اقتحم رجل الأعمال المغربي، فوزي الشعبي، مجال المال والأعمال لأول مرة بعيداً عن حدود المغرب، حين اختار أن يشرف على مشروع فوق تراب تونس سنة 1984، وكان عمره حينها، كما يحكي لـ"العربي الجديد"، لم يتجاوز بعد 24 ربيعاً. ويعتبر فوزي الشعبي، أحد وجوه رجال الأعمال المغاربة الذين استطاعوا المزاوجة بين العمل السياسي وتسيير ثروة عائلة ابتدأت من الصفر مع الأب ميلود الشعبي.
وساهم فوزي الشعبي منذ صغره في تسيير وتوسيع استثمارات مجموعة عائلته الاقتصادية، وذلك في مجالات عدة، أبرزها: قطاع العقار، التسويق، الصناعة الكيماوية، الصيد في أعالي البحار، مجال التغذية، والمياه المعدنية... وتعد عائلة الشعبي في المغرب اليوم، من ضمن قائمة أغنى ثلاث أسر في المغرب وضمن أثرى عشر عائلات في أفريقيا.
يقول الشعبي عن أول مشروع له: "كُلّفت قبل 30 سنة بالإشراف على إنشاء مصنع في تونس، واستفدنا كثيراً من المناخ المنفتح للبلد، كما استطعت خلال أربع سنوات، برفقة عاملين معنا، إنجاز ثلاثة مصانع، ما زالت تعمل إلى اليوم، وتوفر فرص شغل مهمة في الجمهورية، قبل أن أقرر العودة إلى أرض الوطن". ويؤكد الشعبي، لـ"العربي الجديد"، أن أول تجربة له كانت ناجحة بشكل كبير، وفتحت أمامه مجال الاستمرار في تسيير مجموعة من مشاريع مجموعة العائلة الاقتصادية.
وعن استمرار تجربته، وأبرز التحديات التي واجهته خلالها، يحكي الشعبي في معرض حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه ولج مجال الصيد في أعالي البحار منذ مدة، وكان المغرب خلالها يعرف انتشار 300 باخرة لا يملك أي سيطرة عليها، على حد قوله، ولا تعرف مداخيلها أو الكمية التي تصيد. لذلك، يضيف المتحدث ذاته، قرر الملك الراحل الحسن الثاني بأن ترسو تلك البواخر بكل من ميناءي مدينتي "أكادير" و"طنطان"، لكن تخوّف الجميع من مسألة الضرائب، واختار الشعبي، كما يقول، أن يكون أول مستثمر مغربي يقبل هذا المقترح، ما سبب حرجاً لباقي المستثمرين المغاربة في هذا المجال. ويعتبر فوزي الشعبي أن هذه الخطوة تشكل نقطة ضوء كبيرة في تاريخه الاستثماري، حيث إنه قبِل أن تعود بواخر الصيد المملوكة له من موانئ "لاس بالماس الإسبانية" إلى السواحل المغربية.
ويرى فوزي الشعبي أن التجربة الثانية التي يفخر بتعميمها داخل المغرب، هي استقطابه لشهادة الجودة "إيزو"، التي لم تكن معروفة حينها بمختلف إصداراتها. وكان أول مستثمر مغربي يقبل بأن تقوم "إيزو" بتقييم جودة منتجات شركات مجموعة العائلة المستثمرة في المغرب، وكذلك تقييم نوعية الخدمات التي توفرها للعاملين والزبائن. وذلك قبل أن تُقبِل مجموعة من المستثمرين على خدمات "إيزو" للجودة قصد الترويج الجيد لعلاماتهم الصناعية والخدماتية والعقارية.
وعن جدوى الجمع بين صفة رجل السياسة ورجل البزنس خلال توجهه باستثماراته نحو الدول العربية، يشدد فوزي الشعبي على أن الأمر مرتبط بالمناخ السياسي داخل كل بلد. لافتاً الى أن تجربته في هذا الإطار كانت اختياراً عائلياً.
ويبرر هذا الاختيار بالقول: "هناك مجموعة من رجال الاعمال يختارون التواري إلى الوراء، وتكوين لوبي يتحدث باسمهم داخل المجالس التشريعية المحلية والتشريعية، وهذا الاختيار لا يكون دائما سليماً وحميداً. ونحن كعائلة اقتنعنا أن العمل السياسي مهم ومن الداخل".
ويشدد المتحدث ذاته على أن "المؤسسات السياسية في كل بلد في حاجة إلى رجال الأعمال داخل لجانها ومجالسها، لأن هؤلاء يساهمون بأفكارهم في تطوير الأداء، وذلك لمعرفتهم الجيدة بواقع الاستثمار والمناخ الاقتصادي، وكذا "إكراهات" السوق التي تتطلّب إجراءات نابعة من تقييم قريب جداً من الواقع".
وعن نصائح للشباب العربي المقبل على مشاريع استثمارية، يقول فوزي الشعبي: "ليس بالضرورة أن تكون من عائلة غنية كي تصنع ثروة. هناك أشخاص أعرفهم ورثوا أموالاً طائلة من عائلاتهم، لكن خسروا كل شيء في ظرف سنة واحدة. والسبب أنهم لم يستطيعوا توظيف الأموال بشكل ذكي وحكيم".
ويزيد الشعبي: "أنصح الشباب بالبحث عن أفكار متجددة، وفرص استثمار مبتكرة، وعدم التأثر بالرأي العام الذي يحاول تعميم فكرة استحالة تحقيق النجاح داخل مناخات معينة. حتى في دول الحرب يمكن أن تحقق النجاح".
ويستغرب فوزي الشعبي كيف لا تتجه مجموعة المستثمرين نحو دولهم الأم لتوظيف الأموال. ويوضح الشعبي من خلال تجربته، أن ما يشتكي منه بعض المستثمرين، كالضرائب وغلاء الأراضي وغير ذلك، موجود في جميع الدول.
يقول الشعبي عن أول مشروع له: "كُلّفت قبل 30 سنة بالإشراف على إنشاء مصنع في تونس، واستفدنا كثيراً من المناخ المنفتح للبلد، كما استطعت خلال أربع سنوات، برفقة عاملين معنا، إنجاز ثلاثة مصانع، ما زالت تعمل إلى اليوم، وتوفر فرص شغل مهمة في الجمهورية، قبل أن أقرر العودة إلى أرض الوطن". ويؤكد الشعبي، لـ"العربي الجديد"، أن أول تجربة له كانت ناجحة بشكل كبير، وفتحت أمامه مجال الاستمرار في تسيير مجموعة من مشاريع مجموعة العائلة الاقتصادية.
وعن استمرار تجربته، وأبرز التحديات التي واجهته خلالها، يحكي الشعبي في معرض حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه ولج مجال الصيد في أعالي البحار منذ مدة، وكان المغرب خلالها يعرف انتشار 300 باخرة لا يملك أي سيطرة عليها، على حد قوله، ولا تعرف مداخيلها أو الكمية التي تصيد. لذلك، يضيف المتحدث ذاته، قرر الملك الراحل الحسن الثاني بأن ترسو تلك البواخر بكل من ميناءي مدينتي "أكادير" و"طنطان"، لكن تخوّف الجميع من مسألة الضرائب، واختار الشعبي، كما يقول، أن يكون أول مستثمر مغربي يقبل هذا المقترح، ما سبب حرجاً لباقي المستثمرين المغاربة في هذا المجال. ويعتبر فوزي الشعبي أن هذه الخطوة تشكل نقطة ضوء كبيرة في تاريخه الاستثماري، حيث إنه قبِل أن تعود بواخر الصيد المملوكة له من موانئ "لاس بالماس الإسبانية" إلى السواحل المغربية.
ويرى فوزي الشعبي أن التجربة الثانية التي يفخر بتعميمها داخل المغرب، هي استقطابه لشهادة الجودة "إيزو"، التي لم تكن معروفة حينها بمختلف إصداراتها. وكان أول مستثمر مغربي يقبل بأن تقوم "إيزو" بتقييم جودة منتجات شركات مجموعة العائلة المستثمرة في المغرب، وكذلك تقييم نوعية الخدمات التي توفرها للعاملين والزبائن. وذلك قبل أن تُقبِل مجموعة من المستثمرين على خدمات "إيزو" للجودة قصد الترويج الجيد لعلاماتهم الصناعية والخدماتية والعقارية.
وعن جدوى الجمع بين صفة رجل السياسة ورجل البزنس خلال توجهه باستثماراته نحو الدول العربية، يشدد فوزي الشعبي على أن الأمر مرتبط بالمناخ السياسي داخل كل بلد. لافتاً الى أن تجربته في هذا الإطار كانت اختياراً عائلياً.
ويبرر هذا الاختيار بالقول: "هناك مجموعة من رجال الاعمال يختارون التواري إلى الوراء، وتكوين لوبي يتحدث باسمهم داخل المجالس التشريعية المحلية والتشريعية، وهذا الاختيار لا يكون دائما سليماً وحميداً. ونحن كعائلة اقتنعنا أن العمل السياسي مهم ومن الداخل".
ويشدد المتحدث ذاته على أن "المؤسسات السياسية في كل بلد في حاجة إلى رجال الأعمال داخل لجانها ومجالسها، لأن هؤلاء يساهمون بأفكارهم في تطوير الأداء، وذلك لمعرفتهم الجيدة بواقع الاستثمار والمناخ الاقتصادي، وكذا "إكراهات" السوق التي تتطلّب إجراءات نابعة من تقييم قريب جداً من الواقع".
وعن نصائح للشباب العربي المقبل على مشاريع استثمارية، يقول فوزي الشعبي: "ليس بالضرورة أن تكون من عائلة غنية كي تصنع ثروة. هناك أشخاص أعرفهم ورثوا أموالاً طائلة من عائلاتهم، لكن خسروا كل شيء في ظرف سنة واحدة. والسبب أنهم لم يستطيعوا توظيف الأموال بشكل ذكي وحكيم".
ويزيد الشعبي: "أنصح الشباب بالبحث عن أفكار متجددة، وفرص استثمار مبتكرة، وعدم التأثر بالرأي العام الذي يحاول تعميم فكرة استحالة تحقيق النجاح داخل مناخات معينة. حتى في دول الحرب يمكن أن تحقق النجاح".
ويستغرب فوزي الشعبي كيف لا تتجه مجموعة المستثمرين نحو دولهم الأم لتوظيف الأموال. ويوضح الشعبي من خلال تجربته، أن ما يشتكي منه بعض المستثمرين، كالضرائب وغلاء الأراضي وغير ذلك، موجود في جميع الدول.