منشورات لـ"داعش" في السليمانية: سنفتح كردستان العراق

14 نوفمبر 2016
الأمن اعتقل نحو 9000 مشتبه بصلتهم بتنظيم "داعش"(العربي الجديد)
+ الخط -

أفاد مسؤول حكومي بكردستان العراق، اليوم الإثنين، أنه عثر على منشورات دعائية لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في موقعين على الأقل في مدينة السليمانية، التابعة للإقليم، كاشفاً عن "وجود أشخاص متعاطفين مع التنظيم ترصدهم الأجهزة المختصة".

وورد بمنشورات كتبت بخط اليد، وتحمل شعار "داعش"، إن "الدولة الإسلامية في السليمانية وفي أي مكان في العالم. سنفتح بفضل الله كردستان"، وظهر في خلفية الصورة مبنى أحد الفنادق الراقية يطلق عليه "غراند ملينيوم".

ويعود تاريخ التقاط الصور إلى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد تم نشرها في موقع التواصل "فيسبوك" بحساب اسم مستعار يحمل اسم "أبو سوران الكردي".

وأوضح صاحب الحساب، أن من سماهم "الإخوة في تنظيم الدولة" بمدينة السليمانية "هم من التقطوا الصور".

ويعمل تنظيم "داعش" على نشر بعض بياناته وتسجيلاته الصوتية والمصورة باللغة الكردية، إلى جانب اللغات الأخرى، كما أنه كان يخصص قسماً من وقت البث في إذاعته، التي كانت تعمل في الموصل، ويصل بثها إلى بعض مناطق إقليم كردستان، باللغة الكردية، كذلك هناك بعض الحسابات والصفحات على مواقع التواصل تنشر التغريدات والمشاركات بالكردية.

وقال مسؤول العلاقات بوزارة الأوقاف في الإقليم، مريوان النقشبندي، معلقاً على الموضوع: "لدينا معلومات بوجود أشخاص في إقليم كردستان يدعمون "داعش" علناً باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ويقدمون الدعم للمسلحين، وينشطون من داخل كردستان وخارجها".

وأوضح النقشبندي، في تصريح صحافي: "الأشخاص الذين يقدمون الدعم لـ"داعش" وينشرون بياناته ومنشوراته أكثرهم يتواجدون في محافظة السليمانية". وكشف عن قيام وزارة الأوقاف بمتابعة أولئك الأشخاص، مضيفاً: "هناك لجنة حكومية مختصة تقوم بجمع الأدلة التي تدينهم، والآن لدينا أدلة كافية لتقديمهم للقضاء ومعاقبتهم".

وتابع أن "اللجنة التي تتابع الموضوع تضم وزارات الأوقاف والثقافة والداخلية والبشمركة، وبدأت بالعمل على هذا الملف منذ سنة ونصف، وقد استطاعت جمع الأدلة الكافية ضد أولئك الأشخاص الأكراد، سواء الموجودين في إقليم كردستان أو خارجه، والذين يدعمون عبر مواقع التواصل تنظيم "داعش"".

ولفت النقشبندي إلى أن "محاكم محافظة السليمانية لم تتعاون بشكل جيد في هذا الموضوع لبدء تحقيقات جادة حول القضية"، داعياً إلى "اتخاذ إجراءات قانونية ضد المتورطين بالتعامل ودعم تنظيم "داعش"، لأنهم يشكلون تهديداً على الأمن في كردستان، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وليس عبر المساجد والمراكز الدينية كما كان في السابق".


وتنشط الأجهزة الحكومية في كردستان بشكل كبير منذ 2014 بهدف منع تنظيم "داعش" من إنشاء خلايا سرية له والوصول إلى مواطني الإقليم لكسب تعاطفهم، وتمكن الأمن من الحد، بنسبة كبيرة، من التحاق مواطني الإقليم بالتنظيم العام الحالي، بعدما كان نحو 500 من مواطنيه قد التحقوا فعلاً بـ"داعش" وقاتلوا في صفوفه.

وأشارت تقارير حكومية إلى أن "القسم الأكبر من عناصر "داعش" من الأكراد قتلوا، إما على يد قوات البشمركة، أو من تنظيم "داعش" نفسه بسبب شكوك في ولائهم له".

وعقب اتساع العمليات العسكرية للقوات العراقية وقوات البشمركة شمال العراق هذا العام، ونزوح الآلاف من أهالي تلك المناطق إلى مخيمات تحت سيطرة الإقليم، رصدت الأجهزة الأمنية بالإقليم العشرات من عناصر "داعش" كانوا قد وصلوا مع النازحين، وتقوم محاكم الإقليم باتخاذ إجراءات بحقهم.

وكشف نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية بحكومة كردستان، ديندار زيباري، في تصريح صحافي في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن اعتقال الأجهزة الأمنية نحو 9000 مشتبه بصلتهم بتنظيم "داعش" دخلوا إلى الإقليم من خلال مخيمات النازحين، وعرفوا أنفسهم بكونهم "هاربين من المعارك".

وأشار زيباري إلى أن الأجهزة المختصة أنهت عمليات التحقيق مع 450 من المعتقلين، تم خلالها تبرئة 200 شخص، فيما صدرت أحكام مختلفة بحق 100، والباقون أحيلوا في انتظار إصدار أحكام بحقهم.