عزت قيادات بمليشيا "الحشد الشعبي" العراقية، اليوم الأربعاء، تراجع قوات الأمن في جبهات القتال في صلاح الدين والأنبار وتقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إلى انشغال الأجهزة الحكومية وقيادات الكتل السياسية بالإصلاحات التي أطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي، بينما قال زعيم مليشيا "بدر"، هادي العامري، إن التنظيم استغل انشغال الأجهزة الأمنية بحماية المتظاهرين وحقق تقدماً في مدينة بيجي.
وقال القيادي في مليشيا "الحشد"، حسين الأمير، لـ"العربي الجديد"، إن "هيئة الحشد الشعبي طلبت، اليوم، من العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي وقادة الفرق والألوية الالتفات إلى مقاتلي الحشد المنتشرين في المدن الساخنة"، مؤكداً أن "قيادات الحشد أبلغوا رئيس الحكومة أن الانشغال بالتظاهرات والإصلاحات التي نتجت عنها أدى إلى إهمال الحشد، ومكّن تنظيم داعش من التقدم والسيطرة على مناطق مهمة".
وأوضح الأمير أن "المتطوعين اضطروا للانسحاب في أكثر من منطقة بعد نقل قطعات الجيش والشرطة الاتحادية التي كانت تقاتل معهم إلى بغداد والمحافظات الجنوبية لحماية المتظاهرين"، لافتاً إلى أن "التظاهر حق مشروع للعراقيين والفساد يضرب جميع مفاصل الدولة، لكن قتال الإرهاب يجب أن يتقدم جميع الأولويات بسبب الخطر الذي يمثله داعش على العراق والمنطقة".
من جهته، قال زعيم مليشيا "بدر"، وزير النقل السابق، هادي العامري، إن "التنظيم استغلّ انشغال الأجهزة الأمنية بحماية المتظاهرين ونفّذ عمليات واسعة وحقق تقدماً في مدينة بيجي بمحافظة صلاح الدين"، مؤكداً أن "عناصر داعش حاولوا احتلال الحقول النفطية بمحافظة صلاح الدين".
وأشار إلى قيام "الحشد الشعبي" بصد هجمات التنظيم التي نفذت على أكثر من محور لسد النقص الذي خلّفه انشغال القوات الأمنية.
وفي سياق متصل، أكد مصدر عشائري محلي لـ"العربي الجديد"، وصول المئات من مقاتلي مليشيا "الحشد الشعبي" إلى أطراف مدينة بيجي للمساهمة في عمليات استعادتها من سيطرة "داعش"، مضيفاً أن الانسحاب المفاجئ للجيش والشرطة من عدة قرى محيطة بالمدينة في وقت سابق أدى إلى هروب مقاتلي الحشد وطلب تعزيزات عاجلة من بغداد.
ولفت إلى قصف عناصر التنظيم للأحياء الجنوبية والغربية التي تضم تجمعات "الحشد" بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون لإجبارهم على مغادرتها، مشيراً إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في معارك الأيام الماضية.
من جهة أخرى، أكد زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، أن التظاهرات التي يشهدها عدد من المدن العراقية لم تكن عفوية بسبب وجود بعض الجهات التي عبأت الجماهير من خلال السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مبيّناً أن الأجهزة الحكومية التي تديرها الأحزاب الاسلامية لم تكن بمستوى المسؤولية.
وقال الخزعلي في كلمة متلفزة، إن بعض المتظاهرين رفعوا شعارات معادية للإسلام وتسببوا بخلق بعض المشاكل، مضيفاً أن تلك الشعارات كانت كلمة حق أريد بها باطل، مشيراً إلى أن التغييرات التي أجراها العبادي في الكابينة الوزارية لا تزال تابعة لأطراف سياسية معروفة ولم تعالج الخلل في الوزارات الأساسية.
اقرأ أيضاً: "داعش" يحاصر 250 ألف عراقي في الأنبار