بثت قناة "الشروق نيوز"، الجزائرية، مناظرة تلفزيونية ساخنة، بين كاتب يساري وزعيم إسلامي، أثارت الجدل حول عدد من القضايا الخلافية في الوسط الثقافي الجزائري، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، ولاقت، بحسب موقع "الشروق تي في"، نسب مشاهدة عالية.
جاءت المقابلة على حلقتين ضمن برنامج "هنا الجزائر"، والضيفان هما الروائي رشيد بوجدرة، وهو من الكتّاب الشيوعيين الذين ينزعون إلى الإخلال بالنظام الجاهز وهدم السائد، ورواياته يكتبها باعتبارها خطابا كاشفاً للمستور بلغة متمردة ومشاكسة، والضيف المقابل هو رئيس حركة مجتمع السلم السابق، بوجرّة سلطاني.
وأكد بوجدرة -المعروف بطبعه الحساس والمزاجي- أنه يساري الفكر منذ قرابة 60 سنة، ويستحيل عليه تغيير قناعته، ولكنه في الوقت نفسه، هو الروائي الأكثر دفاعا عن الإسلام المعتدل، غير أنه يهوى الحريات وكسر التابوهات، وهو الكلام الذي لم يعجب سلطاني واتهم هذه الحرية بـ"العفونة".
من جهته، تطرق سلطاني الى الدولة الإسلامية التي تثير جدلا وتخوفا، واعتبر ان الرضى بالإسلام دينا لا بد سيوصل الى تطبيق الشرائع، مع منح الأقليات الدينية كامل حقوقها. وهاجم المسؤولين قائلا ان "العديد من المسؤولين (هواهم شيوعي)"، ليؤكد بوجدرة بالمقابل أن الذين يطالبون بالدولة الإسلامية، لوّثتهم السياسة، بعكس اليساريين. واستشهد بما حصل معه شخصيا، عندما رفض المنصب الوزاري لأنه يدرك أن المنصب الحكومي يدمر رؤاه وقناعاته الفكرية. ورد على دعوة التوبة له من سلطاني بقوله "لست شاذا لأتوب".
مع النساء وضد الوزيرة
وأثنى بوجدرة على وجود سبع وزيرات في الطاقم الوزاري، غير انه لفت الاهتمام بهجومه على وزيرة الثقافة السابقة، خليدة تومي، وهو الذي كان من المقرّبين منها لدرجة نعتها بعبارة "الوقحة "، مما دعا الشاعر عادل صياد إلى أن يكتب في صفحته في "فيسبوك": "الروائيّ الذي استفاد كثيرا من مرحلة خليدة تومي، نشراً وعضويات ٍ مدفوعة الأجر لمختلف اللجان، ودعوات شخصية لمآدب الغذاء والعشاء منْ باب التقدير والتبجيل والاحتفاء، يصفُ وليّة نعمته بعد مغادرتها الوزارة والمنصب بالـ (وقحة). سلوك لا يليق بكاتب كبير حيال مواطنة جزائرية أيّا كانَ مستواها وأداؤها وسلبياتها، وهي أمور نسبية في الحكم على الاشخاص".
وتوالت تعليقات المشاهدين على المناظرة بموقعي يوتيوب وفيسبوك، فحفل بعبارات مثل: "يظهر لي أن بوجدرة وفيّ لمبادئه وقناعاته، لأنه رفض كعكة الوزارة، أما أبوجرّة فذاق من عسل الوزارة، وسكن نادي الصنوبر، ومشى بالحرس الشخصي والسيارات المصفحة ذات الأضواء الكاشفة. أظن أن الإسلامي الحقيقي هو بوجدرة". وتعليق آخر ضده يقول: "رجل مريض بالإلحاد، ولا يستيقظ منه حتى يجد نفسه أمام خالقه وأمامه". "الفرق بين بوجدرة وبوجرّة هو حرف الدال، لكن من المعروف ان الجدرة تكسر الجرة وليس العكس".
ولخص محمد اميور المناظرة في تعليقه على "فيسبوك" بهذه العبارات :"أفضل تعليق على مناظرة بوجرّة مع بوج(د)رة: - شيْخُ الشيوعيِّين "بوجِدْرَة "يقول لشِيخ "الاسلامَويِّين":
أنتمْ من أفسدَ نُكْهةَ "البُولِتيك" بالطمَع، والجرْيِ وراءَ المغانِم الشخْصِيَّة لِتأْخُذوها تحت رايةِ "المارِيكانْ".!
نقد بموسيقى الراب
ومن التعليقات: انتهَى الحوارُ اللاذِع بشدِّ الأيْدِي بين العدُوَّيْنِ اللّدُودَيْنِ التّقليدِييْنِ الذي بثّتهُ قناة "الشروق" في برنامج "هنا الجزائر"، على ايقاع "عفا اللهُ عمّا سلف"، وكلاهما يتمنّى إصلاحات دستوريّة تجمع شمْل "الأحمرِ" و"الأخضر" لابتِزاز ما تبقَّى مِنْ شعْبٍ ضائع بين يسارٍ مدْسوسْ ويمِينٍ مغشوشْ!".
وحتى فنان الراب كريم الكانغ، دخل على خط الهجوم على بوجدرة، في أغنيته الجديدة "سياسة الاستحمار" التي لاقت ما يزيد على 120 ألف مشاهدة في أقل من 48 ساعة على موقع "اليوتوب"، علما بأن الأغنية تنتقد شخصيات معروفة أخرى، مثل، نورية حفصي رئيسة اتحاد النساء الجزائريات، وابنة الشيخ العربي التبسي. وجاء في المقطع الذي خصصه الكانغ لبوجدرة: "كي الكاتب رشيد بوجدرة اللي قالها بـ FIERTE انتهاك الصيام خطوة في LA LIBERTE .