وأوضحت في تقرير، صدر اليوم الجمعة، أن النظام السوري، عبر الاستخدام المتكرر لسلاح الدمار الشامل الكيميائي، يهدد العالم والبشرية وليس السوريين فقط.
وكان الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، قد أعلن في أغسطس/ آب عام 2012، وكرر ذلك في مناسبات عدة، أنَّ استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري يعتبر خطاً أحمر. وأشار التقرير إلى أن هذا التصريح يُعتبر بمثابة تعهد من قبل الولايات المتحدة الأميركية للشعب السوري، بألا يستخدم السلاح الكيميائي ضدهم ويضمن اتخاذها كل الإجراءات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في حال استخدامه السلاح الكيميائي.
وطبقاً للتقرير فإن هذا التعهد من قبل الولايات المتحدة الأميركية لا يصبُّ في صالح السوريين وحدهم بل هو خدمة للبشرية جمعاء، وتعهد لكل سكان العالم بألا يشاهدوا أشخاصاً يقتلون خنقاً.
ووثّقت الشبكة ما لا يقل عن 191 هجوماً كيميائياً من قبل النظام السوري منذ تعهد أوباما حتى نهاية حقبته الرئاسية في 20 يناير/ كانون الثاني 2017.
وأضافت أن النظام السوري على مدى ثماني سنوات ارتكب جرائم وانتهاكات فظيعة بحق المدنيين السوريين، ولم يستجب لأي من مطالب لجنة التحقيق الدولية بشأن الجمهورية العربية السورية، ولا مطالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ولا حتى قرارات مجلس الأمن، وكان يفترض بمجلس الأمن أن يتَّخذ تدابير جماعية ويتحرك بموجب المادتين 41 و42 من ميثاق الأمم المتحدة، لكنه فشل أيضاً بسبب الحصانة التي منحتها روسيا له، كما أنَّها لم تُحجم عن استخدام حق النقض في حالة النظام السوري، الذي، ليس فقط لم يلتزم بمسؤولية حماية المدنيين، بل هو من ارتكب أفظع الانتهاكات بحقهم، وصلت إلى مرتبة الجرائم ضدَّ الإنسانية، وإبادة داخل مراكز الاحتجاز عبر عمليات التعذيب.
وأشار إلى أن حصيلة استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وفقاً لتواريخ قرارات مجلس الأمن الدولي، بلغت ما لا يقل عن 217 هجوماً كيميائياً نفَّذها النظام السوري منذ أول استخدام موثق للأسلحة الكيميائية.
وأضاف أن الهجمات تسببت بمقتل ما لا يقل عن 1472 شخصاً، منهم1397 مدنياً، بينهم 185 طفلاً، و252 سيدة، إضافة إلى 68 من مقاتلي المعارضة المسلحة، وسبعة أسرى من قوات النظام السوري كانوا في أحد سجون المعارضة.
وأكد أن كلاً من لجنة التحقيق الدولية المستقلة وآلية التحقيق المشتركة ومنظمات دولية مثل "هيومان رايتس ووتش،" و"العفو الدولية" قد أثبتت مسؤولية النظام السوري مرات عديدة عن استخدام الأسلحة الكيميائية.