لم يكن يتوقع مشجع برشلونة أن يخرج فريقه من موسم الانتقالات الصيفية بدون أحد أهم نجومه، وأن تفشل الإدارة في ضم البديل المناسب، بالرغم من المحاولات التي استمرت لأسابيع، وقائمة الأسماء التي حاول الفريق الكتالوني استقدام أي منها، ليستحق الفريق الكتالوني لقب الخاسر الأكبر في الميركاتو.
برشلونة
وقد يكون وصف "ميركاتو كارثي" هو الأنسب لوصف تحركات إدارة الفريق الكتالوني في موسم الانتقالات الصيفية، والتي كانت ارتجالية وشهدت الكثير من التخبط، خاصة مع عدم وضع إمكانية رحيل النجم البرازيلي، نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان في الحسبان.
وبعد رحيل نيمار، حاول الفريق التعاقد مع كل من الفرنسي موسى ديمبيلي، وأي من الرباعي فيليبي كوتينيو وأنخل دي ماريا ومسعود أوزيل وتوماس ليمار، ولكنه اكتفى بالتعاقد مع اللاعب الفرنسي الشاب قادما من بروسيا دورتموند الألماني مقابل 105 ملايين يورو بالإضافة إلى 45 على هيئة متغيرات وحوافز، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام مبالغا فيه، خاصة أن الفريق حاول التعاقد مع نفس اللاعب قبل عام واحد مقابل 10 ملايين.
وفشل الفريق الكتالوني بالساعات الأخيرة من الميركاتو في إقناع ليفربول بالموافقة على انتقال كوتينيو إلى البرسا بالرغم من ضغط اللاعب على الإدارة، لتتجه إلى أي من الثنائي ليمار ودي ماريا، وهو ما قوبل أيضا بالرفض من إدارتي موناكو وسان جيرمان على الترتيب، ليخرج بعدها القائمون على التعاقدات في برشلونة من أجل تبرير هذا الفشل، وتعليقه على شماعة تعنت الأندية وارتفاع الأسعار.
تشلسي
فشل تشلسي الإنكليزي في إتمام أكثر من صفقة منذ بداية موسم الانتقالات، واضطر للجوء إلى "الخيار الثاني" في قائمته لتعويض فشله في ضم النجوم المطلوبين. وبدأ الأمر بفشل الفريق في ضم روميلو لوكاكو، الذي فضل الانتقال إلى مانشستر يونايتد، لتقرر إدارة البلوز التعاقد مع الإسباني ألفارو موراتا، وفشل في الساعات الأخيرة من الميركاتو في التعاقد مع لاعب الوسط روس باركلي من إيفرتون بعد خضوعه للفحوصات الطبية، ليكتفي بالتعاقد مع الخيار الثاني، داني درينكووتر.
ولم تكن محاولات حامل لقب الدوري الإنكليزي موفقة في الأيام الأخيرة من الميركاتو، ليفشل أيضا في التعاقد مع فيرناندو يورنتي، ليكون بديل الفرنسي الراحل لويك ريمي، بعدما فضل المهاجم الإسباني الانتقال إلى توتنهام، بينما قرر أليكس أوكسليد تشامبرلين اختيار ليفربول، بالرغم من الدخول في مفاوضات متقدمة مع الفريق اللندني.
روما
ولم تكن الجماهير راضية عن تحركات روما والمدير الرياضي الجديد مونشي في الميركاتو، خاصة بعدما فشل في تعويض رحيل الجناح المصري محمد صلاح، وحاول أكثر من مرة التعاقد مع النجم الجزائري رياض محرز، ولكنه لم يتوصل لاتفاق مع ليستر سيتي، ليكتفي بضم أسماء واعدة، ولكنها لم ترض جماهير "الذئاب" خاصة أن الفريق سيواجه منافسة شرسة من عدة فرق هذا الموسم على الصعيدين المحلي والدولي.
سان جيرمان الرابح الأبرز
أما باريس سان جيرمان الفرنسي فكان الفائز الأكبر في موسم الانتقالات الصيفية، بعدما ظفر بنجمين من العيار الثقيل، وهما نيمار دا سيلفا وكيليان مبابي، وهو ما رفع سقف طموحات مشجعيه وإدارته، وهو ما سيضع مهمة تحقيق كل البطولات التي سيشارك فيها الفريق كهدف رئيسي للمدير الفني الإسباني أوناي إيمري ورجاله، وعلى رأسها دوري أبطال أوروبا.
وعلى الصعيد الآخر نجحت إدارة الفريق في الحفاظ على العديد من نجومها بالرغم من رغبة أكثر من فريق في التعاقد معهم، ومن بينهم يبرز الثلاثي الإيطالي ماركو فيراتي والأرجنتيني أنخل دي ماريا والألماني جوليان دراكسلر، اللذين حاول برشلونة التعاقد معهما منذ بداية الميركاتو دون جدوى.
موناكو
يتبع موناكو سياسة ناجحة في التعاقد مع اللاعبين، وهو ما عاد عليه بالنفع بشكل ملحوظ، بعدما وصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، وحصد لقب الدوري الفرنسي، ليرتفع سعر نجومه في موسم الانتقالات المنقضي، ويحقق مكاسب خيالية ويصبح من أكثر الفرق تحقيقا للإيرادات في الميركاتو، ليتعاقد بعد ذلك مع لاعبين واعدين، في محاولة لتكرار إنجاز الموسم الماضي، ولكن بدون عدد كبير من الأسماء البارزة، وعلى رأسها مبابي وبيرناردو سيلفا.
مانشستر يونايتد
يدير مان يونايتد تحركاته في موسم الانتقالات بشكل محسوب، وهو ما ساهم في خروجه فائزا من معظم المفاوضات التي دخل فيها، ويأتي على رأسها خطف لوكاكو من تشلسي قبل ساعات من انضمامه للفريق، ونجاحه في إقناع الصربي نيمانيا ماتيتش بالانضمام إلى صفوف "الشياطين الحمر" بالرغم من أنه كان لاعبا أساسيا بين صفوف "البلوز"، وانعكس النجاح الإداري في بداية الموسم على أداء الفريق، الذي يتصدر الدوري بالرصيد الكامل بعد أول 3 جولات.