ولم تقتصر كلمة بوتين خلال الجلسة العامة للمنتدى على القضايا المتعلقة بمنطقة القطب الشمالي، بل تطرق أيضا إلى العلاقات الروسية الأميركية، مؤكدا على استعداد روسيا لاستئناف الحوار حول قضايا نزع السلاح، والعقوبات الغربية بحق روسيا التي تؤثر سلبا على الاستثمار في القطب الشمالي، وضرورة الاستخدام الفعال للموارد الداخلية للاقتصاد الروسي.
ولم يبق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هو الآخر بمنأى عن القضايا الجيوسياسية في منطقة القطب الشمالي، مؤكدا أن روسيا لا تهدد أحدا في تلك المنطقة، معربا في الوقت نفسه عن أسفه لتجميد آلية عقد اجتماعات سنوية لرؤساء هيئات أركان الدول الأعضاء في مجلس القطب الشمالي.
من جهتها، كشفت وزارة تنمية الشرق الأقصى ومنطقة القطب الشمالي الروسية عن حزمة تضم أربعة مشاريع قوانين من شأنها تأسيس منظومة جديدة من الامتيازات للمشاريع الاستثمارية في تلك المنطقة الشمالية، على ألا تقل قيمة الاستثمارات في كل مشروع عن 5 ملايين روبل (حوالي 80 ألف دولار) لكل مشروع ولمدة ثلاث سنوات.
وإلى جانب المسؤولين ورجال الدولة، يشارك في المنتدى ممثلون عن 300 شركة روسية و46 أجنبية لمناقشة قضايا صيد الأسماك واستخراج الثروات المعدنية في منطقة القطب الشمالي والطريق البحري الشمالي الذي من المنتظر أن يختصر الطريق من الصين واليابان إلى موانئ شمال أوروبا. وسبق لبوتين أن وجه بزيادة حركة الشحن بمقدار عشرة أضعاف، أي إلى 80 مليون طن، عبر الطريق البحري الشمالي بحلول عام 2024.
وبدورهم، يقدم العلماء اختراعاتهم التي من شأنها تخفيف متاعب الحياة في مناطق أقصى الشمال، بما فيها أسلاك تتيح إيصال الإنترنت فائق السرعة إلى منطقة القطب الشمالي.
ومع ذلك، لا يخلو التوسع الروسي في منطقة القطب الشمالي من دوافع عسكرية، إذ ذكّرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" في عددها الصادر اليوم، بأن روسيا تعزز قدراتها الدفاعية في الشمال منذ عام 2008، كما تنص خطة مجلس الأمن الروسي على إقامة أكثر من 200 موقع عسكري وعشرة مطارات، ونشر ما يصل إلى 20 منظومة للدفاع الجوي خلف الدائرة القطبية الشمالية حتى عام 2020.
إلى ذلك، تقدمت روسيا إلى الأمم المتحدة بطلب توسيع جرفها القاري في المحيط المتجمد الشمالي بـ1.2 مليون كيلومتر مربع، وهو أمر يلاقي اعتراض واشنطن.
إلا أن صحيفة "فزغلياد" الروسية رأت أن الولايات المتحدة لا تتوفر لديها اليوم آليات تقنية للطعن في حقوق روسيا، نظرا لعدم امتلاكها سوى كاسحة جليد عاملة واحدة. ومع ذلك، رجحت الصحيفة أن واشنطن تملك موارد تسمح لها بتطوير بنيتها التحتية في منطقة القطب الشمالي وتهديد المصالح الروسية فيما بعد.