وحذر نائب رئيس مجلس الوزراء الأردني السابق جواد العناني، خلال كلمته في المنتدى الذي بدأ اليوم السبت ويستمر حتى غد الأحد، من خطورة استمرار الأزمة الخليجية، وتأثير فشل التوصل إلى حل سياسي لها، على الأوضاع الاقتصادية والاستثمارات في المنطقة.
وقال إنه "لن يكون هناك منجى لأحد إن استمرت الأزمة الخليجية وطالت، وانعكاساتها ستكون خطيرة ليس على الدول الخليجية فحسب، بل على الدول العربية المجاورة أيضا".
ووفق العناني، فإن استمرار الأزمة الخليجية "سينعكس سلبا بالضرورة على اقتصادات دول المنطقة وعلى الاستثمارات والتبادلات التجارية"، وسيؤدي لزيادة معدلات البطالة في دول المنطقة العربية.
وفي الوقت الذي لفت فيه المصدر نفسه إلى نجاح قطر في امتصاص صدمة الحصار، "حيث أظهرت قدرة واستجابة عالية، لمواجهته"، إلا أنه دعا إلى "ضرورة تنويع الصناعات المرتبطة بالغاز مثل الحديد والألمنيوم والبتروكيماويات، خاصة وأن الدوحة حققت فيها نجاحات كبرى".
من جهته، اعتبر الباحث الكويتي عبد الله الشايجي، أن ثمة بعدا أميركيا داخليا في الأزمة الخليجية، وقال إن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت الى إطالة الازمة الخليجية هو الحسابات الخاطئة بأن "قطر سوف ترضخ وتغير سلوكها وتتبع التعليمات، خلال فترة وجيزة وهو ما ثبت خطأه".
وقال الشايجي إن أهمية الوساطة الكويتية، أنها "تعتبر استمرار مجلس التعاون الخليجي أولوية لدولة الكويت، فيما تعتبر الوساطة الأميركية جزءا من المشكلة، فالأزمة الخليجية تحمل في ثناياها بعدا داخليا أميركيا، وهي تعكس صراع الدولة العميقة هناك، حيث لم تستخدم الولايات المتحدة نفوذها لحل الأزمة الخليجية، بل هي استفادت من صفقات بيع الأسلحة بشكل فاق التوقعات، حيث زادت نسبة مبيعات الأسلحة لواشنطن 25 بالمائة، منها 10 بالمائة للسعودية".
ولفت الباحث الكويتي إلى الأزمة الخليجية، تعدت في خطورتها أزمة 2014، وتعدت مرحلة "حب الخشوم"، حيث بدأت الشعوب الخليجية تعاني جراء هذه الأزمة، مبيناً أن" الوساطة الكويتية تراوح مكانها وتعاني من مشكلة عدم وجود الخطة "ب"، لحل الأزمة، والموقف الأميركي غير الحاسم، تجاهها، والحملات الإعلامية من طرفي الأزمة في الإعلام الرسمي وفي مواقع التواصل الاجتماعي".
يضاف إلى ذلك حسب الشايجي، "الاتهامات المتبادلة باختراق الأجواء وترويج دول الحصار لشخصيات هامشية والمبالغة بوجود معارضة قطرية، واستخدام مراكز دراسات وأبحاث ومراكز إعلامية، ونقل الصراع إلى الخارج".
وأوضح أن الولايات المتحدة "لم تصل إلى قناعة من الأزمة الخليجية تؤثر على مصالحها محذراً من دخول مجلس التعاون الخليجي في حالة شلل، تشبه الاتحاد المغاربي، الذي لم تعقد الدول المغاربية المؤسسة لها اجتماعا لها منذ إنشائه".
من جهته، تحدث الباحث ماجد الأنصاري عن التداعيات الإنسانية والاجتماعية للأزمة الخليجية، وما تعرضت له شعوب المنطقة من آثار مدمرة كانفصال الأسر وقطيعة الرحم، فضلا عن خسائر كبيرة في الأموال.
وكانت الجلسة الأولى للمنتدى قد بحثت أيضا الأزمة الخليجية وأخلاقيات العمل السياسي، حيث لفت الباحث اليكسي ابراهام، إلى "اكتشاف الأنظمة العربية بعد ثورات الربيع العربي، أهمية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفعها إلى تشكيل الجيوش الإلكترونية، للتلاعب بها من خلال خلق حسابات مزورة تهدف للتأثير على الرأي العام".
وعرض ابراهام لعدد من التغريدات التي تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأزمة الخليجية، وخاصة على موقع التدوين المصغر " تويتر"، حيث بين أنها تغريدات مزورة، مصدرها الجيوش الإلكترونية لدول الحصار. وقال إنه ثبت من خلال التواصل مع إدارة "تويتر"، أن 70 بالمائة من الحسابات على "تويتر" ممن أنشئت بعد الأزمة الخليجية، أو أثناءها، هي حسابات مزورة، حيث استخدمت هذه الحسابات ضد قطر وأميرها (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) ومسؤوليها ومؤسساتها وقنواتها الإعلامية.
كما بحث المنتدى الاصطفافات الجديدة في الشرق الأوسط، حيث عرض الباحث عبد الوهاب القصاب لقضية التنافس على الموانئ والمنافذ وانعكاساتها على أزمات الشرق الأوسط.
وتحدث الباحث مروان قبلان عن خريطة التحالفات على الساحة السورية وتدخلاتها الإقليمية والدولية، وقدم الباحث محمد مختار الشنقيطي، ورقة عن صراعات النفوذ في منطقة القرن الأفريقي.
وعرض المنتدى كذلك التحديات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث ناقش مستقبل الجيوش النظامية وتحدياتها، والجماعات الإرهابية ومرحلة ما بعد داعش، والمهددات الأمنية في ظل النزاعات المسلحة، شارك فيها كل من يزيد الصايغ، عمر عاشور، صبحي ناظم توفيق.