من وراء تفجير قوافل المهجرين؟

19 ابريل 2017
+ الخط -
على الرغم من تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، أخيرا بشأن القضية السورية، واستهداف مطار الشعيرات بصواريخ توماهوك، إلا أنّ بشار الأسد وداعميه ما زالوا يتابعون خططهم في سورية، من دون التردّد بقصف وتفجير وتهجير للآلاف في كلّ يوم يمرّ على السوريين، إذ ماذا جنى السوريون من وصف ترامب الأسد بالحيوان أو المجرم؟ هل استفاد الثوار من قصف مطار الشعيرات الذي عاد أقوى مما كان؟ هل سينتظر الشعب السوري سبعة أعوام أخرى، وهم تحت وطأة الموت؟
التصريح الأول لأميركا إنّه ليس من أولوياتها إسقاط الأسد أعطى ضوءاً أخضر للنظام لاستخدام أيّ شيء لقمع الشعب السوري، ولم يتردّد النظام آنذاك باستخدام الكيماوي في خان شيخون، وبعدها جاء وصف ترامب الأسد بالحيوان، ليقصف النظام المناطق المحرّرة بالنابالم الحارق، وصولاً إلى تهجير سكان منطقة الزبداني.
التفجير الذي وقع في منطقة الراشدين في حلب قبل إتمام عملية التبادل بين أهالي منطقة الزبداني وكفريا والفوعة رسالة جديدة للعالم من نظام الأسد بأنّنا لن نهاب أي تهديد، وسنكمل عملياتنا الإرهابية. ولكن، لماذا في هذا التوقيت، ومن المستفيد الأول من التفجير؟
للإجابة على تلك الأسئلة، علينا النظر للروايات التي تناولت الحادثة، إذ تعدّدت بشأن المسؤول عن عملية التفجير، فالنظام اتهم المسلحين، والمعارضة اتهمت النظام، وبين الاثنين اختفت الحقيقة، وضاعت دماء المدنيين، ولمعرفة من وراء ذلك علينا أن نزن الأمور بكفتي الميزان، واحدة للمعارضة والأخرى للنظام، لنرى أي كفة ترجح من دون التعدّي على أحد، مؤيداً كان أو معارضاً.
أولاً، بالنظر إلى المعارضة، إن كانت وراء عملية التفجير فنجد أنّها هي من كانت وراء اتفاق المدن الأربعة برعاية قطرية، وهي من أقنعت الناس بعملية التهجير، وإلا كانت قد قصفت بلدتي كفريا والفوعة، ومنعت خروج أي شخص، من دون الاضطرار لافتعال تفجيرٍ كهذا، لأنّه على مدار سنتين تقريباً من حصار مضايا والزبداني لم نجد من تحرير الشام أو أحرار الشام أو أيّ فصيل أخر من الفصائل المسيطرة في الشمال السوري أيّ تحرك جدي لفك الحصار عن منطقة الزبداني.
ثانياً، بمتابعة المستجدات الأخيرة على الساحة السياسية بشأن الأسد وحلفائه، نجد تحولات جذرية بالسياسة العالمية تجاه نظام الحكم في سورية، جرّاء قصفه خان شيخون بالكيماوي، فمصلحة النظام من عملية التفجير هي تحويل أنظار العالم إلى مقتل مائة شخص من الأقليات السورية، ليكسب تأييد العالم من جديد كونه، منذ بداية الثورة، يدّعي حماية الأقليات، إضافة إلى سعيه إلى زيادة شعور الخوف لدى الأقليات بأنّه في حال سقط الأسد سيكون مصيركم القتل من المتشدّدين، وبذلك يكون الأسد قد حقّق ثلاثة أهداف بضربة واحدة، فالهدف الثالث هو السيطرة على كامل الريف الغربي لدمشق، والذي سعى جاهدا إلى السيطرة عليه، لإتمام مشروعه الطائفي في وصل الساحل السوري بجنوب لبنان، وتأمين حماية خطوط إمداد حزب الله اللبناني.
أما النظرية الثالثة التي قد تكون بعيدة قليلاً عن الشبهات في التفجير الذي وقع، هي الفئة التي ليس من أولوياتها عملية تأمين المدنيين أو بوصف أدق تجار الحروب، معارضين ومؤيدين، لأنّهم خسروا من التهجير مكاسب مادية كثيرة، كانوا يكسبونها من إدخال المواد الغذائية وغيرها، وبيعها بأسعار مرتفعة، ليجنوا أموالاً طائلة، لذا قد تكون عملية التفجير لإفشال اتفاقية المدن الأربعة، وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها.
1998067C-94BE-48BF-9CDD-353535E7731D
1998067C-94BE-48BF-9CDD-353535E7731D
أحمد سلوم (سورية)
أحمد سلوم (سورية)