تستضيف العاصمة الروسية موسكو غداً الإثنين، فعاليات المنتدى السوري - الروسي الاقتصادي الذي يعد الأكبر من نوعه، والذي يعقد بين البلدين بمشاركة 281 رجل أعمال روسياً مقابل 120 رجل أعمال سورياً.
وقال أستاذ الاقتصاد السوري، عبد الناصر الجاسم، إن المنتدى هو حلقة ضمن سلسلة الرشى السياسية السابقة لبقاء الأسد في السلطة، كمشاريع استثمار الطاقة والقروض وصفقات الأسلحة، مقللاً من فاعلية الوفد السوري، لأنهم برأيه شركاء النظام ومحللون شرعيون وشهود زور لشرعنة وجود الشركات الروسية في سورية.
ويضيف الخبير السوري والأكاديمي بجامعة ماردين التركية لـ "العربي الجديد" أن المنتدى يأتي بالتوازي مع التحركات الروسية لبسط سيطرتها على الأرض والاقتصاد السوري، فيما يشبه التسابق مع الولايات المتحدة التي استحوذت على مناطق النفط والغذاء شمالي غرب سورية، متوقعاً أن يخرج الملتقى باتفاقات "كارثية" تمكن الشركات الروسية من الدخول في قطاعات الطاقة وإعادة الإعمار.
ويتساءل الجاسم، ماذا يمكن أن يستثمر السوريون في روسيا، وفي المقابل: ماذا يمكن أن يستثمر الروس بسورية، وما هي الصناعة المتطورة في روسيا لتصدرها إلى سورية، إذ وعلى الرغم من التحكم الروسي بالقرار السوري، لم يزد حجم التبادل التجاري السوري الروسي، وبعد جميع الاتفاقات والوجود الروسي بسورية، عن 550 مليون دولار، بحسب تصريحات رئيس مجلس رجال الأعمال السوري - الروسي سمير حسن، في حين أن الأرقام الرسمية تشير إلى حجم تبادل بنحو 180 مليون دولار نهاية العام الماضي.
وحسب الأكاديمي السوري الجاسم فإن المنتدى يسعى إلى تحقيق مسألتين، الأولى دخول الشركات الروسية لسورية بشكل قانوني وبشراكات مع بعض شركاء الأسد، والثاني، وهو الأهم، استرجاع الأموال التي دفعتها روسيا لقتل السوريين وإبقاء النظام في السلطة، وذلك عبر الاستثمار بقطاعات مضمونة الربح وسريعة العائدية، كمشاريع الطاقة والبناء.
وكانت شركات روسية عدة قد دخلت سورية مؤخرا، منها "ستروي ترانس غاز" التي بدأت بأعمال الصيانة لمناجم "الشرقية وخنيفيس" للفوسفات التي تعد الكبرى في سورية والقريبة من مدينة تدمر الأثرية وسط سورية، بعد أن قامت الشهر الماضي ببناء محطة لمعالجة الغاز على الأراضي السورية، بالإضافة إلى توليها بناء محطة أخرى لمعالجة الغاز بقدرة 1.3 مليار متر مكعب سنوياً.
ويعتبر قطاعا النفط والكهرباء الأكثر تضرراً من جراء الحرب في سورية، إذ تبلغ الخسائر في قطاع النفط، بحسب بيانات سورية رسمية، أكثر من 65 مليار دولار، كذلك تزيد خسائر قطاع الكهرباء عن 800 مليار ليرة.
ويأتي المنتدى الاقتصادي السوري الروسي بعد اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين التي عقدت بسوتشي الروسية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أبرمت خلالها روسيا اتفاقات عدة مع نظام بشار الأسد، في مقدمتها مشروعات تأهيل النفط والكهرباء واتفاقية تسهيل جمركية بدأ تطبيقها مطلع عام 2018.
وقال رئيس مجلس رجال الأعمال السوري الروسي، عن الجانب السوري سمير حسن، إنّ الاستعدادات انتهت لعقد المنتدى الاقتصادي السوري الروسي الذي سيكون بمثابة منصة حقيقية للانتقال بالتعاون الاقتصادي بين البلدين خطوات مهمة إلى الأمام، وبما يلبي العلاقات السياسية المتطورة بين البلدين.
وأشار حسن، خلال تصريحات صحافية، إلى أن الملتقى سيحدّد شكل التعاون الذي يمكن أن يتجه إليه القطاع الخاص، إذ سيعرض الجانب السوري في الملتقى الفرص الاستثمارية ومحفزات العمل في سورية خاصة للمستثمرين الروس.
(الدولار= 465 ليرة سورية).