شهد اليوم الأول في جولة الإعادة بالمرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب داخل مصر، اليوم الثلاثاء، إقبالاً ضعيفاً من قبل المواطنين، حيث خلت اللجان من الناخبين، الأمر الذي أعاد للأذهان مشهد الجولة الأولى في تراجع المواطنين عن الإدلاء بأصواتهم والذهاب إلى المقار الانتخابية، بينما كان لكبار العائلات والقبائل في الصعيد دور في زيادة نسبة التصويت على اللجان.
وقد خلت محافظات المرحلة الأولى التي جرى فيها العملية الانتخابية، وهي الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح، إقبالا محدودا من قبل الشباب للمرة الثانية، فيما انتشرت بعض الدعاية الإعلانية لبعض المرشحين في محيط اللجان الانتخابية، في تحدٍّ واضح للصمت الانتخابي.
كما تواجد بعض المندوبين للمرشحين في محيط اللجان الانتخابية في محاولة لإقناع الناخبين باختيار مرشحيهم، الأمر الذي أدى إلى حدوث بعض المشادات بين بعض المتواجدين أمام اللجان، اعتراضًا على محاولة إقناعهم باختيار مرشحين بعينهم.
في محافظة الجيزة، كان الإقبال الضعيف سيد الموقف، لا سيما في منطقتي الهرم وفيصل، وسط إقبال محدود من كبار السن، وتكرر نفس السيناريو في الوراق حيث لم تشهد تلك اللجنة أي تواجد لأي ناخب، وفي محافظة المنيا تأخر فتح 34 مركز اقتراع عن موعدها في التاسعة صباح اليوم، ونفس السيناريو كان في محافظة سوهاج بتأخر وصول 52 قاضيًا مما تسبب في تأخر فتح 35 لجنة انتخابية ودمج عدد من اللجان.
وفي الإسكندرية، شمال مصر، غلب الإقبال الضعيف على العملية الانتخابية في المحافظة، باستثناء منطقة غرب الإسكندرية، التي وصف الإقبال على عملية التصويت فيها بالمتوسط، وفي الفيوم ناشد محافظ الفيوم، وائل مكرم، المواطنين في كافة أرجاء المحافظة، بالنزول للإدلاء بأصواتهم واستخدام الحق الدستوري للانتخاب، وفي بني سويف كان الإقبال ضعيفًا من الناخبين وسط تأخر 7 مراكز اقتراع بمركزي "الواسطي" و"أهناسيا"، في فتح أبوابها، بسبب تأخر وصول القضاة المشرفين.
اقرأ أيضاً: "ذي غارديان": سياسيون بريطانيون يطالبون كاميرون بعدم استقبال السيسي
من جهتها، قدرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان نسبة الحضور خلال اليوم الأول من جولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية بنحو 6%، وقالت المنظمة إن السمة الغالبة لليوم الأول في جولة الإعادة هي الضعف الشديد في إقبال الناخبين، ورصدت المنظمة في تقريرها وجود عدد كبير من اللجان الانتخابية، التي لم تفتح أبوابها للناخبين في الموعد الذي حددته اللجنة العليا للانتخابات، وتم دمجها لقلة عدد القضاة المشرفين عليها، الأمر الذي حدا ببعض اللجان إلى فتح أبوابها بعد الساعة الـ11 صباحا.
وقالت المنظمة الحقوقية إنه نتيجة للضعف الشديد في إقبال الناخبين على التصويت، قام بعض المرشحين بتوزيع رشى انتخابية للتصويت لصالحهم، كما رصدت المنظمة عدم الالتزام لفترة الصمت الانتخابي الذي حددته اللجنة العليا للانتخابات، حيث شهدت العديد من اللجان وجود مخالفات بالداخل والخارج.
من جانبه، أكد محمد نبيل عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 أبريل، أن الشعب لم يذهب للتصويت للبرلمان لفقد الثقة برئيس الجمهورية الذي طالبهم بالتفويض أكثر من مرة، دون أن يرى الشعب أي تغيير، لذا لم تؤثر دعوته للشباب للنزول بأي شكل، مشيرًا إلى أن الشعب غير معترض على قائمة بعينها، حيث وصل الأمر به إلى حدّ العزوف عن معرفة مرشحي القوائم.
وأرجع نبيل، في تصريحات له اليوم، السبب وراء قلة أصوات الناخبين في البرلمان، إلى أن فقدان الثقة والأمل في التغيير هو المحرك الأساسي للشعب في الانتخابات البرلمانية الحالية.
بدورها، رصدت مؤسسة "ماعت" لحقوق الإنسان، ورئيس البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات، عددا من التجاوزات خلال اليوم الأول لانتخابات الإعادة، التي بدأت اليوم في 14 محافظة مصرية. وقالت "ماعت" في تقريرها الأول إن لجان محافظة المنيا، جنوب مصر، شهدت عددا من المخالفات في توجيه الناخبين لصالح بعض المرشحين، إلى جانب نقل بعض الناخبين بواسطة سيارات خاصة بالمرشحين.
إلى ذلك، ألقت أجهزة الأمن بكرداسة، بالجيزة، القبض على عاطلين أثناء قيامهما بتوزيع رشى انتخابية على الناخبين أمام لجان مرسة كفر حكيم، التابعة لدائرة كرداسة والمخصصة لتصويت السيدات فقط.
وكشف مصدر أمني عن أن "المتهمين كان بحوزتهما مبالغ مالية ومجموعة كبيرة من بطاقات الرقم القومي للناخبين"، مشيرا إلى أنهم "قاموا بحشد الناخبين أمام اللجان من خلال سيارات تابعة للمرشح الانتخابي، عمرو طايع".
اقرأ أيضاً: مصدر في العليا للانتخابات المصرية: إقبال ضعيف بجولة الإعادة