وأكد مصدر في شرطة كركوك اليوم، أنّ القوات العراقية فرضت إجراءات أمنية مشددة في أحياء وسط وشمال المدينة، على خلفية الاشتباكات التي حدثت الليلة الماضية بين قوة من جهاز مكافحة الإرهاب ومسلحين مجهولين، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن القوات المشتركة نصبت نقاط تفتيش في مناطق متفرقة من كركوك، وبدأت بحملة لتدقيق هويات المارة.
وكان المتحدث باسم شرطة كركوك العقيد افروسياو كامل قد أكد الليلة الماضية قيام مسلحين مجهولين باستهداف دورية تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي وسط المدينة، مبيناً خلال تصريح صحافي أن المسلحين قاموا برمي عدد من القنابل اليدوية قبل أن يطلقوا النار على دورية للقوات العراقية، التي ردت على مصدر النيران، ما أدى إلى هروب المسلحين إلى جهة مجهولة.
إلى ذلك، عبر عضو تحالف القوى محمد عبد الله اليوم عن خشيته من استمرار الفوضى الأمنية في كركوك، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن ما يجري من خروقات متكررة يشير إلى ملامح حرب عصابات قد لا تنتهي بسهولة.
ولفت إلى أن كركوك تبدو منذ دخول القوات العراقية إليها قبل نحو شهرين وكأنها قنبلة موقوتة قد تتعرض للانفجار في أية لحظة، مبيناً أن أحياء كركوك تكاد تكون مغلقة على مكوناتها القومية.
وشدد على ضرورة الإسراع بالعمل على الحد من الخروقات الأمنية المتكررة التي بدأت تقلق أمن مواطني كركوك، مطالباً بتعزيزات أمنية إضافية في حال تطلب الأمر ذلك.
وفي السياق، قال القائد في جهاز مكافحة الإرهاب العميد معن السعدي أن الملف الأمني في كركوك لن يتم تسليمه إلى أية جهة غير القوات العراقية من دون الحصول على موافقة القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، موضحاً خلال مؤتمر صحافي أن الأنباء التي تشاع عن تشكيل قوة جديدة في المدينة عارية عن الصحة.
ولفت إلى أن الخطط الأمنية في كركوك تتركز في الوقت الحاضر على تأمين المدينة من دون أي تمييز بين مكوناتها، نافياً الحديث عن وجود قوات أجنبية في قواعد عسكرية قريبة من المدينة.
وأوضح السعدي أن كركوك تفتقر لأجهزة التفتيش المتطورة في نقاط التفتيش الخارجية، مبيناً أن هذا الأمر اضطر القوات العراقية إلى الاعتماد على الكلاب البوليسية في هذه المهمة.
يشار أن القوات العراقية كانت قد دخلت إلى مدينة كركوك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على خلفية قيام سلطات إقليم كردستان بإشراك المدينة في استفتاء الانفصال الذي أجري في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي.