في الكتابة
كما في عالم ما قبل اللغة
كلّ صوت يعني أنني
أحتاج إليكِ
وكل محاولة تهتز
كجيش ورد ضرير يمشي
فوق هاوية الأيام.
■ ■ ■
عائد من غابات صوتك إلى ما يشبه المعنى
مذعوراً من همس جثثٍ لم تدفن حتى الآن
كان لصوتك شكل الماء حين يغرق
كيف صار أزرق كعيون ضيّقة تحاول النداء.
■ ■ ■
بيني وبينك
جملة موسيقية بيضاء
لم نسمعها حتى الآن
ندّعي وجودها في عنب أيامنا
خوفاً من أن نرحل
قبل أن نجد شيئنا الخاص.
■ ■ ■
محمولاً على ألف صوتٍ مضى
أقف أمامك وجهك
لأصف لك الفرق
بين اللون الكحلي والأحمر
لم تسأليني يومها عن اسمي
كانت أصواتنا تكفي
لقضم المسافة بيننا
كتفاحة خضراء.
■ ■ ■
في عالم كهذا
يجب أن ندرّب المسافات على الاقتراب
في كل كلمة محاولة فاشلة
لأكون أمام باب بيتك
في كل فاصلة صغيرة
صوتٌ مفتوحٌ على جميع الاحتمالات.
■ ■ ■
سأذهب غداً لأعمق نقطة في العالم
بمفتاح صغير ومطرقة
لن أدقّ الباب
لن أحاول فتحه
سوف أبتلع أصابعي العشرة
وأعيد اختراع الصوت
من الهمس
إلى ما يشبه الصراخ.
* كاتب فلسطيني سوري