02 اغسطس 2015
من سمات هبّـة فلسطين
مالك أبو عريش (فلسطين)
بوجلٍ، يتابع المقدسي نشرة الأخبار، ويخاف من خبرٍ عاجل يزيد تعاسته إلى الضعف، أو من رصاصةٍ طائشة تدخل فجأةً حياته، أو حياةَ قريب أو عزيز.
ودونما وجل، ينتبه إلى حالةِ التخبط في وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية، ولسان حاله يقول: "فلتكن يا رب هذه أعظم المصائب"، وهو يرى الأخبار تسابق الأحداث، ويسمع عن نفسه شهيداً، قبل أن تفارق روحه جسده.
يرى الفلسطيني على خط التماس زميله يسقط فجأةً على الأرض، وتنتهي حياته، لكن ذلك لا يمنعه من أن يعود، في اليوم التالي، إلى المكان نفسه، مقابل الجندي نفسه، ليرمي الحجر الذي لم يرمِه زميله الشهيد، وكلاهما يعلم أن ذلك الحجر المسافر نحو الجندي لن يقتله، ولن يعيده إلى الخلف خطوتين، ويعلم أيضاً، أن القناص الذي تدرّب على جسد صديقه ستغريه التجربة، ولن يمنعه شيء من تكرارها على جسده هو، وعلى الرغم من ذلك، يعود إلى خط التماس.
كان من الممكن لهذه الحالة أن تتوقف، لو لم تعطِ الشرطة الإسرائيلية ثقةً عاليةً لأقوال مستوطنيها الذين استغلوا حالة الإرباك الأمني، ليتهموا أطفالاً صغاراً، ذكوراً وإناثاً، بعمليات طعن، وهو ما دفع الكل الفلسطيني إلى حالةٍ من القهر لا يمكن إسكاتها بسهولة، وليس أقل مظاهر هذه الحالة ما قاله صديقي المقدسي: "سأترك حقيبتي الجامعية في رام الله، وأعود بدونها إلى القدس، لأنها قد تعرضني إلى أشياء لا أحتمل التفكير بها، إذا ما راود الجندي شكوكاً حولها، قبل أن يفتحها ويرى فيها كتباً، فقط!"
من سمات هذه الهبّة، أو الإنتفاضة، أو أياً كانت، أن الجيش الإسرائيلي نقل الملعب البيتي فيها إلى الأرض الفلسطينية، فبعد أن كانت الاشتباكات تحصل بالقرب من معسكراته، مثل عوفر وسالم، وجدناه ينتظر الشباب الغاضب داخل المناطق الفلسطينية، متغلغلاً أكثر في المدن، حامياً بذلك مناطقه الخلفية، ومحولاً الشوارع الفلسطينية إلى ساحةٍ مليئةٍ بالحجارة ومخلفات قنابل الغاز، ليلقي بهذا العبء على الممتلكات الفلسطينية، إضافة إلى أنها تستهدف الشباب عامةً، والجامعات الفلسطينية خصوصاً، فتجد الجنود تارةً على أرض جامعة القدس أبو ديس، وتارةً على أسطح كليات جامعة فلسطين التقنية خضوري، وفي أفضل الحالات، يستعدون لاستقبال طلبة جامعة بيرزيت بالمستعربين.
مع ذلك، لا يبدو الإسرائيلي معنياً بتهدئة الأوضاع، فهو يجهز نفسه للاشتباك دائماً، ويحضر لمزيد من العنف والرصاص، من دون أن ينسى تجريف السواتر التي احتمى بها الفلسطينيون سابقاً، ورش منطقة الاشتباك بالمياه العادمة ذات الرائحة الكريهة، قبل وصول الشبان إلى المنطقة.
لا يدري أيٌ من المحللين السياسيين أو المراقبين المشدودين إلى شاشات التلفزة، متى تنتهي هذه الهبة، لكن كثيرين يدركون أن حرماننا من حصتنا اليومية من الشهداء سيكون له دورٌ في تحديد سقف زمني لها، يحبه أصحاب المصالح، ويكرهه الشبان الثائرون.
