وشهدت الفترة القليلة الماضية إطلاق منصات مشاهدة أفلام ومسلسلات كبرى من طينة "آبل تي في بلاس" من "آبل" و"ديزني بلاس" من ديزني، بينما تأتي قريباً منصات "بيكوك" من NBCUniversal وHBO Max من "وارنر ميديا".
وصُرفت مليارات الدولارات على هذه التحولات، ويجري تجديد الاستوديوهات وهياكل الشركات لتعكس مطالب الصناعة.
وتجري المنافسة بثبات على نطاق عالمي وليس على أساس كل بلد على حدة. وصلت منصة "نتفليكس" إلى 130 دولة في يناير/كانون الثاني 2016، مما يدل على إمكانية تحوّل اللاعبين إلى التفكير عالمياً والإنتاج محلياً لقيادة قاعدة مشتركين في جميع أنحاء العالم.
الآن تنفق "ديزني" وAT&T و"كومكاست" و"آبل" وغيرها مليارات الدولارات على إطلاق منصات مصممة لتخطي الحدود والحصول على أقصى فائدة. يقول الخبراء إن هذا تغير كبير بالنسبة للمجموعات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، والتي لها آثار أوسع على الاقتصاد الأميركي.
وينقل الموقع عن رئيس قسم الأبحاث الإعلامية في شركة "مورغان ستانلي"، بن سوينبرن، "أن الأعمال ذات السيناريو غالية الثمن للغاية من منظور الإنتاج والتسويق لدرجة أنك تحتاج حقاً إلى تحقيق الربح".
وهذا يعني، بحسبه، "أنه سيكون هناك عدد صغير جداً من اللاعبين الذين سيكونون قادرين على تحقيق هذا الحجم والربحية في هذه الأعمال".
وقد تجد هذه المنصات نفسها أمام عائق النمو، إذ أوضحت نتائج الأرباع القليلة الماضية أن مجموعة البث الافتراضي الجديدة، "يوتيوب تي في" و"هولو لايف" و"سلينغ" و"دايرتيفي ناوي"، لا تضيف المشتركين بسرعة كافية لتعويض تآكل عمليات قطع الكابل التقليدي.
ويقول الخبراء إن كل شخص يبني خدمة بث يشعر بأنه يحتاج إلى شراء أشياء كثيرة، والقلق منتشر.
وأصبح السبب وراء سعي "ديزني" الشديد للحصول على استوديوهات "فوكس" واضحاً مع إطلاق "ديزني بلاس"، إذ أن العناوين مثل "ميكي ماوس" و"ناشونال جيوغرافيك" و"ذا سيمبسونز" ثروة من المحتوى تشكل عرضاً قوياً لجذب الجمهور.
وبالإضافة إلى "ديزني بلاس"، ركزّت "ديزني أيضاً على منصات ESPN Plus الرياضية، و"هولو" التي سيطرت عليها الآن بشكل كامل بعد سنوات من تقاسم الملكية مع NBCUniversal و"فوكس" و"تايم وارنر".
وتعد "ديزني" حتى الآن المجموعة الترفيهية القديمة الوحيدة التي أدت خططها للبث إلى زيادة تفاؤل المستثمرين بطريقة تشبه الاتجاه الصعودي الذي استمر لسنوات حول "نتفليكس".
ويبدو أن هذه القاعدة لا تنطبق على منصة HBO Max، إذ بينما صعدت أسهم "ديزني" عندما كشفت عن منصتها، تراجعت أسهم AT&T بشكل طفيف.
ويتفق المحللون عموماً على أنه في عام 2020، من المحتمل أن تتسارع الخسائر التقليدية لمشتركي شبكات الكابل والقمر الاصطناعي، وأن الإنفاق على المحتوى سيزداد، وأن المنافسة لن تتأثر كثيراً، خاصة مع عمالقة التكنولوجيا "أمازون" و"آبل" و"نتفليكس".