ودعا النائب المسيحي عن كتلة الرافدين عماد يوخنا المرجعية الدينية في النجف إلى إصدار فتوى تحرم هذه التجاوزات التي تصل إلى حد وصفها بـ"التطهير العرقي" و"التغيير الديموغرافي"، بعد تعرض عدد كبير من المسيحيين للاختطاف والتهديد، مؤكداً في بيان أن "رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وعد بوقف الاعتداءات وإعادة الممتلكات لأصحابها، لكنه لم يف بوعوده على الرغم من المناشدات المتكررة من المرجعيات الدينية المسيحية".
اقرأ أيضاً: متنفّذون يستولون على أملاك مسيحيي العراق المهاجرين
وأوضح أن العبادي أغلق الباب بوجه المسيحيين قبل عام، بعد أن اختار وزيراً قال إنه يمثل المسيحيين، على الرغم من بعده عن واقعهم ومعاناتهم.
وحذّر يوخنا في بيان سابق، أمس الجمعة، من تصاعد عمليات الخطف والابتزاز التي تطاول المسيحيين في بغداد، موضحاً أن هذه الظاهرة تصاعدت بشكل ملحوظ، خلال الأيام العشرة الأخيرة، وأدت إلى مقتل اثنين من المخطوفين على الرغم من دفع ذويهم الفدية.
من جهته، أكد بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق، لويس ساكو، عجز أجهزة الدولة العراقية ووزارة الداخلية عن توفير الأمن للمسيحيين، مبيناً خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن المسيحيين ينتشرون في أحياء بغداد الجديدة واليرموك والمنصور والصليخ والدورة ومناطق أخرى متفرقة من بغداد، ولا يتمركزون في مكان واحد أو مجمع سكني معيّن ليتم ضمان حمايتهم من عصابات الخطف والجريمة.
اقرأ أيضاً: الجبوري: نحن أمام دولة لم تستطع تحرير أرضها
وأوضح البطريرك الكلداني أنه مستمر في إجراء الاتصالات بالجهات المعنية للتخفيف من الضغوط والخروق الأمنية التي تتعرض لها الأقليات، مشيراً إلى أن المدنيين في بغداد، بما فيهم المسيحيون في وضع أمني لا يحسدون عليه في ظل انعدام الأمن وضعف هيبة الدولة.
وشهدت الأعوام التي أعقبت الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 هجرة مئات الآلاف من المسيحيين؛ بسبب تعرضهم لتهديدات بالقتل والخطف والابتزاز، وتعرض المسيحيون في بغداد إلى موجة تهديد وتهجير على يد مليشيا "جيش المهدي" خلال فترة العنف الطائفي في العراق عامي (2006 و2007)، وتجددت تلك التهديدات بعد سيطرة تنظيم "داعش" على عدد من المدن العراقية العام الماضي، وتهجير أعداد كبيرة من المسيحيين في الموصل.
اقرأ أيضاً: بطريرك الكلدان: مسيحيو العراق يعيشون أوضاعاً مأساوية