كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، في بيان لها اليوم الخميس، عن قرب افتتاح مقهى لبيع القهوة والطعام وأنواع من الخمور والنبيذ، قامت ببنائه بلدية الاحتلال في القدس مؤخراً، على أنقاض الجزء العلوي من مقبرة "مأمن الله" الإسلامية التاريخية بالقدس، مقابل القنصلية الأميركية.
واعتبرت مؤسسة الأقصى، أن بناء هذا المقهى جاء بتشجيع من المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها التنفيذية وخصوصاً بلدية القدس، علماً بأن المقبرة تمت السيطرة عليها وتدميرها، ومن ثم حُوِّلت لحديقة عامة باسم "حديقة الاستقلال".
ورصدت المؤسسة لافتة ضخمة وإعلانات أخرى، تفيد بقرب افتتاح المقهى باسم "مقهى لاندفار"، ينوي استقطاب عمال للعمل فيه، ليتبين لاحقاً بأن المقهى عبارة عن شبكة من المقاهي الإسرائيلية، والتي تقدم لمرتاديها أنواعاً من القهوة والأطعمة والأشربة، ومنها الخمور والنبيذ.
وفي هذا الشأن، أكدت مؤسسة الأقصى أن المؤسسة الإسرائيلية تواصل جرائمها بحق أكبر وأعرق مقبرة إسلامية تاريخية في القدس، وتحاول تدميرها بالكامل، إذ دمرت أغلب مساحتها التي كانت تصل في العام 1948، إلى نحو 200 دونماً، تضم بين جنباتها رفات عدد من الصحابة والتابعين والفقهاء والعلماء والشهداء.
وحولت إسرائيل جزءاً كبيراً من المقبرة إلى حديقة عامة، وساحات عروض غنائية، وملتقى للعشاق والشواذ، وشقت الشوارع وشبكة المجاري والكهرباء والمياه وغيرها من الاعتداءات، بهدف تغييب الوجود والدليل الحضاري الإسلامي في المدينة المقدسة، ومحاولة تهويد كل ما هو إسلامي وعربي.
وأكدت مؤسسة الأقصى أنه بالرغم من قساوة ما تفعله إسرائيل في القدس المحتلة من مشاريع تهويدية، فإنها ستفشل، وستبقى القدس بكل معالمها الإسلامية والعربية، شاهدة على إسلامية وعروبة القدس، وأن الاحتلال سيظل الاحتلال الباطل القريب زواله.
بدوره، قال المحامي محمد صبحي جبارين رئيس "مؤسسة الأقصى"، في تصريح له، إنه تم التحذير قبل أيام من مخططات الاحتلال وجرائمه بحق المقبرة وتَقدُّمها في بناء ما يُسمّى بـ "متحف التسامح"، لتقترف اليوم جريمة كبرى بكل
المقاييس، وتنتهك حرمة المقبرة بالإعلان عن قرب افتتاح المقهى، مؤكداً على أن المقبرة تستصرخ كل مسلم وعربي وفلسطيني وحر شريف في العالم، لينقذها من مسلسل الاعتداء الإسرائيلي.
شرعنة الاقتحامات
من جهة أخرى، أكدت مؤسسة الأقصى أن القادة السياسيين في إسرائيل يحاولون استغلال المسجد الأقصى في دعايتهم الانتخابية القادمة للكنيست، والتي أكدوا فيها على أنهم يسعون للسيطرة على الأقصى وشرعنة اقتحاماته، والسماح لليهود بالصلاة فيه.
وأشارت المؤسسة إلى أن ساسة إسرائيل يستخدمون المسجد الأقصى هدفاً لتصويب سهامهم الانتخابية عليه، لأنهم يعلمون أنه الملف الأكثر حساسية بالنسبة لهم، ومن شأنه أن تجتمع حوله كل شرائح المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي من يتطرف أكثر في هذا الملف يحصد على مقاعد أكثر في الكنيست، وفق رؤيتهم.
فيما أكدت مؤسسة الأقصى على أن الأقصى ملك للمسلمين، ولن يكون يوماً ورقة يراهن عليها الاحتلال.