتين، خسرت وربحت ومن بعدها طلب مني أولادي تركها.
خارج المقهى يجلس رجل في السبعين من عمره وهو عصام عثمان يدخن "المدبس" والذي قيل عنه إنه أحسن من المعسل الذي يدخنه الشاب في أيامنا هذه. عصام وهو موظف سابق في جامعة بيروت العربية، يأتي إلى المقهى كل يوم منذ الصباح، لا يحب السباق والورق. يصف المقهى بأنه نادِ يأتي إليه الرجال للعب الورق وتناول النرجيلة.
عثمان يستذكر أيام الحرب، كيف كانت القذيفة تدفع الرواد إلى النزول إلى بيت الماء من أجل الاحتماء منها. لا يقبل أن نتحدث أمامه عن السباق، فأصحاب الخيل وأصحاب المكاتب هم المافيا، يتواطؤون على اللاعبين الصغار، تلك الممارسات دفعتني إلى عدم المراهنة. رؤية رفاقي هنا في المقهى تغنيني عن السباق وغيره من الألعاب. يتحدث عثمان، حلاق رجالي، "كان من الصم، كان يأتي كل يوم إلى المقهى إضافة إلى مقاهي بيروت الأخرى مثل دوغان ومجدلاني، من أجل قص شعر الرجل. ويقول بحسرة لقد مات، نفتقده كثيراً فهو كان أكثر من مصفف شعر، كان أخاً بالنسبة لنا رغم أنه لا يتكلم، لكنه كان يشعر بنا.
مختار محلة المزرعة نقولا مخايل رزق وهو جار المقهى، يشدد على أنه لا يدخل المقاهي بشكل عام، لأنه لا يحب النرجيلة والورق. ويشير إلى أن المقهى كان مدعوماً من هنري فرعون سياسياً واجتماعياً، وهو تأسس قبل 50 سنة تقريباً على قطعة أرض تابعة لوقف الروم. وفق شهادته حول المقهى يؤكد أنه لم يشهد أي مشكلة حتى في عز الحرب الأهلية لم يحصل فيها شيء، وكانت ولا تزال ملتقى لجميع الطوائف والطبقات، كانت تجمع القبضايات الذين يملكون القوة، لكنهم لا يستثمرونها في الاعتداء على الناس، بل لفض النزاعات في الأحياء. هنا يقاطع أبو خالد المختار، ويقول إن أي شخص يولع السيجارة من فحم النرجيلة كفيل بان يحدث "مجزرة" لأن تلك الحركة بالنسبة لنا تعد قلة أدب.
اقرأ أيضاً: "بلا تدخين" مقهى يتحدّى التقليد