هنا تجد عشرين فتى وطفلا يرقصون على إيقاع طبول عنيفٌ قرعها، ليحيوا تقليداً أدرج العام الماضي على قائمة منظمة اليونيسكو، بعدما كان على مدى قرون طويلة طقساً مقدّساً في مملكة موحّدة تحوّلت في التاريخ الحديث إلى بلد مزّقته الصراعات الدامية.
تعمل هذه الفرقة في تلة غيشورا شرق بوروندي، وتحمل اسمها، ويقودها انتيم بارانشاكاج، الذي كان عازف الطبل بالبلاط في زمن الملكية، وعمره اليوم 79 عاماً.
تقول الأساطير المتواترة شفهياً إنّ ظهور الطبل تزامن مع ظهور الملكية جنوب شرق البلاد، وأنّ "نتار الأول" تقدّم غازياً من الجنوب إلى الشمال بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، وتوقّف في مرتفعات "نكوما"، حيث قتل ثوره وبسط جلده على الأرض، فخرج ثعبان مقدّس وقرع برأسه الجلد وصدر منه صوت الطبل.
مع وصول المبشرين إلى البلاد في زمن الاستعمار البلجيكي، الذي استمر حتى عام 1962، جرى "تحديث" الطبل واستخدامه لغايات متعددة، مثل الإعلان عن موعد القداس أو موعد بدء الدراسة. ومع أن عهد الملكية انقضى منذ عقود، إلا أن الراقصين ما زالوا يؤدون في رقصاتهم حركات وانحناءات كانت تؤدّى تحية واحتراماً في حضرة الملوك.