ونقلت تقارير صحافية محلية عراقية أن "الحشد الشعبي" سينظم المؤتمر، الذي يحمل عنوان "شكرا إيران"، لدورها في الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، موضحة أن المؤتمر سيعقد الأربعاء المقبل في منطقة شارع فلسطين، شرقي بغداد.
ويأتي ذلك بالتزامن مع صور تناقلها ناشطون لنائب رئيس المليشيات العراقية المنضوية ضمن ما يعرف "هيئة الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، تظهر وجوده في إيران إلى جانب قيادات الحرس الثوري، من بينهم الجنرال قاسم سليماني، كما أنها تلت إدراج واشنطن للحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، وهو ما قد يفهم منه رسائل من المليشيات العراقية لواشنطن تأكيدا على ارتباطها بطهران.
مصدر أمني عراقي أكد بدوره، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن منطقة شارع فلسطين، التي تضم عددا كبيرا من مقرات المليشيات والأحياء القريبة منها، كالقاهرة والشعب والبنوك، تشهد منذ يومين انتشارا لدوريات تابعة لفصائل "الحشد الشعبي"، مؤكدا أن هذه المناطق شهدت تعليق صور لمقاتلي "الحشد"، وتوزيع منشورات تذكر بمساهمته في الحرب على الإرهاب، متوقعا أن يكون المؤتمر لاستعراض دور إيران، والحرس الثوري تحديدا، في العراق ضمن ما تسميه "الحشد" دور الإيرانيين في قتال "داعش".
ولا يعلم حتى الآن ما إذا كانت للحكومة العراقية صفة مشاركة بالمؤتمر أم لا، غير أن الخبير الأمني العراقي علاء البدراني اعتبر أن مثل هذه المؤتمرات قد تبدو أمرا طبيعيا بالنسبة لـ"الحشد الشعبي" الذي لا ينكر علاقته بإيران، التي قدمت له الدعم طيلة سنوات الحرب على تنظيم "داعش"، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن "كثيرا من فصائل الحشد الشعبي تعتقد أنها جزء من محور (المقاومة) في المنطقة، وأن أي اعتداء على أطراف هذا المحور سيمثل اعتداء عليها".
وتوقع البدراني أن يتضمن مؤتمر الشكر لإيران وقفة تضامنية مع الحرس الثوري، المصنف من قبل الأميركيين بأنه إرهابي، مرجحا أيضا أن يتم رفض الدعوات التي ظهرت أخيرا لحلّ "الحشد الشعبي".
وفي السياق، أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف البناء علي الغانمي، وجود شخصيات تنفذ أجندات خارجية تهدف إلى حل "الحشد الشعبي"، مؤكدا، في تصريح صحافي، أن من لديه موقفا سلبيا من المليشيا "لا يمكن اعتباره جزءا من العملية السياسية".
وقال الغانمي إن لـ"الحشد الشعبي" الدور الأبرز في محاربة تنظيم "داعش"، و"تعبئة الجماهير باتجاه الخلاص من الإرهاب الذي اجتاح العراق"، مضيفا "لولا وجود الحشد لما كان هناك تداول سلمي للسلطة".
استهداف عناصر "داعش"
في غضون ذلك، واصلت القوات العراقية عملياتها ضد أماكن يتواجد فيها عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقالت خلية الإعلام الأمني العراقي إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب نفذت "عملية أمنية نوعية" في منطقة الحويجة بكركوك (شمالا)، موضحة في بيان، أن العملية أسفرت عن مقتل 12 عنصرا من تنظيم "داعش"، بينهم 4 قادة، وتدمير مستودعات بداخلها أسلحة وعتاد ومعدات مختلفة.
وأشارت إلى أن قوة ثانية من جهاز مكافحة الإرهاب نفذت عملية أخرى في مدينة الرطبة بمحافظة الأنبار (غربا)، أسفرت عن اعتقال 12 آخرين من مقاتلي "داعش"، لافتة إلى "اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المعتقلين".