سجل نيمار حضوره بقوة مع برشلونة، خصوصاً في الموسم الماضي، وتحديداً في مباراة "الريمونتادا" الشهيرة في مواجهة باريس سان جيرمان، وعلى الرغم من كل ما فعله فهو يواجه صعوبات كبيرة في الخروج من عباءة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الرقم 1 في برشلونة.
وربما من أكثر الأسباب التي دفعت بنيمار إلى التفكير في مغادرة النادي "الكتالوني" هي الحصول على فرصة الظهور كبطل لا سواه في فريق آخر، لأنه مهما فعل في برشلونة فالكلمة ستكون لميسي ولا أحد يقدر على خطف النجومية من الأرجنتيني ابن كتالونيا المُدلل.
في المقابل يعيش نجم فريق كليفلاند كافالييرز، كيلي إيرفينغ، ظروفاً مشابهة لنيمار وذلك بسبب وجود عملاق اسمه ليبرون جيمس، والذي يخطف الأضواء من الجميع في الفريق، ودائماً يحمل الفريق على كتفيه ولا تنظر الجماهير إلى ما يفعله سائر أفراد الفريق، خصوصاً إيرفينغ.
قدم إيرفينغ موسم رائعاً مع كليفلاند في 2016-2017، وأبهر الجماهير التي تابعته بطريقة لعبه وتسجيله النقاط وأكد أنه مستقبل فريق كليفلاند بعد اعتزال ليبرون جيمس، لكن هذا الأمر لم يحدث الآن ومهما فعل إيرفينغ فلن يخرج من عباءة جيمس، الأمر الذي دفع به إلى طلب المغادرة وترك كليفلاند مع نهاية الموسم.
المغادرة من أجل المال، الشهرة أم الاستقلال الذاتي؟
برشلونة وكليفلاند فريقان كبيران في عالم الرياضة، وحققا ألقاباً في عام 2016، قبل أن يتعرضا لنكسة في عام 2017 ويخسران لقب الدوري أمام ريال مدريد وغولدن ستايت ووريورز. لكن لماذا قرر نيمار وإيرفينغ المغادرة بشكل مفاجئ، وإن كانت المشكلة إدارية فلماذا لا يطلعان الرأي العام على المشكلة لكيلا يُحكم عليهما بالخيانة في المستقبل؟
كشف الصحافي الأميركي ستيفان سميث في وقت سابق بعد نهاية الموسم وانتشار أخبار مغادرة إيرفينغ: "لقد تحدثت مع ليبرون جيمس وقال لي هذه الكلمات حرفياً، إن كان إيرفينغ أمامي الآن لضربته بسبب تصرفاته الغريبة".
والوضع لا يختلف في كتالونيا داخل فريق برشلونة، ففي إحدى المرات وصل نيمار متأخراً إلى التدريبات فتعرض لصفعة من سواريز بطريقة ساخرة، والأمر أزعج نيمار لأنه يُنصب نفسه كأحد نجوم الفريق مثل ميسي وسواريز.
ورغم التضامن الجماعي لنجوم برشلونة مع نيمار من أجل بقائه، من بيكيه مروراً بمساكيرانو وصولاً إلى إينييستا وراكيتيتش، إلا أن الأمور لا تبدو بخير بالنسبة لنيمار الذي يبحث عن الحرية والاستقلالية في فريق يكون فيه النجم الأول ولا أحد سواه. قضية نيمار وإيرفينغ تؤكد أن النجومية أصبحت مطلباً لكل لاعب يملك موهبة كبيرة ولا يمكن تحجيمها أو منعها من الظهور أمام الجماهير.
رعاية دعائية، غرور وشهرة
يبلغ نيمار من العمر 25 سنة ومثله كيري إيرفينغ، نجمان كبيران في عالم كرة القدم وكرة السلة، يجعلان شركات الرعاية تتهافت من أجل التعاقد معهما لكي يكونا ممثلين لأي شركة دعائية، وهو الأمر الذي يدرُ أموالاً طائلة لهما، بالإضافة إلى الشهرة الكبيرة التي قد تولد الغرور أحياناً.
كيلي إيرفينغ في فريق كليفلاند كافالييرز مثلاً لا يمكنه الحصول على عرض ضخم وتصميم حذاء مثالي من شركة "نايكي" لأنه ليس النجم الأول في كليفلاند، إذ إن شركات الرعاية تبحث دائماً عن الرقم واحد ذي الشعبية الكبيرة.
ويظهر ليبرون جيمس في المركز الثاني في قائمة أكثر الرياضيين تقاضياً من الرعاية الدعائية (55 مليون دولار أميركي)، بينما يحتل ميسي المركز الثاني برصيد 27 مليون دولار، أما نيمار فيحتل المركز الـ 18 مقابل 22 مليوناً وكيلي إيرفينغ في المركز الـ 38 مقابل نحو 12 مليون دولار، ويبدو أن اللاعبين يفكران اليوم في تغيير كل شيء.
وما يجمع نيمار وإيرفينغ هو أنهما يفكران بنفس الطريقة وهي الشهرة والوصول إلى القمة بدون مساعدة من أحد والخروج من عباءة أي أسطورة مهما كان حجمها، وبالتالي صناعة أسطورة سيتحدث عنها التاريخ في المستقبل، وإذا أصبح نيمار الرقم واحد في أي فريق فسيكون بمثابة اللاعب الذي يحمل الفريق على كتفيه ويحاول اقتياده نحو المجد والأمر نفسه ينطبق على إيرفينغ، ولا يمكن أن يلعب النجمان هذا الدور في ظل وجود كل من ميسي وليبرون جيمس.
نيمار لا يمكنه أن يكون ميسي في برشلونة بل هو قادر على أن يكون ميسي في أي فريق آخر، كذلك إيرفينغ لا يمكن أن يلعب دور جيمس في كليفلاند، لكنه قادر على قيادة أي فريق آخر يلعب فيه. في النهاية ميسي وجيمس قدّما الكثير ولا يمكن لأي شخص مناقضة هذا الأمر. الآن نيمار وإيرفينغ يريدان كتابة التاريخ واختارا هذه الطريق للوصول إلى القمة.
(العربي الجديد)