علمت "العربي الجديد" من مصادر معارضة مطلعة، أن روسيا أرجأت موعد انعقاد الجولة الثانية من "منتدى موسكو التشاوري" إلى ما بعد انعقاد "مؤتمر القاهرة" الخاص بالمعارضة السورية.
وكان من المزمع عقد الجولة الثانية من "منتدى موسكو" بداية الشهر المقبل، قبل أن تنقل وسائل إعلام عن لسان مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي نعومكين، أن اللقاء تم تأجيله من دون تحديد موعد له، في حين ما زال الحديث يدور عن 17 أبريل/نيسان كموعد مبدئي لعقد مؤتمر القاهرة.
وذكرت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، أن "نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية هيثم مناع قام بزيارة غير معلنة إلى موسكو بدعوة رسمية، يوم الثلاثاء الماضي، في ظل ما يقول معارضون سوريون إنه "استمرار لمحاولات تكبير الوزن السياسي" لهيثم مناع، ما قد يدفعه إلى تأسيس كيان جديد "معارِض" يشكك كثيرون في إمكانية أن يشكل حالة حقيقية في الوسط السوري المعارِض.
إقرأ أيضاً: معارضة الداخل في سورية: مبادئ حل تحت سقف النظام
وكان "منتدى موسكو" قد انعقد نهاية الشهر الماضي بحضور شخصيات من المعارضة وخصوصاً هيئة التنسيق، وأخرى مقربة من النظام، إضافة إلى وفد عن النظام منخفض التمثيل، رأسه المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وأعلن في ختامه عبر نعومكين مدير الجلسات عشر نقاط قال إنها توافقية، إلا أن أياً من المشاركين لم يُوقّع عليها.
وغاب عن منتدى موسكو كل من الائتلاف الوطني وتيار بناء الدولة السورية، اللذين كانت لديهما اعتراضات على شكل المنتدى وصيغ الدعوات.
وعلمت "العربي الجديد"، من مصادر مسؤولة داخل هيئة التنسيق، أن الفترة الماضية شهدت خلافات داخل هيئة التنسيق الوطنية، بين جناحين رئيسيين، الأول يتزعمه هيثم المناع ومن خلفه المستقلون، وهم يشكلون نحو 60 في المائة من عدد أعضاء الهيئة، في حين يتزعم الجناح الثاني أحمد العسراوي من حزب الاتحاد الاشتراكي وصفوان عكاش من حزب العمل الشيوعي، وخلفهم عدد من الأحزاب، في حين تنأى الأحزاب الكردية عن هذا الصراع، محاوِلةً لعب دور وسطي يخدم قضيتها الكردية التي تتصدر أولوياتها.
وظهرت هذه الخلافات عبر وسائل الإعلام، إذ اتهم عضو المجلس المركزي وأمين سر مكتب الشباب في الهيئة مرام داوود، المقرب من مناع، لقاء باريس الذي جمع وفد من الائتلاف المعارض مع وفد من هيئة التنسيق على رأسه عكاش وعسراوي ورئيس فرع المهجر في الهيئة خلف داهود، بأنه ضرب لمؤتمر القاهرة تحت رعاية الاستخبارات الفرنسية.
كما تم تسريب معلومات من داخل الهيئة، نُشرت في وسائل إعلام محلية معارضة، أن هناك اتصالات تتم بين سمير سعيفان وداهود، بهدف إنشاء تكتل ديمقراطي ينتمي للائتلاف، في حين أفاد مصدر مسؤول في الهيئة أن داهود أبلغ السفير الأميركي في باريس أنهم "سينضمون" إلى الاتحاد الديمقراطي في الائتلاف.
وتدور في أروقة هيئة التنسيق أحاديث عن أن المستقلين قد يعلنون انسحابهم من الهيئة ويقومون بتشكيل كيان سياسي خاص بهم، في حين لا تزال استقالة مناع على طاولة المكتب التنفيذي منذ أسابيع، ويدور تفاوض داخلي في محاولة لإقناع مناع بالتراجع عن استقالته، لكن الأخير يطالب بعدد من التعديلات الداخلية وآليات العمل، من بينها إعطاء حصة أكبر من القيادات للمستقلين وخصوصاً الشباب، علماً أن المستقلين اليوم لهم 50 في المائة من القيادات.
وعلمت "العربي الجديد" أن وفدي هيئة التنسيق والائتلاف المعارض في باريس اتفقا على اعتماد بيان جنيف وقرارات الشرعية الدولية، الأمر الذي قوبل بعدم موافقة هيئة التنسيق في اجتماع طارئ عقدته في دمشق، وتم تأجيل إصدار قرارها النهائي لحين عقد اجتماعها الدوري المقرر يوم السبت المقبل، وتم تعليل عدم الموافقة نتيجة إغفال إعلان القاهرة ولجنة المتابعة.
وذكر مصدر مسؤول في الهيئة أن هذا الاتفاق خطوة إلى الوراء لأنه يُشكّل تنازلاً عن ورقة الـ16 نقطة المتوافق عليها سابقاً وخارطة الطريق، معتبراً أنه يصب في ضرب مؤتمر القاهرة.
يشار إلى أن لجنة التواصل للقاء القاهرة التشاوري، تُجري العديد من الاتصالات مع القوى السياسية السورية، والدول ذات العلاقة في محاولة لإنجاح المؤتمر، بهدف خلق توافق جامع لأكبر عدد من أطياف المعارضة السورية، يشكل وفداً وازناً يسمح له بالمشاركة الفاعلة في مفاوضات جنيف.