وعزا التجمع دعوته إلى مواكب اليوم، إلى استعجال إكمال هياكل السلطة الانتقالية، بما فيها بناء حكومات الولايات بتعيين حكام مدنيين خلفاً للعسكريين الذين عيّنهم المجلس العسكري المحلول، وتشكيل مجلس تشريعي انتقالي يقوم بمهام الرقابة والتشريع، عدا عن تشكيل مفوضيات مستقلة حددتها الوثيقة الدستورية التي يجري حكم البلاد وفقها حالياً.
وأكد التجمع، في بياناته التي صدرت خلال الأيام الماضية، أنّ مثل تلك الخطوات "ستساهم في تفكيك النظام السابق، وإعطاء الصبغة المدنية للحكم، فضلاً عن علاج أزمات أمنية واقتصادية فشل الحكام العسكريون في حلّها طوال نحو 10 أشهر من تعيينهم".
ووصلت المواكب الجماهيرية التي تحركت من نقاط مختلفة في العاصمة الخرطوم، إلى مقر مجلس الوزراء، ليبدأ المحتجون في ترديد شعارات الثورة، والقصاص لدم الشهداء، مع رفع شعارات تدين استمرار الحكام العسكريين.
من جهتها، أغلقت الشرطة عدداً من الشوارع الداخلية المؤدية إلى القصر الرئاسي، بينما راقبت الشرطة المواكب من مسافات بعيدة دون أن تتدخل، وأدت المسيرات إلى حدوث زحمة مرورية وشلل في منطقة وسط الخرطوم.
وقاطع عدد من الأحزاب السياسية ولجان المقاومة الشعبية الموكب، اعتراضاً على مبدأ الضغط على حكومة شكلتها "قوى إعلان الحرية والتغيير"، ما يعني إتاحة الفرصة للمتربصين بالثورة.
و"تجمّع المهنيين السودانيين" تحالف لنقابات لم يكن نظام عمر البشير المعزول يعترف بها، وهذا التحالف هو الذي قاد الحراك الثوري السوداني، الذي تُوِّج بإطاحة البشير بعد دخول التجمع في تحالف عريض مع مكونات سياسية ومدنية أخرى، أبرزها "نداء السودان"، و"التجمع الاتحادي"، و"قوى الإجماع الوطني"، وكل ذلك تحت راية تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير".