أكد منسق حركة "لا تلمس جنسيتي" الزنجية الموريتانية، وان بيران، اليوم الاثنين، بأن حركته لا تطالب بحكم ذاتي في مناطق الجنوب الموريتاني، كما أنها ضد الدعوة لانفصاله، مضيفاً: "إلا أننا نؤكد أهمية تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير فرص متكافئة بين مختلف أبناء الشعب الموريتاني في مختلف جوانب الحياة العامة".
وطالب بيران، في مقابلة لوكالة "الأناضول"، بمحاسبة المسؤولين عن قمع مسيرة للزنوج في العاصمة الموريتانية نواكشوط في شهر أبريل/ نيسان الماضي.
واتهم بيران، السلطات الموريتانية بـ"التركيز على الحلول الأمنية لمواجهة مشاكل المواطنين"، نافياً تورط حركته في أعمال شغب عقب فض المسيرة في الشهر الماضي، وقال: إن هذا اتهام باطل ولا أساس له، ودرج عليه الأمن الموريتاني.
وكان عشرات الزنوج من أهالي وأبناء ضحايا أحداث عنف عرقية وقعت في موريتانيا عام 1989 خرجوا في مسيرة راجلة، من مدينة بوغي، التي تبعد عن العاصمة 400 كيلو متر، في 25 أبريل/نيسان الماضي، قبل أن يصلوا إلى نواكشوط، وحاولت قوات الأمن إثناءهم عن الدخول إلى المدينة، إلا أن المنظمين رفضوا ذلك، ففرقت قوات الأمن المسيرة بالقوة.
ورداً على سؤال عن لقائه الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، لفت بيران، إلى أن الحركة تلقت طلباً من الرئيس ولد عبد العزيز، يُعبر فيه عن رغبته في الاستماع إلينا، واتسم اللقاء بالصراحة، إذ عبرت له فيه عن مخاوف الزنوج الموريتانيين، وخاصة العائدين، من تنامي حالات التهميش في حقهم، وعدم اهتمام الدولة بدمجهم في الحياة الوظيفية والحياة العامة.
وأكد بيران، بأن اللقاء تطرق الى قضية الإحصاء السكاني، الذي أطلقته السلطات قبل سنتين: رصدنا في الحركة حالات كثيرة على عموم التراب الموريتاني، تم بموجبها رفض إحصاء بعض الزنوج الموريتانيين والتشكيك في هويتهم.
وقال بيران: التزم ولد عبد العزيز، تسوية هذه المشاكل، وأضاف: أهم ما لمسناه من تجاوب لحد الساعة تغييرُ رؤساء بعض مراكز الإحصاء على مستوى نواكشوط ممن لدى الحركة تحفظات على تعاطيهم مع الزنوج، بالإضافة الى فتح مكاتب إحصاء في بعض الدول التي توجد فيها جاليات ذات كثافة كبيرة من الزنوج الموريتانيين، كالولايات المتحدة الأميركية وبلجيكا.
وينقسم المجتمع الموريتاني عرقياً إلى مجموعتين: عرب وزنوج، وتنقسم المجموعة العربية إلى عرب بيض (البيظان) وعرب سمر (الحراطين)، وتضم المجموعة الزنجية ثلاثة مكونات هي البولار والسونيكي والولف.
وشهدت أواخر ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي أحداثاً بدأت عادية، ولكنها سرعان ما تطورت بشكل لافت إلى "فتنة عرقية"، قتل خلالها كثير من الموريتانيين عرباً وزنوجاً وهُجر عشرات الآلاف من الزنوج الموريتانيين إلى السنغال ومالي، كما هُجرت أعداد مشابهة من الموريتانيين العرب من السنغال إلى موريتانيا.