ودونما وجل، ينتبه إلى حالةِ التخبط في وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية، ولسان حاله يقول: "فلتكن يا رب هذه أعظم المصائب"، وهو يرى الأخبار تسابق الأحداث، ويسمع عن نفسه شهيداً، قبل أن تفارق روحه جسده.
يرى الفلسطيني على خط التماس زميله يسقط فجأةً على الأرض، وتنتهي حياته، لكن ذلك لا يمنعه من أن يعود، في اليوم التالي، إلى المكان نفسه، مقابل الجندي نفسه، ليرمي الحجر الذي لم يرمِه زميله الشهيد، وكلاهما يعلم أن ذلك الحجر المسافر نحو الجندي لن يقتله، ولن يعيده إلى الخلف خطوتين، ويعلم أيضاً، أن القناص الذي تدرّب على جسد صديقه ستغريه التجربة، ولن يمنعه شيء من تكرارها على جسده هو، وعلى الرغم من ذلك، يعود إلى خط التماس.
كان من الممكن لهذه الحالة أن تتوقف، لو لم تعطِ الشرطة الإسرائيلية ثقةً عاليةً لأقوال مستوطنيها الذين استغلوا حالة الإرباك الأمني، ليتهموا أطفالاً صغاراً، ذكوراً وإناثاً، بعمليات طعن، وهو ما دفع الكل الفلسطيني إلى حالةٍ من القهر لا يمكن إسكاتها بسهولة، وليس أقل مظاهر هذه الحالة ما قاله صديقي المقدسي: "سأترك حقيبتي الجامعية في رام الله، وأعود بدونها إلى القدس، لأنها قد تعرضني إلى أشياء لا أحتمل التفكير بها، إذا ما راود الجندي شكوكاً حولها، قبل أن يفتحها ويرى فيها كتباً، فقط!"
من سمات هذه الهبّة، أو الإنتفاضة، أو أياً كانت، أن الجيش الإسرائيلي نقل الملعب البيتي فيها إلى الأرض الفلسطينية، فبعد أن كانت الاشتباكات تحصل بالقرب من معسكراته، مثل عوفر وسالم، وجدناه ينتظر الشباب الغاضب داخل المناطق الفلسطينية، متغلغلاً أكثر في المدن، حامياً بذلك مناطقه الخلفية، ومحولاً الشوارع الفلسطينية إلى ساحةٍ مليئةٍ بالحجارة ومخلفات قنابل الغاز، ليلقي بهذا العبء على الممتلكات الفلسطينية، إضافة إلى أنها تستهدف الشباب عامةً، والجامعات الفلسطينية خصوصاً، فتجد الجنود تارةً على أرض جامعة القدس أبو ديس، وتارةً على أسطح كليات جامعة فلسطين التقنية خضوري، وفي أفضل الحالات، يستعدون لاستقبال طلبة جامعة بيرزيت بالمستعربين.
مع ذلك، لا يبدو الإسرائيلي معنياً بتهدئة الأوضاع، فهو يجهز نفسه للاشتباك دائماً، ويحضر لمزيد من العنف والرصاص، من دون أن ينسى تجريف السواتر التي احتمى بها الفلسطينيون سابقاً، ورش منطقة الاشتباك بالمياه العادمة ذات الرائحة الكريهة، قبل وصول الشبان إلى المنطقة.
لا يدري أيٌ من المحللين السياسيين أو المراقبين المشدودين إلى شاشات التلفزة، متى تنتهي هذه الهبة، لكن كثيرين يدركون أن حرماننا من حصتنا اليومية من الشهداء سيكون له دورٌ في تحديد سقف زمني لها، يحبه أصحاب المصالح، ويكرهه الشبان الثائرون.
مقالات أخرى
12 ابريل 2015
10 مارس 2015
23 يناير 2015