مكسيم غوركي.. نسخة عربية من "الجاسوس"

20 يوليو 2020
(مكسيم غوركي، Getty)
+ الخط -

يعدّ مكسيم غوركي أحد أبرز الكتّاب الذين بشّروا بالشيوعية في روسيا قبل ثورة أكتوبر عام 1917، ثمّ مثّلها في المحافل الدولية بعد انتصارها، ووصول البلاشفة للحكم، مؤمناً بما ستحقّقه من تغيّرات عميقة قبل أن يُنفى خلال العشرينيات بسبب معارضته لسياسات عديدة، ثم يعود إلى وطنه بدعوة شخصية من ستالين بعد مراسلات طولة بينهما.

في عام 1908، نشَر الروائي والكاتب الروسي (1868 – 1936) روايته "حياة رجل عديم الفائدة" تناول فيها شخصية جاسوس للنظام القيصري، خلال فترة تكالبت فيها السلطة وأجهزتها لقمع المعارضين من الاشتراكيين والفوضويين وتشديد الرقابة عليهم.

صدرت حديثاً النسخة العربية من العمل بعنوان "الجاسوس.. قصة رجل وجوده كعدمه" عن "دار الرافدين" بترجمة أيمن بن مصبح العويسي، والذي يبدو فيها العنوان قد انزاح عن معناه دون منحه دلالة أقوى أو أبلغ، معتمداً على الترجمة الإنكليزية للرواية التي نقلها توماس سيلتزر، وليس النسخة التي ترجمتها مورا بودبيرغ سكرتيرة غوركي وزوجته.

غلاف الكتاب

تقدم الراوية قصة يفيسي كليمكوف، الفتي اليتيم الذي يتدرب عند صاحب متجر ليبيع سراً كتباً ثورية محظورة ثم يبلغ الشرطة عن عملائه، فتمّ إجباره على تقديم مساعدته للأمن رغم إعجابه بالثوار، ويعيش الخوف من احتمالية اكتشافهم له، لكنه يعزي نفسه أنه ينفّذ الأوامر فقط، وكان حين لا يتمكن من جمع معلومات كافية يختلقها. 

تتطوّر الأحداث حيث يقوم كليمكوف بتشجيع بعض الثوريين على إصدار كتيبات غير قانونية، ويزودهم بالإمكانيات لطباعته، ثم يوصل كافة المعلومات لرجال الشرطة الذين يتولون مهمة الإلقاء عليهم، مقابل جائزة مقدارها خمسة وعشرين روبلاً.

بعد أن يرسل سبعة ثوار إلى السجن، يعيش كليمكوف صراعاً نفسياً عنيفاً ينتهي باعترافه لأحد الثوار، ثم محاولته اغتيال قائد الشرطة للتكفير عن ذنبه، لكنه يفشل ويشنق نفسه في نهاية المطاف، وقد صدرت الرواية في برلين وكانت ممنوعة في روسيا، آنذاك.

وقرّرت الرقابة الروسية عام 1910 حظر الكتاب بتقرير رسمي، قبل أن ينشر في 1914، لكن سيتأخر توزيعه، قبل أن تستولي السلطات على عشر آلاف نسخة وتتلفها، وتواصل منعه إلى أن أعاد الحكم الشيوعي الجديد طباعته ضمن احتفائه بغوركي.

المساهمون